أبى الله إلا أن يذل من عصاه

    • أبى الله إلا أن يذل من عصاه


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين

      أما بعد

      أبى الله إلا أن يذل من عصاه


      قال تعالى : " ... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) " . ( سورة المنافقون ) .

      أبى الله إلا أن يذل زين الهاربين وفرعون المنوفي

      إن الله تعالى جعل العزة لمن أطاعه , والذلة لمن عصاه . ولهذا يوجد في العاصي المتبع لهواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها .

      قال بعض العلماء : الناس يطلبون العز في أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله ، فمن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ، ومن عصاه عاداه فيما عصاه فيه . وفي دعاء القنوت : إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت .

      انظروا الفرق بين عقل عمر رضي الله عنه وبين عقول هؤلاء الذين ابتغوا العزة في غير الإسلام من عدم الحكم بكتاب الله تعالى ومن موالاة الكفار والتعذيب والقتل والنهب والظلم والفساد والذل والإهانة .

      أخرج الحاكم في مستدركه ( أن عمر رضي الله عنه لما فتحت الشام في عهده بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ، ونودي عمر رضي الله عنه إلى الشام فأتى رضي الله عنه على جمل ، فلما رأى رضي الله عنه تلك الوفود وتلك الأعداد التي استقبلته بتلك الحفاوة ، أراد أن يلقن الناس درسا وأن يبين أمرا عظيما ، فماذا صنع رضي الله عنه ؟ نزل عن بعيره وجعل نعليه على عاتقه وخاض في مخاضة بقدميه ، والمخاضة هي الماء والطين ، فأتى إليه أبو عبيدة رضي الله عنه وقال أتفعل هذا يا أمير المؤمنين ؟ ما أحب أن الناس استشرفوك ، يعني أنهم رأوك ، فقال عمر رضي الله عنه أَوَّه ، كلمة توجع ، أوه لو قالها غيرك يا أبا عبيدة لجعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، يا أبا عبيدة نحن قوم كنا أذلاء – نعم والله كانوا أذلاء قبل الإسلام – فقال رضي الله عنه نحن قوم كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فإن ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله ) .

      ــــــــــــــــــــــــ

      وهؤلاء بنو إسرائيل لما عصوا الله تعالى ابتلاهم بالذلة والمسكنة

      قال تعالى : " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) " . ( سورة البقرة ) .


      قال تعالى : " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) " .( سورة آل عمران ) .

      قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ " ( الأعراف : 152 ) .

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



      إذن مَنْ أطاع الله عز وجل أصبح عزيزاً ، ومن خالف أمر الله عز وجل صار ذليلاً مهاناً .

      قال سفيان بن عيينة رحمه الله : كل صاحب بدعة ذليل .

      قال ابن القيم في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء

      ( فصل المعصية تورث الذل

      ومنها : أن المعصية تورث الذل ولا بد ؛ فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى ، قال تعالى : " من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً " . [ سورة فاطر : 10 ] أي فليطلبها بطاعة الله ، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله .

      وكان من دعاء بعض السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك .

      قال الحسن البصري : إنهم وإن طقطقت بهم البغال ، وهملجت بهم البراذين ، إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه .

      وقال عبد الله بن المبارك :

      رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
      وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
      وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها )

      ـــــــــــــــــــــــــــــ

      هملجت الدابة : سارت سيراً حسناً في سرعة .

      البراذين : برذون : بكسر الباء وسكون الراء وفتح الذال ، هو الفرس الأعجمي , والأنثى برذونة .


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      أبى الله إلا أن يذل حكامنا

      بعد ظلم زين الهاربين لأهل تونس وبطش بلطجيته ( شرطته ) بالضعفاء , خاصة بعد ظلمهم للشاب بو عزيزي رحمه الله تعالى وأخذهم العربة التي يبيع عليها الخضروات بل قامت شرطية فاجرة بضربه فلم يحتمل هذا الظلم والذل والإهانة فأحرق نفسه , عندئذ قام الشعب لتغيير المنكر أي خلع الحاكم الفاجر

      ولكن الحاكم الفاجر لم يفهم أو فهم ولكنه تغابى فأراد أن يستميل الشعب بعدة تنازلات ولكن الناس استمروا في الثورات فما كان من هذا الفاجر الظالم إلا أن أمر رشيد بن عمار بقتل الأبرياء فأبى عندئذ علم الفاجر أنه قد زال ملكه فاتصل بعدة دول لكي يفر إلى واحدة منهم لكنهم خذلوه وتخلوه عنه , سبحان الله كان موالياً لفرنسا طوال عمره ولكنها خذلته .

      يا لخذلانك على رؤوس الأشهاد , يا لضعفك في العالمين , يا لذلك وهوانك .

      ولكن حكام نجد هم الذين قبلوا وآووه .

      أما فرعون المنوفي فتاريخه حافل بالتعذيب والقتل والفساد والمحسوبية , وموالاة اليهود والأمريكان وحصار غزة وبناء جدار العار وتصدير الغاز لليهود وفتح قناة السويس للأمريكان لمحاربة المسلمين بالعراق .

      فلقد ثار عليه الشباب من أجل تغيير االمنكر في البلاد والقصاص من الظلمة السنة الماضية في قتل خالد بن سعيد رحمه الله , ولكنه أبى واشتد ظلمه وظلم بلطجيته .

      واجتمع الشباب على تغيير النظام بالكامل , ولكنه أمر وزيره البلطجي كريه الظالمي ( حبيب العادلي ) بقتل الأبرياء , ولقد اعترف الوزير البلطجي بذلك حيث قال إن الأوامر كنت أتلقاها من الرئيس مباشرة بقتل المتظاهرين .

      بل وأمر رئيس البلطجية ووزيره الفاجر بإطلاق سراح قطاع الطرق الذين في السجون بشرط قتل الناس وإرهابهم وانتهاك المحرمات .

      وتواصل الإنكار ولم ينقطع والحمد لله , فقدم فرعون المنوفي تنازلات ولكن استمرت الثورة من أجل تغيير المنكر الأكبر , ولكنه عاند وتكبر وفي النهاية لم يهرب فرعون المنوفي إلا بعدما جاءه تهديد من قيادات الجيش بتحويله للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى.

      يا لفضيحتك على رؤوس الأشهاد , يا لعارك في العالمين , يا لذلك وهوانك .

      لم يفروا إلا بعدما فضحهم الله تعالى وأذلهم وسط الناس أجمعين .

      أيها الفجرة لقد شققتم علينا وأرهقتمونا فانتظروا البلاء من رب الأرض والسماء

      عن عبد الرحمن بن شماسة. قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء. فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم فى غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئاً. إن كان ليموت للرجل منا البعير، فيعطيه البعير. والعبد، فيعطيه العبد. ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة. فقالت: أما إنه لا يمنعنى الذى فعل فى محمد بن أبى بكر، أخى، أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فى بيتى هذا : " اللهم! من ولى من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم، فاشقق عليه. ومن ولى من أمر أمتى شيئاً فرفق بهم، فارفق به " .

      الشرح: (ما نقمنا منه شيئاً) أى ما كرهنا، وهو بفتح القاف وكسرها.
      صحيح مسلم بشرح محمد بن فؤاد بن عبد الباقي , كتاب الإمارة , باب 5 , حديث رقم 4546 .


      قيل : وهذا دعاء مجاب وقضيته لا يشك في حقيقتها عاقل ولا يرتاب فقلما ترى ذا ولاية عسف وجار وعامل عيال اللّه بالعتو والاستكبار وإلا كان آخر أمره الوبال وانعكاس الأحوال فإن لم يعاقب بذلك في الدنيا قصرت مدته وعجل بروحه إلى بئس المستقر سقر ***،*** ولهذا قالوا ***:*** الظلم لا يدوم وإن دام دمر ***،*** والعدل لا يدوم وإن دام عمر ***،*** وهذا كما ترى أبلغ زجر عن المشقة على الناس وأعظم حث على الرفق بهم ***،*** وقد تظاهرت على ذلك الآيات والأخبار ***.***

      وأنا أشهد الله تعالى والناس أجمعين أنكم شققتم علينا وكنتم أشد علينا من الكفرة .

      حسبنا الله ونعم الوكيل .

      آتاهم الله تعالى الملك ولكنهم خانوا الأمانة , فنزعه ملك الملوك منهم وأذلهم بعد عز وأفقرهم بعد غنى .


      قال تعالى : " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " . ( آل عمران : 26 ) .

      لقد كانوا ملوكاً فجرة أذلوا أهل الطاعة ورفعوا أهل المعصية .

      قال تعالى : " قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) ( النمل ) .

      عصوا الله تعالى وظلموا رعاياهم فأهانهم الله تعالى وخذلهم .

      قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) " . ( الحج ) .


      قال تعالى : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) " ( سورة آل عمران ) .


      لقد اتخذ زين الهاربين وفرعون المنوفي الكفار أولياء ابتغاء للعزة , فضل سعيهم وعظم خسرانهم .

      قال تعالى : " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) " . ( سورة النساء ) .

      لقد ابتغوا العزة عند أمريكا وأوروبا واليهود , فأذلهم الله تعالى .

      قال تعالى : " مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) " . ( سورة فاطر ) .

      قال تعالى : " ... إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (66) " . ( سورة يونس ) .


      قال تعالى : " يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) " . ( سورة المنافقون ) .

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      يحكي الشيخ احمد شاكر ـ رحمه الله وهو من علماء الحديث ـ عن أبيه محمد شاكر أنه كان موجوداً في زمن طه حسين ـ عليه من الله ما يستحق ـ ووقتها أراد الملك أن يكرّمه وكان ذلك الملك له خطيب يصلي وراءه وكان يغدق عليه الأموال ليمدحه وينصح الناس باتباعه، فقالوا له امدح الملك واثن عليه لأنه سيكرم طه حسين .

      وفي صلاة الجمعة وقف يخطب في الناس ويقول : ما عبس ولا تولي لما جاءه الأعمي . كان الشيخ محمد شاكر حاضراً فاتنظر حتي انتهي الخطيب من خطبته فوقف وقال للناس : "سأعيد الخطبة وأصلي بكم لأن إمامكم كفر ، لمز رسول الله " عمل مقارنة بين الملك والنبي صلي الله عليه وسلم وجعل الملك أعلي من الرسول لأن الرسول أعرض عن عبد الله بن أم مكتوم وكان أعمي وانشغل عنه بدعوة صناديد قريش للإسلام فعاتبه الله في ذلك في سورة عبس (عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2})

      الشيخ محمد يقسم بالله تعالي أنها ما هي إلا سنوات قلائل حتي رأي هذا الخطيب يأخذ الأحذية من المصلين علي أبواب أحد المساجد.أذله الله لأنه ابتغي العز عند ملوك الدنيا

      ـــــــــــــــــــــــــــــ

      لقد اتخذ الحكام الفجرة في زمننا اليهود والنصارى أولياء وكانوا أعزة وأشداء على المؤمنين أذلة ورحماء بالكافرين المحاربين , على خلاف ما أمر به الله تعالى .

      قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58) " . ( المائدة ) .


      قال تعالى : " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) ( الفتح ) .


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .

      اللهم ول علينا خيارنا

      اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزقنا وارفعنا

      اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

      اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك

      اللهم صل على النبي وآله وسلم تسليماً كثيراً

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ