كتاب: Geeks Bearing Gifts - جديد عبدالله المهيري

    • كتاب: Geeks Bearing Gifts - جديد عبدالله المهيري



      خيبة أمل، هذا ملخصي للكتاب، رفعت سقف توقعاتي أكثر من اللازم بخصوص هذا الكتاب وما قد يقدمه وقد كنت أتوقع كتاباً رائعاً يفيدني لأن كاتبه هو تيد نيلسون الذي ابتكر مصطلح Hypertext ومصطلح Hypermedia ويمكن اعتباره مفكراً لعالم التقنيات والحاسوب، تيد لديه أفكار أنا مؤمن بأنها أفكار رائعة ولم تطبق حتى الآن وأوافقه بأن الحواسيب اليوم لا تقدم إلا القليل مما يمكن للحواسيب أن تقدمه.

      كتابه هذا يتحدث عن تاريخ الحاسوب وكيف وصلنا لما نحن عليه، تاريخ الحاسوب موثق بشكل جيد في كثير من جوانبه ويمكن معرفة ما حدث من خلال المئات من الكتب والوثائق والصوتيات والمرئيات ولا زال كثير ممن صنعوا تاريخ الحاسوب أحياء يمكن سؤالهم عن ما حدث، الحقائق يمكن أن نتفق عليها فنقول أن هذا حدث وفلان فعل لكن تفسير هذه الحقائق وأسبابها قد نختلف حوله وهذا أمر طبيعي، كتاب تيد نيلسون لديه نظرة مختلفة لتاريخ الحاسوب وإن قرأت كتابه هذا ستجده غير معجب بأي شيء وينتقد معظم ما نستخدمه اليوم في عالم الحاسوب.

      ما خيب أملي حقاً هو أن الكتاب ركز على نقد ما هو موجود بدلاً من توضيح ما يمكن أن يكون عليه الحاسوب، أفكار تيد رائعة لو أنه استطاع جمعها وكتابتها بشكل محكم في مكان واحد لكنه فرق هذه الأفكار في فقرات مختلفة على صفحات مختلفة في كتب ومقالات عديدة، كنت أظن أن هذا الكتاب سيجمع شتات هذه الأفكار لأجده يكرر نفس التشتت لكن كان علي أن أتوقع ذلك فهذا التشتت هو أمر طبيعي لدى تيد نيلسون، هذه طريقته في الكتابة وشرح الأفكار.

      تيد ينتقد دائماً ما نراه في عالم الحاسوب من تنظيم للملفات بحسب هيكلية محددة، نظام الملفات وترتيب المجلدات فيه وتنظيم الملفات في المجلدات كلها أمور غير ضرورية في الحاسوب لأن الحاسوب قادر على عرض الأشياء بطريقة حرة لا يمكن محاكاتها في الواقع كعرض شيء في مكانين أو دمج أشياء بطرق مختلفة في وقت واحد، ثم لماذا نحتاج للتعامل مع الملفات في حين أن ما نريد التفاعل معه هي المحتويات، هذا ليس سببه عدم إمكانية التخلي عن نظام الملفات وهياكلها بل لأن عالم الحاسوب اليوم مبني على إرث من الماضي لا تريد كثير من الشركات التخلي عنه.

      الانتقاد الثاني الذي يكرره تيد هو محاكاة الحاسوب للورق ويلقي باللوم على مركز أبحاث بارك الذي افتتحته زيروكس في أوائل السبعينات وطور واجهة الحواسيب التي نستخدمها حتى اليوم، هذه الواجهة تحاكي سطح المكتب والوثائق وتتعامل مع كل وثيقة بشكل منفصل وكل وثيقة يجب أن تكون في ملف وكل ملف في مجلد ما وهكذا هناك هيكلية لكل الملفات وكل الملفات تحاكي الأوراق، هذا كله قد يجعل استخدام الحاسوب سهلاً لكنه يحد من إمكانيات الحاسوب التي يمكن تقديمها إن تخلينا عن الهيكلية وعن محاكاة الورق.

      هذا مثال لم ينتقده تيد في كتابه وهناك المزيد، فهو يتحدث عن لوحات المفاتيح، الصوتيات، المرئيات، البريد، الإنترنت نفسها ولماذا هي غير آمنة ويعرض حلاً لمشكلة الرسائل التافهة أو سبام، ويتحدث عن الحواسيب الشخصية وأنظمة التشغيل وكيف وصلنا لما نحن عليه في هذا الجانب.

      إن كنت لا تعرف الكثير عن تاريخ الحاسوب وتريد ملخصاً عنه فهذا الكتاب مفيد لكن كن مستعداً لكثير من الغموض لأن تيد لا يشرح المصطلحات ويوضحها لمن لا يعرفها، إن كنت تعرف تاريخ الحاسوب فهذا كتاب مفيد من ناحية عرض وجهة نظر مختلفة عن ما هو مألوف في الكتب الأخرى.

      الكتاب: Geeks Bearing Gifts
      المؤلف: تيد نيلسون
      الصفحات: 209
      الناشر: Mindfull Press




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions