[ دمعـــه علــى الراتـــب ]
في حقيقة الأمر سئمنا من الشائعات التي تتكرر بين الفينة والأخرى ، سواءً من خلال المنتديات أو الرسائل المتبادلة عن طريق الهاتف النقال أو بين الناس بعضهم البعض ، وفي كل مرة نسمع شائعة أكبر من سابقتها رغم إننا نُدرك بأنها شائعة ولكن بات العقل يُصدّقها وكاتب الموضوع واحداً منهم.. لمـاذا ؟!
ليس جهلاً من الشعب وأنا على يقين من ذلك ، بل لأننا على ثقة بأن حكومتنا وعلى رأسها مولانا السلطان قابوس – حفظه الله ورعاه – كريمة مع المواطن ، وقد عهدنا من جلالته المفاجآت بين الفينة والأخرى، ولأن الأمل لا يزال ينبض في قلوبنا في كل وقت وحين ، ولأن آمالنا وتطلعاتنا كبيرة بحكومتنا الكريمة..
في ظل المتغيرات التي نشهدها في الوقت الراهن ، ومن بينها ارتفاع أسعار النفط ، وارتفاع أسعار السلع في السنوات الأخيرة في حين بقية الرواتب ساكنة كما هي لم يطرأ عليها أي تغيير ، وما يشهده العالم العربي من أحداث وانتفاضة الشعوب على حُكّامها وحكوماتها ، نتيجة الفساد والظلم والطغيان والقمع والجوع والفقر وعدم توفر فرص العمل وكثرة الباحثين عن العمل والظلم ، ونظرا لغلاء الأسعار الذي يشهده العالم يوماً بعد يوم ، كل هذه العوامل أدّت بدورها إلى انفجار الشعوب ضد الأنظمة وحُكّامها ..
فبشراكِ يا عُمان ، وبشراكَ يا باني عُمان ، الشعوب تنّتفض من أجل إسقاط حُكّامها وأنظمتها ، ونحنُ الشعب العُماني الأبيّ في كل لحظة نُجدّد العهد والولاء والحب لـ عُمان ولكَ أيُّها القائد الكريم ، وبُشراكِ يا عُمان ويا قائدها بهذا الشعب الكريم المثقّف المُسالم المُحب والمُخلص لوطنه ولقائده ، نعم انتفضنا ؛ ولكن لم ننّتفض ضدّ النظام ولا ضدّ حاكمنا ، بل انتفضنا ضد الغلاء الذي عصف بنا والذي أثقل كاهلنا وحرم الكثير منا من اقتناء ابسط الأمور الحياتية والاستهلاكية، وأخص بالذكر ذوي الاحتياجات الخاصة والأُسر التي تتقاضى رواتب من الضمان الاجتماعي ، والعاملين في القطاعين العام والخاص ، والذين يتقاضون رواتب متدنية ، إن كان أصحاب الدخل المرتفع يُعانون ويشتكون من داء حمة ارتفاع الأسعار ، فماذا عسى أن يكون حال ذوي الدخل المتدني ؟!! ..
نعم انتفاضنا ؛ ولكن انتفاضتنا كانت سليمة ، ، وإن دلّ ذلك على شيء دلّ على ثقافة هذا الشعب ووعيه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ، وحملنا خلالها الالفتات التي تُعبّر عن ولائنا وحُبنا للوطن ولقائده المفدّى ، وانتفاضتنا كانت ضد الغلاء وزيادة الرواتب فقط..
أَبعدَ هذه الانتفاضة التي جسّدت هذه الملحمة الوطنية الجميلة، ألاَ يستحق هذا الشعب أن يُرفع دخله ؟ وخصوصاً لما تشهده السلطنة والعالم أجمع من ارتفاع في أسعار النفط في السنوات الأخيرة، ألاَ يستحق أن يُنظر بعين الاعتبار في موضوع الحدّ من ارتفاع الأسعار من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها حماية المستهلك؟ أم أنني سأذرف هنا دمعة على الراتب وعلى ارتفاع الأسعار ؟!!