إلى فوضى الروح هئنذا
أضع يدي اليمنى
على خاصرتي اليسرى وكتبت :
أضع يدي اليمنى
على خاصرتي اليسرى وكتبت :
كانون الثاني:
البرد قارس ..
وأطفأت جمر مواقدي ووضعت أسواري " التبرية "
وزعتها هنا وهناك ...
ورميت بجسمي البالي على مضجع مبلل
بحبات البرد اسكبتها من مدامعي لعلها تسقي حنينا إليه ...
رغبة بأحلام لا تؤد ...
شباط :
تنظر من شرفة دارها ..
وأوراق الشجر ما زال يتساقط ...
تنظر وتديم النظر إلى الزهر كيف الشتاء يخنقه
أرجوك سيدي لا تخنق الزهور في حقولنا ..
لا تمنع المطر عن العصافير التي تحلم بالقمر...
وتضع يدها اليمنى على قلبها ...
ينبض في غوره ...
قلقي عميق من غد مشرق...
آذار :
تسافر في آخر الليل ...
وحيدة لا أنيس يرافقني سوى قلمي ...
إلى وطن الأحلام إلى وطن الرمل ...
وطن من مطر وغبار ...
كانت تبحث في زخمة الوجوه
عن وجه جميل عن تاريخ حميم لزمن لا يموت ...
نيسان :
رائحة أزهار الليمون العبقية بدأت تلملم ذاكرتي ..
كم كنت أبحث عن خميلة تفيض بالأغنيات الجميلة ..
أجر أذيال ثوبي البالي ...
لعلها أذيال الهزيمة ...
ولعلني أجده !!!!
قدماي قد أحرقتهما شمس نيسان المحرقة ...
من بعد المسير كان يعلم بأنني أبحث عنه
بل ربما يعلم بأنه سيموت وحيدا ...
أيار :
حين أنظر إلى ساعتي الماسية ...
كل دقيقة بل كل ثانية تقول لي :
كان ... وكان .... وكان ....
كان شهما ...
كان وهما ....
كان صوتا سرمديا ..
كان موتا بين دوائر ساعتي الماسية ....
حزيران :
ستظل النجوم ساكبة ضوء شحوبها...
في وجيب قلمي ....
ومن حيث لا أدري تأتي ...
كنت أسجل صورته في دفتري الصغير ...
كنت متيقنة بأن ما أدونه ...
وحده لا يموت ...
تموز :
في غياهب الظلام ..
كنت وحيدة أبحث عن صدر بارد ...
يقيني من هجير تموز ...
أريد أن أغفو بأحلام أمنيات ..
ولكن أستيقظ بخطايا تكتسيني...
آب :
كانت ليلة " بدرية " .....
ومن الشبابيك ...
عيوني معلقات بشرفة ...
كان جالسا وعلى كتفه معطف رمادي اللون ...
كان واجما ...
ويحملق إلى أفق بعيد ...
لعله كان يرسم صورتي ...
ويحرقها بسيجارته الكوبية ...
وينفخها لتطاير بعيدا بعيدا .... ربما ...!!!!
أيلول :
يا حبيبي :
ماذا يعني أن تكون قمري ...
وتغيب خلف الضباب ...
فيأتي الليل بلا وجهك ...
ويأتي أيلول بلا صوتك ...
ويأتي القلم بلا حرفك ....
صدقني لا شيء...
تشرين الأول :
بدأت الأشجار تحرق بعضها ....
وأوراقها الخريفية تتساقط ...
وأنا وأنت سنحتطب أشجار قلوبنا ....
ونملأ عين الطفل رمادا ...
ونهدهده فوق جمر النار
ونتبخر برائحة طفلنا المشتعل ...
تشرين الثاني :
ما زلت أقبع مستكينة ...
في حظيرة حبي لك ...
قدماي مصلوبتان إلى الحواجز والسدود ...
في انتظار أوباتك المتقطعة ..
تذكر ... وجهي ما زال يحمل خطوط كفيك ...
كانون الأول :
هذه الأشهر حزمة خاملة ...
تضيء في مفترق زمني ...
وعيون كندب جروح غائرة ...
تشعل الظلام في ضباب منتثر ...
وضعت رأسي على أدراجه المعتادة..
ومازالت يداي ممسكتان بدفتري الصغير ...
وقصاصات من روايات ..
وأذناي مصغية لموسيقى فيروزية ....
هادئة .. لا يفك لها سر إلا .......
تحياتي وحي 2011م
حبيبتي..
مالي أراكِ في كل الوجوه؟
مالي أراكِ في كل الوجوه؟
مالي أراكِ في كل الوجوه؟