"البيروقراطية" ..تعود من جديد أخبار الشبيبة

    • "البيروقراطية" ..تعود من جديد أخبار الشبيبة

      "راجعنا بكرة"..تسمعها كثيرا من أفواه بعض الموظفين

      • مراجعو المؤسسات الحكومية الخدمية يتذمرون من البطء في إنجاز معاملاتهم، ويرجعون ذلك إلى أسباب عدة

      • أحمد الفارسي: من آثار التسيب الوظيفي فقدان المواطن الثقة بالأجهزة الحكومية والنظرة الدونية لموظفيها

      • ناصر المعولي: التسيب الوظيفي .ظاهرة موجودة ومشكلة يعانيها الكثيرون

      مسقط- الزبير السدراني، مديحة المعولية، انتصار الشبلية

      البعض يضطر لأخذ إجازة يوم كامل لإنهاء اجراءات معاملة يرى أن إنجازها لايجب أن يستغرق أكثر من بضع دقائق، وآخرون يضطرون للمبيت في مسقط متحملين تكاليف المبيت.

      مراجعون يتذمرون من تأخر معاملاتهم في المؤسسات الخدمية الحكومية، ويرون تهاون بعض الموظفين في إنجازها في حين أن السلطنة تعيش عصر الحكومة الإلكترونية، والتقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في تصنيفاته للدول الأكثر استعدادا للحكومة الالكترونية أوضح تقدم ترتيب السلطنة بواقع 20مرتبة، حيث جاءت السلطنة في المرتبة 19 من بين 133 دولة للعام 2009م.فهل من المعقول بعد الانجازات والطفرة النوعية في مؤسساتنا الحكومية تطل علينا البيروقراطية من جديد تساؤل طرحه الكثير من المراجعين..

      "الشبيبة"تطرح شكاوى المراجعين، وتبحث في أسباب التأخير من خلال طرح ردود بعض المؤسسات الخدمية الحكومية. اهتمام الموظف

      هاني السليمي في الوقت الذي كان يعتقد فيه أن إنجاز معاملته لن يستغرق أكثر من بضع دقائق، إلا أن الروتين وبعد الموظف عن واقع حاله ومعاملته هو ما اصطدم به بقوله:راجعت وزارة التربية منذ الصباح لإنهاء أوراق تخص المدرسة التي أعمل لديها، وكنت أعتقد أنني لن أواجه صعوبات، ولكنني وجدت الوضع يسوده الروتين، والموظف بعيدا عن أوضاع المراجعين ومصالحهم دونما اهتمام، علما بأن معاملتي لا تستغرق دقائق.يقول علي الحراصي الذي كان يراجع وزارة التجارة واصفا لنا واقع الحال الذي اعتاد أن يلاقيه في المؤسسة التي ذكرها بقوله: وجدت تعقيدا من الموظفين الذين يواجهونك بنظرة تجعلك تفكر أكثر من مرة في مراجعتهم مرة أخرى، فعبارة "راجعنا بكرة" تسمعها كثيرا تخرج من أفواههم.

      ذهب ولم يعد

      محمد السعيدي يبدو أنه لم يمكن أفضل حالا وبعد أن روى لنا قصته في إحدى المؤسسات الخدمية عندما توجه إليها قاصدا إنهاء إحدى معاملاته، ظل ينتظر الموظف المعني بإنهاء معاملته والذي بقي يتردد عليه طوال اليوم يقول: كنت أتردد عليه طوال اليوم، ويقول لي انتظر قليلا حتى جاء موعد الصلاة ثم اختفى. وأضاف بقوله: بعض الموظفين يتعالون على المراجعين.

      ويعاني سليمان الخنجري من كثرة التأجيل وطلب المراجعه في يوم آخر قائلا: أنا متقاعد وقد حضرت قبل أسبوعين إلى مكتب الضمان الاجتماعي من أجل الحصول على مساعدة ، ولكنني كلما راجعتهم يفيدونني بأن علي أن أحضر في اليوم التالي.

      توظيف غير المؤهلين

      ويرجع عبدالله الرئيسي موظف في إحدى الدوائر الحكومية التسيب الوظيفي كما وصفه في بعض المؤسسات إلى معايير التوظيف وعدم وضوحها الكامل في اطلاع الموظف على ماهية العمل ومهامه بحيث يتمكن من تقييم نفسه وقدرته على الاداء الوظيفي، حيث قال: إن التسيب الوظيفي مرده للاختبارات الوظيفية التي يتم التقدم إليها سنويا ليس بمعايير الأهلية والخبرة ومدى قدرة الموظف على التعامل بجدية مع العمل، بل هي اختبارات تحريرية ثم مقابلة شخصية وأسئلة تم إعدادها بطريقة غير احترافية مما يتسبب في توظيف غير المؤهلين.

      الحديث وشرب القهوة

      ومن جانبها تدرأ أسماء السنانية موظفة في إحدى الدوائر الحكومية الشكاوى عن بعض النساء اللاتي وصفتهن بأنهن أكثر إنتاجية، وأن عدد المتهاونات في أداء عملهن أقل بكثير بقولها: إن النساء أكثر إنتاجية من الرجال وقليل من الموظفات من يتسببن ويعمدن لقضاء يومهن في الحديث وشرب القهوة وتجاهل المراجعات بسب التجمعات غير الصحيحة.

      غياب الرقابه الذاتية

      ومن جانبه، أرجع محمود العوفي أسباب التسيب الإداري لغياب الرقابة الذاتية التي يجب أن يتحلى بها الشخص ، وضعف الرقابة الخارجية، وقد يجتمع السببان وقد يختفي أحدهما: ففي بعض المؤسسات تجد رقابة حازمة قوية في مقابل رقابة ذاتية ضعيفة، فيتحايل عليها الموظف ويتجاوز النظام، والعكس صحيح فقد تكون الرقابة الخارجية ضعيفة لكن الشخص يعمل بوحي من ضميره حتى لو عمل في فرع بعيد، مشيرا إلى أن التسيب يتمثل في خروج الموظف من الدوام أو أن يتأخر في المجيء ويسرع في الإنصراف أو يبصم ثم يغادر، أو أن يكون موجودا طوال الدوام ولكن بلا إنجاز حيث يقضي معظم الوقت في اتصالات شخصية وأشياء جانبية أخرى.

      المركزية.. وقلة الموظفين

      يؤكد أحمد البحري وهو موظف حكومي أن إحدى سمات العصر التي لايعيها المسؤولون في السلطنة هي أنها تواكب الزخم الحضاري وعصر التقدم والسرعة الهائلة في شتى المجالات المعرفية والتكنولوجيا الادارية ويضيف قائلا: إن أي مراجع في الدوائر الحكومية عليه أن يحسب حساب ضياع يوم كامل في أروقة الدائرة ,لتخليص أية معاملة بسيطة, و ذلك لأساب عدة منها المركزية المقيتة التي تمارس في المؤسسة فإذا خفت المركزية تجد سرعة تحرك الأطراف كما أن المحسوبية التي يمارسها بعض ضعاف النفوس من الموظفين تؤدي إلى تأخير من لديه الحق وكذلك قلة خبرة الموظفين في مجال عملهم، فهنا يجب على المؤسسة أن تدرب موظفيها الجدد و إطلاعهم على كل جديد ,كان من الجيد أن تتبنى الحكومة مبدأ الحكومة الالكترونية و لكن هل وفرت كل ما يلزم من حاسوبات سريعة و انترنت سريع ؟

      ويضيف :إن قلة الرقابة الصارمة على الموظفين أثرت على سير العمل و لا تخلو مؤسسة من ضعاف النفوس ,حتى أن البعض لا يستقبل معاملات يوم الأربعاء التي أضافها إلى إجازة آخر الأسبوع حتى في بعض الأيام فإنك تبحث عن الموظف في المكاتب الآخرين أو المقاهي ليوقع لك على معاملة بسيطة , أما الجانب الآخر فإن ضغوط العمل لها تأثير كبير على سير العمل فتجد الموظف عنده مئات المعاملات التي يعجز عن إنجازها في الوقت المطلوب ,لذلك تجد المشادات بين الموظف و المراجع .لذلك على المؤسسة أن توفر العدد الكافي من الموظفين في دوائرها .

      العرقلة والعقبات

      ومن جانبه عبر أحمد بن خليفة المقبالي بقوله : رغم إننا نشهد عصرا يتميز بالسرعة واللحاق بالمواكب الأخرى التي لا تقبل البطء والانتظار الطويل أو التأخر المقيت في دوائرنا الحكومية تلك البيروفراطية التي تكبح سرعة العمل بشكل غير مقبول نهائيا في ظل النهج الذي تنتهجه الحكومة في تبسيط الاجراءات وتسهيلها وتفعيل الحكومة الالكترونية. إلا أن الأمثلة التي تحاكي الواقع ببطء والتأخر في انجاز المعاملات كثيرة ومتعددة. يرجع أحمد المقبالي أسباب ذلك إلى قيادات تلك الدوائر وغياب الرقابة وتغييب جودة العمل بالمقابل نجد في الدول الاخرى ان من معايير سياساتهم في العمل ضبط جودة العمل واداء الموظفين، متسائلا هل هناك سياسات مخطط لها وموضوعة لضبط الأداء والجودة ؟ وهل هناك رقابة على ذلك ؟ وأين هي القيادات القادرة على هذا الضبط ؟ وهل القيادات الحالية ( اقصد بالقيادات مديري الدوائر ) لديها القدرة على المتابعة والضبط ؟ والسؤال الاخير هل هناك اقسام خاصة بضبط الجودة في كل الدوائر ؟

      ويواصل أحمد المقبالي حديثه : ناهيك عن تسيب يوم الاربعاء والذي أعده إجازة من ضمن اجازة آخر الأسبوع وذلك لأن مراجعتك تكون دون فائدة لعدم وجود الموظفين بادعاء ان امامهم طرقا طويلة للوصول الى مناطقهم.

      مقترحات وحلول

      ويتطرق المقبالي إلى ذكر بعض الحلول المقترحة بقوله: اقترح انشاء اقسام ضبط الجودة في كل دائرة من الدوائر وتعيين المختصين في الجودة، توعية القيادات وعمل ورش عمل مستمرة في ضبط الجودة، والمراقبة المشددة على الموظفين في اداء سير العمل. كما أقترح أن يتم عمل آليات واضحة لخطة سير العمل الحكومة الالكترونية والتي ضعت للتسهيل امام المراجعين وليعلم كل موظف انه وضع في هذا المكان لخدمة المراجعين وتسهيل الاجراءات وتبسيطها لا تعقيدها واهمالها. راجيا أن يلاقي هذا الموضوع صداه عند الجهات المسؤولة لوضع الضوابط التي تحد من مثل هذه الظواهر اللامسؤولة وغير المقبولة في مؤسساتنا الحكومية.

      التقنيات الحديثة

      من جانب آخر، أوضح أحد موظفي وزارة التربية والتعليم ورفض الإفصاح عن اسمه بأن الوزارة تعمل على إنجاز معاملاتها أولا بأول، وأرجع التأخير الذي يتم في بعض المؤسسات الخدمية الى التطور التكنولوجي واعتماد استخدام تقنيات حديثة في انجاز المعاملات ليس لدى جميع الموظفين دراية بآلية استخدامها حيث قال: أسباب التأخر في انجاز المعاملات يعود الى عدم تأهيل العاملين على استخدام التقنية، عدم التركيز على انجاز المعاملات حرفيا الى جانب غياب الرقابة الذاتية لدى بعض الموظفين.

      فقدان الثقة

      ولمعرفة الآثار النفسية للتسيب الوظيفي التقينا بالإخصائي الاجتماعي أحمد الفارسي الذي أشار إلى أن من أهم الآثار السلبية هو فقدان المراجع الثقة في الأداء الوظيفي للقائمين على الأجهزة الحكومية، بالإضافة إلى استياء الموظف والتوجه للتعبير عن رأيه في أداء المؤسسة الى المنتديات والمجالس والتي من شأنها تأثر الكثيرين ممن قرأوا الاستياء إلى أخذ وجهة نظر عامة بناء على ما تعرض له الآخرون، أوجز ذلك في قوله: من الآثار السلبية لذلك هو فقدان المواطن الثقة بالأجهزة الحكومية والنظرة الدونية لموظفيها، و فيما تصل الآثار الاجتماعية السلبية الناجمة عن التسيب الوظيفي بقيام البعض بالتحفظ على أدائها في المجالس والمنتديات.

      الرأي القانوني

      ومن وجهة نظر قانونية يؤكد أستاذ القانون والمستشار القانوني لهيئة حقوق الإنسان د. ناصر المعولي على وجود ظاهرة التسيب الوظيفي، ويطلعنا على الآلية الأمثل في تعامل المراجع مع تكرار تعرضه لمواقف يثبت التسيب الوظيفي بقوله: إن التسيب الوظيفي ظاهرة موجودة ومشكلة يعانيها كثير من المراجعين، ولكن في المقابل يستطيع المراجع في حالة تعطل مصالحه أن يشتكي الموظف لدى رئيسة المباشر، فإن لم تفلح محاولاته بإمكانه تقديم شكواه لهيئة الرقابة والتحقيق لكي ينهي معاملته، فهي الكفيلة بإنهاء معاناته إذا استمرت.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions