بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
تقرر في الشريعة المطهرة أن العبادة لا تكون مقبولة إلا إذا توافر فيها شرطان رئيسان:
الأول: أن تكون خالصة لله عز وجل؛ لقوله تعالى: ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:110]، وضد الإخلاص: الشرك.
الثاني: أن تكون موافقة للسنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " [رواه مسلم]، وضد السنة والاتباع: البدعه والابتداع.
وبناء على ما سبق فإنه يتحصل لدينا قاعدة شرعية مهمه جداً وهي:
أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بعبادة معينة، أو اعتقاد أن له فضيلة على غيره إلا بدليل من كتاب أو سنة، ومن خصص بغير دليل فقد ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله.
وانطلاقاً من هذه القاعدة نطرح سؤالاً فنقول:
هل ورد في القرآن أو ثبت في السنة دليل على فضل شهر رجب، وتخصيصه بعبادة معينة: من صلاة، أو صيام، أو اعتمار، أو احتفال بليلة منه على أنها ليلة الإسراء والمعراج .. هل ورد شيء من ذلك، أم هو مما أحدثه الناس في دين الله ؟
أما الصلاة والصيام: فقد نص العلماء المحققون على أنه لم يثبت شيء من تلك الخصوصيات التي يعتقدها بعض الناس في شهر رجب من صلاة وصيام بل هي أمور حادثة .. قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: " ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل رجب حديث .. بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب " .
وقال الحافظ ابن حجر: " لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ".
أما من صام شيئاً من رجب لأحاديث أخرى كصيام أيام البيض، أو يومي الاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم دون تخصيص لهذا الشهر بذلك، فلا بأس.
وأما العمرة في شهر رجب فلم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنه رغب فيها، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " وما اعتمر - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - في رجب قط " [رواه البخاري ومسلم]، وإنما كانت جميع عمره عليه الصلاة والسلام في شهر ذي القعدة.
وقد شاع عند كثير من الناس أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا الاعتقاد باطل لا يقوم على دليل صحيح لا من كتاب ولا من سنة، ولا أثر عن السلف الصالح.
ثم على فرض ثبوت ذك فإنه لا يُشرع للمسلمين إحياؤها بعبادة خاصة، أو الاحتفال بها والاجتماع لها، لعدم الدليل على ذلك .. مع القطع بأن الإسراء والمعراج كانا من أعظم فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن حسب المؤمن الاتباع وكفى ..
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: " ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر ".
اللهم أهل علينا هذا الشهر بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق بملا تحب وترضى يا أرحم الراحمين
نقلا من كتاب دورس العام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
تقرر في الشريعة المطهرة أن العبادة لا تكون مقبولة إلا إذا توافر فيها شرطان رئيسان:
الأول: أن تكون خالصة لله عز وجل؛ لقوله تعالى: ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:110]، وضد الإخلاص: الشرك.
الثاني: أن تكون موافقة للسنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " [رواه مسلم]، وضد السنة والاتباع: البدعه والابتداع.
وبناء على ما سبق فإنه يتحصل لدينا قاعدة شرعية مهمه جداً وهي:
أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بعبادة معينة، أو اعتقاد أن له فضيلة على غيره إلا بدليل من كتاب أو سنة، ومن خصص بغير دليل فقد ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله.
وانطلاقاً من هذه القاعدة نطرح سؤالاً فنقول:
هل ورد في القرآن أو ثبت في السنة دليل على فضل شهر رجب، وتخصيصه بعبادة معينة: من صلاة، أو صيام، أو اعتمار، أو احتفال بليلة منه على أنها ليلة الإسراء والمعراج .. هل ورد شيء من ذلك، أم هو مما أحدثه الناس في دين الله ؟
أما الصلاة والصيام: فقد نص العلماء المحققون على أنه لم يثبت شيء من تلك الخصوصيات التي يعتقدها بعض الناس في شهر رجب من صلاة وصيام بل هي أمور حادثة .. قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: " ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل رجب حديث .. بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب " .
وقال الحافظ ابن حجر: " لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ".
أما من صام شيئاً من رجب لأحاديث أخرى كصيام أيام البيض، أو يومي الاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم دون تخصيص لهذا الشهر بذلك، فلا بأس.
وأما العمرة في شهر رجب فلم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنه رغب فيها، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " وما اعتمر - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - في رجب قط " [رواه البخاري ومسلم]، وإنما كانت جميع عمره عليه الصلاة والسلام في شهر ذي القعدة.
وقد شاع عند كثير من الناس أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا الاعتقاد باطل لا يقوم على دليل صحيح لا من كتاب ولا من سنة، ولا أثر عن السلف الصالح.
ثم على فرض ثبوت ذك فإنه لا يُشرع للمسلمين إحياؤها بعبادة خاصة، أو الاحتفال بها والاجتماع لها، لعدم الدليل على ذلك .. مع القطع بأن الإسراء والمعراج كانا من أعظم فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن حسب المؤمن الاتباع وكفى ..
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: " ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر ".
اللهم أهل علينا هذا الشهر بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق بملا تحب وترضى يا أرحم الراحمين
نقلا من كتاب دورس العام