بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأتباعه ممن والاه .
وبعد
دعا سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتى العام للسلطنة مجدداً إلى تطبيق الشريعة الإسلامية والأخذ بها في شتى مجالات الحياة
جاء ذلك في محاضرة سماحته التي ألقاها في جامع السلام ببركا يوم الثلاثاء الفائت الثالث من محرم 1432 ( 8 فبراير 2011) والتي كانت بعنوان (( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) وكرر هذه الدعوة مرة أخرى في برنامج سؤال أهل الذكر البارحة .
وكانت موضوع المحاضرة واضح التعلق بأحداث مصر وتونس سابقاً لكنه لم يذكر الاحداث بشكل صريح .
وقد قال سماحته أن هناك أحداثاً من حولنا تدعو إلى النظر والاعتبار .
وقد بدأ كلامه ببيان أهمية سيرة الانسان على هذه الارض على ضوء هداية القرآن كما يسير هذا الكون وفق نواميس الله التي جعلها الله فيه و بين سماحته أن التوافق بين حركة الانسان بناء على الهداية القرآنية وبين حركة الكون هي التي تؤدي إلى سعادة الانسان وتقدمه وراحته فرداً ومجتمعا وأمماً .
ثم عرج سماحته إلى توجيه نصيحة لحكام المسلمين مبيناً أن العلاقة بين الحكام والمحكومين لا بد أيضاً أن تكون وفق المنهج القرآني ثم شرع يذكر نقاطاً مهمة في هذا المنهج الاسلامي وقد ذكر ثلاث نقاط هي :
أولا- الشورى : حيث ذكر أن الشورى أمر واجب على أولياء أمور المسلمين وقال أن الله عزوجل أوجبها على نبيه الكريم الموحى إليه فكيف بمن دونه من البشر " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " (آل عمران، 159)
ثانيا : العدل : وركز أن هذا العدل لا بد أن يكون شاملا لكل أحد و في كل شيء . وذكر قصة ابيرق اليهودي مثالا على التطبيق النبوي لمبدأ العدل . حتى ولو كان لصالح يهودي ." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " (المائدة،
و استشهد بآيات أخرىوثالثا : تطبيق الشريعة الإسلامية : وقال ان كل ممن يلي أمر المسلمين مطالب بأخذ بشريعة الله في ولاية تلك عليهم و قال أن كل مايخالف حكم الله فهو من أمر الجاهلية ." أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " (المائدة، 50) وقال سماحته أن ما يشهده العالم بأسره من مشاكل اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية أنما مرده البعد عن هداية الله وعن شريعته و كرر مرة أخرى أن حكام المسلمين مطالبين بالاخذ بشريعة الله .
وختم سماحته محاضرته ببيان أن المسلم بشكل فردي مطالب بالسير في طريق التقوى ثم بين أن صمام الامان لهذه الامة الذي يعصمها من التداعي هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مستشهداً بقوله تعالى :" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " (آل عمران، 110) وكأنه يشير بذلك إلى أحداث مصر والله أعلم .
المحاضرة تم تسجيلها من قبل التلفزيون و من قبل موقع بصيرة لكن لم يتم تنزيلها حتى الآن .
عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ
وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ
وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ