(الشعب يريد تعليم عالي للجميع )
بالأمس كنت أزور أحد أقاربي ودار بيني وبين ربة الأسرة حديث حول أبنتها التي أنهت الدبلوم العام من سنتين ولم تجد مقعدا لها في التعليم الجامعي . بدت الأم شديدة الحسرة والألم على أبنتها والسنوات التي تضيع من عمرها بدون تعليم وهي تقف مكتوفة الأيدي لا حول لها ولاقوة . سألتني ماذا يمكن أن تقدم لابنتها لتساعدها في الحصول على فرصة للتعليم الجامعي . سألتها هل بإمكانها أن توفر مبلغ 30ريال شهريا وتشترك به في جمعية لترسل أبنتها لإحدى الدول العربية التي تتميز برخص التعليم الجامعي فيها ، ولكن الأم وللأسف ردت بحسرة وألم من أين لي 30 ريال ونحن بالكاد نغطي نفقات المعيشة . سألتها أيوجد خال أو عم يمكن أن يساعد أبنتك ،فردت قائلة لا فالكل مشغولا بالبحث عن مصدر رزقه ولقمة عيشه .
ثم فكرنا بالسلفة من أحد البنوك رغم كل الأعباء والهموم التي سيخلفها لهم ، فردت قائلة أي بنك هذا سيرضى بتسليف شخص فقير ماحيلته غير 100ريال لاتكفيه حتى لتوفير قوت يومه ، وأقل القليل هذا البنك سيحتاج لضمان ومن أين لي بهذا الضمان .
يالها من حالة تحزن القلب وتدمع العين . ياأخوتي أن العيب ليس عيب الطالب والذنب ليس ذنبه ، فالعيب عيب حكومتنا والذنب ذنب وزارتنا . ياأخوتي رأيت بلدانا صغيرة في المساحة والتعداد ولكن الجامعات بها كثيرة كدولة قطر.
ياأخوتي رأيت بلدانا كبيرة وفقيرة والتعليم الجامعي لديهم يغطي 70بالمائة من مخرجات التعليم الثانوي لديهم مثل مصر والهند .
ونحن نرى حكومتنا لم تلبي حتى نصف احتياجات هذا الشعب البسيط من التعليم الجامعي، فما بالنا لوأصبح تعدادنا ربع تعداد مصر أو حتى ثمنه فتأملوا معي ياأخوتي ، إن قطر دولة صغيرة مساحتا وسكانا ولكن أنظروا لعدد الجامعات بها ، وكذا الأمارات ففي كل إمارة نجد جامعة أو جامعتان ولربما أكثر ،هذا غير الكليات والمعاهد والبعثات .
إن الشكوك راودتني ومازالت تراودني بأن حكومتنا تسعى لأن تبقينا جاهلين ، وإلا فماذا نسمي أو نصف حالتنا .
أربعون عاما مضت ولاتوجد غير جامعة واحدة وبعض الكليات والمعاهد البسيطة والمتواضعة كما ونوعا في البلاد بطولها وعرضها شرقها وغربها شمالها وجنوبها.
ولربما سيقول البعض بأن هناك جامعة نزوى وصحار و........الخ، هنا سأقول بأن جميعنا يعلم بأن هذه الجامعات هي جامعات خاصة ،المواطن العادي ذي الدخل المتوسط لايقدر على تحمل نفقات الدراسة بها ، فكيف هوالحال بالفقير .
يكفينا حسرة بأن نعلم أن مصر التي هي دولة فقيرة بأن خريجي الثانوية العامة الملتحقين بالتعليم الجامعي لديهم تصل نسبتهم ل70بالمائة ،ورغم كل هذا نجد الشعب المصري غير راضي عن هذه النسبة ، فما بالنا نحن نقف بلا حراك وكأننا راضين عن حالنا والتي هي عكسهم ، حيث أن الملتحقين بالتعليم الجامعي لدينا تصل نسبتهم لحوالي 30بالمائة هذا إن لم تكن أقل ، فلو علمنا أن خريجي الدبلوم العام حوالي46900 طالب وطالبة سنويا ، يلتحق منهم حوالي 14 ألف بالتعليم العالي بجميع فروعه وأنواعه ، حيث أن هذه النسبة تمثل الطاقة الاستعابية لمؤسسات التعليم العالي المتواضعة والمتاحة لدينا في السلطنة وهذا يعني أن ال 32 ألف الباقية إما
أن يتكفل أولياء أمورهم بتدريسهم وإما أن يكون مصيرهم ......................... ،إن لم يضغط الأهل على أنفسهم بألحاقه بإحدى الجامعات الخاصة .
بهذه الطريقة سيظل الفقير فقيرا والغني غنيا فالجميع يعلم بأن فرصة الجامعي في شغل المراكز والمناصب وفي التوظيف بدرجات مالية جيدة تكون أكثر من غيره .
فيا عمان أفيقي ، أي أمة هذه تنشد الرقي والتحضر وتدعيه ومؤسسات التعليم العالي لديها لاتستوعب سوى 30بالمائة من خريجي الدبلوم العام .
مرة أخرى أقول بأنه بدا لي بأننا شعب أريد لنا أن نكون جهالا ذو ثقافة متواضعة ووعي بسيط بما لنا وعلينا ،لتسهل قيادتنا ، فالجميع يعلم ما للتعليم الجامعي من دور في تنمية المعارف وصقل المواهب لدى الفرد ليكون قادرا على التمييز بين الغث والثمين من الأفكار التي تطرح والمشاريع التي تنفذ والخطط التي توضع ، وليكون كذلك قادرا على النقد البناء.
وها أنا ذا أطالب بحقي وحق أخوتي ممن فاتهم قطار التعليم الجامعي وسيفوتهم بحجة أن نسبتهم أقل بدرجة أو درجتين من النسبة المطلوبة .
فيا أخوتي لاتنخدعوا بمثل هذا الكلام ،فالذنب ليس ذنب الطلبة ،فهل يعقل بأن يكون مطلوب من طلاب الدبلوم العام الحصول على 87 بالمائة فأعلى للحصول على مقعد في التعليم الجامعي ،وأن أفترضنا بأن جميع خريجي الدبلوم العام حصلو على نسب مرتفعة جدا ،فأين هي المقاعد التي ستتسع لكل هؤلاء الخريجين .
ياأخوتي أرى أن الدولة ينبغي لها أن تسرع بتوفير فرص أكثر وأكثر للتعليم الجامعي ،بإنشاء الجامعات والكليات والمعاهد ،فطلاب الإمارات والذين نسبتهم تكون حتى في بعض الأحيان أقل من 50 بالمائة يجدون مقاعدا لهم في التعليم الجامعي ، وهاهم ذا يساهمون في بناء الإمارات ، وكذا طلاب قطر، وطلاب مصر والذين يأتون للسلطنة بعد تخرجهم لشغل وظائف رغم أن العماني أولى بها ولكن المصري وجد من يضمن له مقعد في التعليم الجامعي رغم أن نسبته في الثانوية ربما تكون أقل من العماني .
لم تقل قطر والأمارات لطلابهم بأن لامقاعد لكم لأنكم لستم كفء لأن نسبكم دون 70 بالمائة ،مثلما سمعته من بعض المتحدثين معنا في السلطنة ، فلربما الطالب ذو النسبة ال 60 بالمائة أثبت جدارته وبراعته أكثر من الطالب ذو النسبة 90 بالمائة ، والأمثلة أمامنا كثيرة وموجودة ، فالعبرة اذا ليست بالنسبة وإنما بالتخصص والمجال المناسب لكل فرد ،كلا حسب ميوله وإمكاناته ، العبرة بتوفير الفرص والخيارات ومدى توفرها للجميع .
أننا نناشد الدولة ونطالبها بضرورة الإسراع بالنظر في موضوع التعليم العالي و مخرجات الدبلوم العام ، فهل يعقل بأن لا يكون في عمان غير جامعة واحدة ، بعد كل هذه السنين من عمر النهضة ، إنني أخجل من أن يسألني شخص ما من خارج البلاد عن أحوال التعليم العالي في بلدي ،فماذا سأقول له بأن عمان البلد الخليجي النفطي لا يوجد به غير جامعة حكومية واحدة ، بينما مصر والهند رغم الفقر والجوع يوجد بهم العديد من الجامعات الحكومية .
أننا ننادي وندعو كل محب لعمان وكل مخلص بأن يضم صوته إلى صوتنا لنطالب لنا ولأخوتنا ولأولادنا بمستقبل أفضل ، وبنشر مظلة التعليم الجامعي لتشمل الجميع .
ولنقلها بصوت واحد ( الشعب يريد تعليم عالي للجميع )
بقلم :ميمونة المعمري
على فكرة منقول الموضوع لاني شفته مهم كثير
بالأمس كنت أزور أحد أقاربي ودار بيني وبين ربة الأسرة حديث حول أبنتها التي أنهت الدبلوم العام من سنتين ولم تجد مقعدا لها في التعليم الجامعي . بدت الأم شديدة الحسرة والألم على أبنتها والسنوات التي تضيع من عمرها بدون تعليم وهي تقف مكتوفة الأيدي لا حول لها ولاقوة . سألتني ماذا يمكن أن تقدم لابنتها لتساعدها في الحصول على فرصة للتعليم الجامعي . سألتها هل بإمكانها أن توفر مبلغ 30ريال شهريا وتشترك به في جمعية لترسل أبنتها لإحدى الدول العربية التي تتميز برخص التعليم الجامعي فيها ، ولكن الأم وللأسف ردت بحسرة وألم من أين لي 30 ريال ونحن بالكاد نغطي نفقات المعيشة . سألتها أيوجد خال أو عم يمكن أن يساعد أبنتك ،فردت قائلة لا فالكل مشغولا بالبحث عن مصدر رزقه ولقمة عيشه .
ثم فكرنا بالسلفة من أحد البنوك رغم كل الأعباء والهموم التي سيخلفها لهم ، فردت قائلة أي بنك هذا سيرضى بتسليف شخص فقير ماحيلته غير 100ريال لاتكفيه حتى لتوفير قوت يومه ، وأقل القليل هذا البنك سيحتاج لضمان ومن أين لي بهذا الضمان .
يالها من حالة تحزن القلب وتدمع العين . ياأخوتي أن العيب ليس عيب الطالب والذنب ليس ذنبه ، فالعيب عيب حكومتنا والذنب ذنب وزارتنا . ياأخوتي رأيت بلدانا صغيرة في المساحة والتعداد ولكن الجامعات بها كثيرة كدولة قطر.
ياأخوتي رأيت بلدانا كبيرة وفقيرة والتعليم الجامعي لديهم يغطي 70بالمائة من مخرجات التعليم الثانوي لديهم مثل مصر والهند .
ونحن نرى حكومتنا لم تلبي حتى نصف احتياجات هذا الشعب البسيط من التعليم الجامعي، فما بالنا لوأصبح تعدادنا ربع تعداد مصر أو حتى ثمنه فتأملوا معي ياأخوتي ، إن قطر دولة صغيرة مساحتا وسكانا ولكن أنظروا لعدد الجامعات بها ، وكذا الأمارات ففي كل إمارة نجد جامعة أو جامعتان ولربما أكثر ،هذا غير الكليات والمعاهد والبعثات .
إن الشكوك راودتني ومازالت تراودني بأن حكومتنا تسعى لأن تبقينا جاهلين ، وإلا فماذا نسمي أو نصف حالتنا .
أربعون عاما مضت ولاتوجد غير جامعة واحدة وبعض الكليات والمعاهد البسيطة والمتواضعة كما ونوعا في البلاد بطولها وعرضها شرقها وغربها شمالها وجنوبها.
ولربما سيقول البعض بأن هناك جامعة نزوى وصحار و........الخ، هنا سأقول بأن جميعنا يعلم بأن هذه الجامعات هي جامعات خاصة ،المواطن العادي ذي الدخل المتوسط لايقدر على تحمل نفقات الدراسة بها ، فكيف هوالحال بالفقير .
يكفينا حسرة بأن نعلم أن مصر التي هي دولة فقيرة بأن خريجي الثانوية العامة الملتحقين بالتعليم الجامعي لديهم تصل نسبتهم ل70بالمائة ،ورغم كل هذا نجد الشعب المصري غير راضي عن هذه النسبة ، فما بالنا نحن نقف بلا حراك وكأننا راضين عن حالنا والتي هي عكسهم ، حيث أن الملتحقين بالتعليم الجامعي لدينا تصل نسبتهم لحوالي 30بالمائة هذا إن لم تكن أقل ، فلو علمنا أن خريجي الدبلوم العام حوالي46900 طالب وطالبة سنويا ، يلتحق منهم حوالي 14 ألف بالتعليم العالي بجميع فروعه وأنواعه ، حيث أن هذه النسبة تمثل الطاقة الاستعابية لمؤسسات التعليم العالي المتواضعة والمتاحة لدينا في السلطنة وهذا يعني أن ال 32 ألف الباقية إما
أن يتكفل أولياء أمورهم بتدريسهم وإما أن يكون مصيرهم ......................... ،إن لم يضغط الأهل على أنفسهم بألحاقه بإحدى الجامعات الخاصة .
بهذه الطريقة سيظل الفقير فقيرا والغني غنيا فالجميع يعلم بأن فرصة الجامعي في شغل المراكز والمناصب وفي التوظيف بدرجات مالية جيدة تكون أكثر من غيره .
فيا عمان أفيقي ، أي أمة هذه تنشد الرقي والتحضر وتدعيه ومؤسسات التعليم العالي لديها لاتستوعب سوى 30بالمائة من خريجي الدبلوم العام .
مرة أخرى أقول بأنه بدا لي بأننا شعب أريد لنا أن نكون جهالا ذو ثقافة متواضعة ووعي بسيط بما لنا وعلينا ،لتسهل قيادتنا ، فالجميع يعلم ما للتعليم الجامعي من دور في تنمية المعارف وصقل المواهب لدى الفرد ليكون قادرا على التمييز بين الغث والثمين من الأفكار التي تطرح والمشاريع التي تنفذ والخطط التي توضع ، وليكون كذلك قادرا على النقد البناء.
وها أنا ذا أطالب بحقي وحق أخوتي ممن فاتهم قطار التعليم الجامعي وسيفوتهم بحجة أن نسبتهم أقل بدرجة أو درجتين من النسبة المطلوبة .
فيا أخوتي لاتنخدعوا بمثل هذا الكلام ،فالذنب ليس ذنب الطلبة ،فهل يعقل بأن يكون مطلوب من طلاب الدبلوم العام الحصول على 87 بالمائة فأعلى للحصول على مقعد في التعليم الجامعي ،وأن أفترضنا بأن جميع خريجي الدبلوم العام حصلو على نسب مرتفعة جدا ،فأين هي المقاعد التي ستتسع لكل هؤلاء الخريجين .
ياأخوتي أرى أن الدولة ينبغي لها أن تسرع بتوفير فرص أكثر وأكثر للتعليم الجامعي ،بإنشاء الجامعات والكليات والمعاهد ،فطلاب الإمارات والذين نسبتهم تكون حتى في بعض الأحيان أقل من 50 بالمائة يجدون مقاعدا لهم في التعليم الجامعي ، وهاهم ذا يساهمون في بناء الإمارات ، وكذا طلاب قطر، وطلاب مصر والذين يأتون للسلطنة بعد تخرجهم لشغل وظائف رغم أن العماني أولى بها ولكن المصري وجد من يضمن له مقعد في التعليم الجامعي رغم أن نسبته في الثانوية ربما تكون أقل من العماني .
لم تقل قطر والأمارات لطلابهم بأن لامقاعد لكم لأنكم لستم كفء لأن نسبكم دون 70 بالمائة ،مثلما سمعته من بعض المتحدثين معنا في السلطنة ، فلربما الطالب ذو النسبة ال 60 بالمائة أثبت جدارته وبراعته أكثر من الطالب ذو النسبة 90 بالمائة ، والأمثلة أمامنا كثيرة وموجودة ، فالعبرة اذا ليست بالنسبة وإنما بالتخصص والمجال المناسب لكل فرد ،كلا حسب ميوله وإمكاناته ، العبرة بتوفير الفرص والخيارات ومدى توفرها للجميع .
أننا نناشد الدولة ونطالبها بضرورة الإسراع بالنظر في موضوع التعليم العالي و مخرجات الدبلوم العام ، فهل يعقل بأن لا يكون في عمان غير جامعة واحدة ، بعد كل هذه السنين من عمر النهضة ، إنني أخجل من أن يسألني شخص ما من خارج البلاد عن أحوال التعليم العالي في بلدي ،فماذا سأقول له بأن عمان البلد الخليجي النفطي لا يوجد به غير جامعة حكومية واحدة ، بينما مصر والهند رغم الفقر والجوع يوجد بهم العديد من الجامعات الحكومية .
أننا ننادي وندعو كل محب لعمان وكل مخلص بأن يضم صوته إلى صوتنا لنطالب لنا ولأخوتنا ولأولادنا بمستقبل أفضل ، وبنشر مظلة التعليم الجامعي لتشمل الجميع .
ولنقلها بصوت واحد ( الشعب يريد تعليم عالي للجميع )
بقلم :ميمونة المعمري
على فكرة منقول الموضوع لاني شفته مهم كثير
: 
: 
: