" الغيث السلطاني " ... و ... والدماء الطاهرة

    • " الغيث السلطاني " ... و ... والدماء الطاهرة

      .... نزل الغيث السلطاني ... مع صعود أرواح

      الشباب الأحرار .. ثمنٌ باهضٌ جدا ... وهكذا هو
      ثمن الحريات والحقوق المسلوبة .. ... وتلك هي
      ضريبة " الحق " ... فالحريات والمكتسبات
      المعنوية لا تُنال إلاّ بقطرات الدماء ..
      والتضحيات الجِسام ........فكلما كان الثمن
      عظيما باهضا .. كلما كانت المكتسبات باهرةٌ
      وعظيمة ... لتظل ارواح الشهداء رمزا
      للكرامة .. والعزة .. والصمود ... والرجولة
      الحقة ..


      لتظل أرواحهم جديرة بالإنحناء .. والذكرى ..

      والتعظيم ... في زمن التضحيات العربية
      الباهضة الكبيرة ..


      أول الغيث قطرة ... ثم قطرة .. ثم قطرات

      قطرات سلطانية .. تُسكب على أرض الوطن
      ممتزجة بدماء الشباب الطاهرة .. الزكية ..الذين
      قضوا نحبهم على رصيف دوار صحار .. دوار
      اليقظة .. دوارة الهبّة .. دوار الجُرأة والكرامة



      نزلت قطرات الغيث السلطاني لتثبت لنا بان
      الوطن له قائد واحد فقط .. بعدما كدنا – نجزم –
      بأن هناك أيادي أخرى تعبث بمصير الوطن ..
      وتُحرك أصابعها القذرة من خلف القائد وفي
      غفلة منه ..



      قطرات الغيث السلطانية .. أكدت لنا بان الكلمة
      الأولى والأخيرة لقائد هذا الوطن ... فهو
      الرأس ...والأصل .. والأساس ..


      إذا تكلم .. خرست كل الأفواه الكريهة

      إذا دخل .... خرجت كل الأجسام المشبوهة العفنة

      إذا أمر .... إندحرت كل الأقلام .. الأقزام المنبوذة ...!

      الغيث السلطاني ... أثبت لنا بأن الدماء
      الطاهرة ... لها رائحة زكية .. تُوقظ الضمائر
      النائمة ... وتُحيي القلوب الصفراء
      المتماوتة .... وترسم أملا باسما ... مُشرقا
      للأجيال القادمة ..



      الغيث السلطاني ... أشعل في قلوبنا جذوة الأمل
      بالغد المُضئ ... وأحيا حباً أصيلا كاد أن
      يذبل .. ويجف .. ويصفر .. وتجرفه رياح
      الغضب والرفض ... وأمواج اللامقبول ..
      واللامحمتل ..



      الغيث السلطاني ... أعاد إلينا ثقة قديمة ... في
      قائدنا ... وفي نفوسنا ..وفي شبابنا .. وفي
      وطننا .. لا ندري أين نسيناها .. في وقت ما ...
      وفي زمن ما ... وفي مكانٍ ما من أرض هذا
      الوطن الغالي ... الحبيب



      رحمكم الله أيها الأحرار ... الأحياء .. الأبرار ...
      الأطهار فلا تحسبوا أنفسكم أمواتا .... فأنتم
      أحياء عند ربكم (ترزقون ).... وأحياء في
      قلوب وطنكم (تذكرون )... وأحياء في أعماق
      أهلكم واقاربكم وإخوانكم (تمرحون ...
      وتمزحون .. وتلعبون ..)


      أرواحكم تُحّلقُ .. في سماء الوطن شرقه

      وغربه .. شماله وجنوبه

      وتيقّنوا .. أيها الأطهار ... بأننا لن ننساكم ...
      ولن تعبث الأيام بأسمائكم ... ودماءكم..
      وصوركم ... وقلوبكم الحرة الناصعة البياض ..


      دماءكم التي لم تجف بعد ... ستنتظر الرياح
      لتحملها على اجنحة الحُب والوفاء ... فتنشرها
      على سهل الباطنة الخصيب .. . منتظرة موسم
      المطر القادم ... لتسقي بذور الشهادة ..
      والحرية .. لتثمر الدماء وتنبتُ الأرض حبا ...
      وكرامة .. وأنفة ... ورجولة ... ورفعة




      .. أهالي الشهداء الأبرار .. الأحرار ... نسأل الله أن
      يُلهمكم الصبر والسلون ... والأجر العظيم ... ويخلفكم
      الخير المديد ..... وأعلموا أن الموت والحياة " ملفاتٌ "
      إلهّية .. تحركها الملائكة ... وتعتمدها قرارات السماء ... و
      ما أرواح أبناءكم الأطهار ... إلاّ أوراقا حان سقوطها من
      شجرة الأعمار ... هي أقدارٌ مُقدرة .. ومواقيتٌ مُقّررة ..
      وما صعدت تلك الأرواح إلى ملوكتها .. إلاّ بأمر ربها ..
      ونداءِ بارئها .... وإنا لله .. وإنا اليه راجعون
      تحرق الشعوب أنفسها لعزل
      رؤسائها
      ونحن:
      " نحرق العالم ليبقى
      سلطاننا