.
.
كَاَنونَ الْثانيَ ..
لِ أن نَظريَ الْأولّ كانّ لها جسَديَ يَقَشْعِرُ ..
تَحملُ تَأويِّل الْأسحارِ بينْ راحتْيهـآ تُلهِمُ أبراجَ
الْخَلودِ سَكراتِ لا مَفر مِنْها
زَحزحَ الْزمانُ عِطرْ رحِّيلِهـآ انْتِقامًا
ذَليلةُ بينْ آنَياتِ الْذكرىَ
تسَقيَ بِ الْتَناسيَ والْنسيانِ
أوردة حنْيِنْهآ..تُولِجُ فِ أسرابِ الْأحزانِ
رغبِةَ بِ أحلامِ لا تؤد..
شبْاطَ ..
وفِ أيَسر الْصدرِ صُراخُ
وعلىَ مقربةِ مِنيَ صَديقُ
يَسأل الْسماءَ ألفَ سَؤالِ
مَكتَومُ ومَحرومُ وعلىَ شَقِ
خَيطِ مِنْ نَور شَمسَ أقفُ
مُحتْاجً لِ طَير أبيضُ
لمَ يَلمسُ بِ جناحهِ أرضً
أسَكُنُهـآآ..
آذارَ ..
فِ سَفريَ لا أحد يُّرافَقنيَ
غيَر صَوتيَ الْذيَ يَتْكَررُ
كُل يَومِ..لِ أصَلٌبَ أسمُهـآ
علىَ أعتابِ الْقلبِ أخافُ مِنْ
موتِ يَغتْالُونيَ وفِ أطرافِ ثَوبيَ
بعضُ مِنْ حنْينِ أحمَرَ
مَصلوبُ أنا علىَ أبوابِ الْخشوعِ
مِنْ ضلعِ أٌرهِقَ إنْتِظاراً
نيسانَ..
أبْياتُ مُبللةُ بِ أربعِ شَفاهِ
وقَصائدُ لمَ تُحكىَ إلا لِ صغيرَ
يبْكيَ ..بِ أيَ لونِ سَ أموتُ
يَ أٌميَ وبِ أيَ أرضِ سَ أٌدفنَ
حيِّنْهـآآ..
أيارَ ..
صَوتُ الْكذبِ يُشَبْهُ
رقَصاتِ أنْثىَ علىَ جٌثثِ
مَنْ رحَلوآ..تَستْقيمُ فِ حينْ غفَلةِ
منْيَ وتنْحنيَ حينْ تَرىَ نَظراتِ
الْتائهةَ..
حُزيَرانَ ..
مِنْ حيثُ لا أدريَ تَأتيَ
مِنْ سَابعَ سَماءَ كَ مشَيئةِ
لا تٌردُ بِ هدوءِ الْصاعدينْ
دونَ ألمِ وبِ صوتْ عَجوزِ
مُرهقَ ..
تَموزَ ..
علىَ وسَادةِ الْضبابِ
يَغفوا..بِ أحلامِ وأٌمنْياتِ
تَتْربصٌ ليَ يَ ربَ الْكونِ
ألمَ تَكُنَ ليَ مَغفرةُ مِنْ
خَطاياَ تَكتْسيتيَ ..
آبْ..
وأمام الْمرأةَ كانَتَ تَقفُ
أخذتَ أحمرَ شَفائهـآ لِ تَكتُبْ فِ وسطِها
أسمَ الْيتْيمِ ..بِ قُربِها أنا وبِ قُربِها
صورتيَ بِ كاملِ حُزنْهـا كانتَ تَذكُرنيَ
بِ أننيَ مَنْ تَركهـآ بِ مُفردهـآ..
أيلولَ ..
يقفُ خلفَ شُرفَتْهِ
الْبردُ يَلفُ الْمكانَ بِغياً
كَانْ كَ الْهاربِ بِ ملامِحهِ مِنْ كلَ
واقعِ يِصدُمَ ...و كَ سائرِ حالاتِ الْبُعدِ
كانَ يبْكيَ بِ صوتِ هادئَ
تَارةَ ينْسىَ نَفسهُ وتَارةَ أخُرىَ
يَذكُر نَفسهُ بِ أنهٌ الْراحلُ بَ صمتَ
الْموتىَ الّثٌكْلىَ ..
تَشرينْ الْأولَ..
كَانْ يُحْبٌّها بِ صدقِ مُريبَ
يَكتْبُ اسَمها علىَ صَفحةِ الْهواءِ
ويَرسِمُ مَلامِح وجَها علىَ نَافذةِ
فقدهِ ..الْنوارسُ كانَتَ تُذكرهُ بِها
أيَ خَطيئةِ أقَتَرفَها ذلكَ الْرجُلَ ..
تَشرينْ الْثانيَ ..
مازالَ الْغيابُ أشدُ مَرارةِ مِنْ
قَهوةِ تُركيةِ لِ أفيضَ مِنْ رحيقِ
أغرقَنيَ ..
وفيَ كُل لحظاتَيَ كُنْتُ الْسائلَ
عنْها ..أكانتَ نَسياً منْسياً بينْ رٌكامِ الْذكرىَ..
كانَونَ الْأولَ ..
تَفيضُ الْعينُ دموعاً فَرحً
أنهُ لمَ يَمُوتَ حينْها
فقدَ اخَتْارَ الْمنَفىَ
ومَوسيَقىَ وبَعضُ مِنْ رواياتِ
لا يُفكُ لها سِرٌ إلا ....
الْنارَ..
أعلمَ ..
أننيَ رجَلٌ
وأنها لنْ تَتْكرر فِ فميَ أسماً
ولا حتىَ حٌباً ..لِ يسمعَ قَطراتِ الْمطرَ
قدَ زارتَ شَارعَ مَنْزلهُ الْأجواءَ تَغرقُ
وصُراخَ الْأطفالَ يمْلئُ أوجُهَ الْشارعَ
يتْطايرُ الْمطرُ مِنْ نحتِ قَدمهِ
كانَ الْتائهَ بينْ كُل الْمارةِ
باحثَ عنْها وبيدهِ كتابُ صغَيرَ
سمعَ لعنةُ مِنْ أحداهُنَ
أخفُ مِنْ تِلكَ الْلعنةِ الْتيَ خَلقتهُ وحيداُ
يتْيماً ..
الْطيرَ ..
يجلسُ أسفَل الْنافذةِ
ورأسهُ للأسَفلَ بِ حُرقتِ كَانّ
يَذكُرُّ أنهُ لنْ يَرىَ ولنْ يَسمعَ
صَوتْها..يُعَاودُّ الْوقَوفَ لِ يُبْصِر الْسماءَ
سواداً وتِلالَ مِنْ حباتِ رملَ ساخِنهَ
يَسمعُ صوتَ صُراخِه مِنْ داخلِ غَياهبِ الْنفسِ
الْباقيةَ ..يَشعِر أنَ الْحياةِ تَسرىِ فِ نصفهِ الْمُظلمَ والْحياةُ الْآخُرىَ فِ نَصفها الْميتَ ..
يُراقبُ الْمارينَ وربِكةَ الْشوارعِ وعباءاتِ الْفراشاتِ الْمٌبللةِ
قَهوةُ مٌرهَ وقِطعةَ كعكِ باردةَ وروايةِ قديمةَ ومقعدِ دُونَ ظَهرِ
وطَاولةِ مِلئُها قِصاصاتُ ورقِ باليهَ ..
الْربيعَ..
سَريرُ لا يتْسعُ إلا لِ أوراقهِ الْمٌتساقِطةَ
ارمىَ بِ ثَقليْ علىَ سَريريَ الْباردَ
لِ اشْعُر بِ أنّ هُنْاكَ مَنْ يتْخلل جسَديَ
بِ كَبرياءِ لمَ تَكٌنَ هيَ فقطَ ذكرياتُ
الْماء..
بينْ أكوامِ الْترفِ
أدفنُ جسديَ وأستْقَبْلُ الْمُعزينَ
خَطواتِ عاريةُ دونَها
وقَبريَ لا حدودَ لهُ ..
خَطتَ بِ قدُمِها نَحو الْسماء
تَسألُ الْعهَد ثَقَلاً ..
الْحرثَ..
خَطتَ فَوقَ الْماءَ
لِ تَعبُرَ إلىَ ضَفافْ الْعالمينَ
رحمةَ ومَغفَرةَ ..
الْموتَ ..
لا صَلاةِ
ولا كَفنِ
ولا أقرباءَ
فقطَ أنا بينْ حدودِ الْسوادِ
ينْفَخُ الْروحَ استْعداداً لِ رحيل لا عودةَ
الْمغيبَ ..
بدأ فِ جمعِ مَلابَسهِ
للرحَيْل ..يَسلكُ ذلكَ الْطريقَ
دونَ أنوارٍ يَهربُ خَشَية أكذوبةِ
أوْجدَهَا الْبَشرَ أنّ الْسعادةَ مِنْ صُنْعِهمَ
تحتَ زَخاتِ الْمطرَ بدأ خَطواتَه نَحوَ الْمَطارَ
وهيَ مٌكفنَةُ بِ الْسوادِ إجحافًا ..
غنْىَ ..
فِ الْمطارَ
كَانتَ تَلوحُ ليَ وفِ عيْناها بَوادِرُ الْدمعِ
جاريةُ ..أنْظٌر لها أحاولُ الْنُطقَ فَ تٌصِّبُنيَ
لعنَاتُ الْصمتِ ..
هيَ عُقد مِنْ صٌنْعيَ ولنْ يَفُكَ أحد تِلكَ الْعقدَ غيريَ
لا حقَ لِ أحدَ أن ينْقُضَ ضَفائرَ شَعرُكِ غيريَ
ولا حقَ لِ أحدَ أنَ يِقولَ لكِ أنْكِ راحلةُ
هيَ تنْهيدةُ ممزُوجةِ بِ صوتها
وهيَ أفراحُ لمَ تُلفتَ انْتِبَاهي
ماذاَ يَسكنُ ضَلعيَ الْأيَسر
الْشفقَ..
عنْد الْشفقُ أخلقُ لِ نفسيَ
ألفَ عذراِ لِ بقائيَ بَعيداً عنْها
مٍنْ نورٍ ..
حينْ أكتٌبُ لها ..
هيَ مَنْ اِحَتْلتَ أرجائيَ
وفِ فراغِ الْنورِ كانتَ تَرسمُ ليَ حياةَ
مِنْ قِطعَ الْسٌكرَ ..
تٌقيمُ داخليَ بِ أمانِ وطُّمَئْنِيهَ
وكانتَ تُغادُرنيَ كَ إعصارِ
لا يٌبْقيَ مِنْ دواخليَ إلا قلبُ مريضُ
أنْثىَ..
كانتَ تَموتٌ فِ لحظةِ
وأنا أحتِفلُ بِ قُبلةِ تُطلِقُها بينْ أنامِلها الْخمسةَ
أليَستَ هيَ مِنْ أرتْكبْ خَطيئةَ الْشوقِ
وأنا ارتْكبْتُ خَطيْئةَ الْرحيلَ .
أكذوبةِ..
فتْنةُ وطنِ أنتيَ
وفتْنةُ ورقِ قَاسيةَ
أنتيَ..
صَغيرتيَ الّضِائِّعة..
صبْاحُ يتْيمْ..
فِ صباحيَ أستْقبْلٌ ذراتِ الْنورِ
بعيداً عنْها أرتَميَ فِ تَفاصيلِ الْحرفِ
لِ أثَملَ عليلاً بِكِّ ..
لِ رائحةِ عَطرها أغنْياتِ اشتْياقِ
مُرسلةً لِ أنا ولا أحد سِوايَ
لمَ تَكنَ مُجردَ أكذوبةِ بِل كانتَ
حياةُ لم تَكْتَملَ ..
الْنهايةَ
فِ نِهايةِ الْقصةِ
أصير ألفَ رجُل
فِ أنتْظارِ الْخشوعِ
ضَريرُ مبتْورُ مِنْ كُل شيءَ
لِ أستْقَر أغوارَ الْأرضَ
ولِ أبحثَ عنْ زهرةِ يَحرٌسَها ألفَ شيَطانِ
وأنا كَ عابر سبْيلَ لا مفَر لهَ ..
حواسيَ تٌبررُ ليَ
وبَعثَرتنيَ أوجاعُ صامتهَ
-

فِ محرابِ الْغٌربةِ
منفياً ..لِ أولَ مرةَ أكتٌبَ بِ لسانِ رجٌلَ ..
13-2-2011
10:47ص