صلالة ـ عادل اليافعي

رغم المعوقات والعراقيل الكبيرة التي واجهته إلا انه أصر على ان يكون النجاح رفيق دربه وخارطة طريق لمشاريعه، وهذا الأمر يمكن ان ندلل عليه من الأنواء الأخيرة التي لحقت بمحافظة ظفار في العام 2002 والتي ذهبت معها البنية الكاملة للمصنع وكذلك المعدات، ورغم هذه الخسارة الكبيرة حرص رئيس مجلس إدارة شركة كوثر الجنوب عبدالله بن سالم الرواس على ان ينطلق من جديد وأن يتحدى الصعاب لتصبح شركته اليوم واحدة من الشركات الكبيرة في المحافظة والسلطنة في مجال المياه الصحية، كما ان طموحه لم يتوقف عند هذا الحد بل أصبح يخطط لفتح فروع أخرى بالسلطنة والعمل على إنشاء مصنع بالجمهورية اليمنية وهذا طموح مشروع بلاشك، كما انه يخطط خلال المرحلة المقبلة لدخول غمار منافسات انتخابات فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة ظفار وهو يعد العدة لهذا الأمر حيث أكد لنا أن دخوله هذا الخط يأتي من منطلق حرصه على ان يخدم المحافظة وهذا القطاع الحيوي بما يملكه من أفكار ومقترحات كثيرة وهذا يمكن ان يتضح لنا من خلال هذا اللقاء الذي أجريناه معه.

* لحظة الانطلاقة

يقول الرواس "إن بداية المشوار في هذه الشركة كانت مصادفة وبشكل درامي، فلم نكن نتوقع ان الأمور سوف تُأتي ثمارها في نهاية المطاف، حيث كنا في جلسة مع بعض الزملاء وخلال مشاهدتنا أحد الأفلام الأجنبية لاحظنا وجود خدمات عامة للناس تقدمها بعض الشركات وبالفعل درسنا الموضوع وحملناه على محمل الجد وعملنا دراسة متكاملة ووافية، وبالفعل تقدمنا لبنك التنمية والذي بدوره ساندنا في هذه الفكرة وقدم لنا القرض المالي الكفيل بإنشاء هذا المشروع، ومن ثم انطلقت إلى دبي والاجتماع بالشركات الكبرى هناك والمختصة في توريد الآلات الخاصة بالمياه من تحلية ومن تصفية وتصنيع وتعليب ...الى آخره، ولله الحمد استلمنا المعدات، وكان المشروع مقتصرا في البداية على مركبتين فقط وعملنا عليها الى أن أتى المنخفض الجوي القوي على محافظة ظفار والذي كان سنة 2002 والذي دمّر كل ما بنيناه حيث اجتاحت السيول المصنع والمكاتب الإدارية والمركبات، وهذا الامر اضطرنا الى ان نبدأ مجددا من الصفر، ورغم الخسارة التي لحقت بنا إلا ان هذا الأمر ساعد على انطلاقنا بشكل قوي وفعال وبعون من الله وقوته، وبالفعل رجعنا الى السوق واستطعنا ان نبني المصنع ونعيد الأمور الى نصابها بعد ان استلمنا مبلغ التأمين، كما اننا وخلال هذه الأزمة عملنا على ان نحافظ على عملائنا الذين كانوا يتعاملون معنا بحيث كنا نوفر لهم كل طلباتهم بشكل يومي وسلس من خلال الاتفاق مع عدد من الشركات وهذا الامر ساعد على ان تكون العلاقة بيننا وبين العملاء متواصلة ووفية وهذا يجعلنا دائما حريصين على رضاهم كما اننا انطلقنا في بداية الامر بعبوة 5 جالون ومن ثم انتقلنا الى منطقة ريسوت الصناعية وأنشأنا المصنع الجديد وهناك كان انطلاقنا بعدد من العبوات الجديدة حيث عملنا على استحداث عبوة 6 لترات وفتح خط آخر لهذا الغرض وكذلك 20 لترا وبعبوات غير مرتجعة، والان وبفضل من الله اصبحت لدينا اربعة منتجات منها 6 لترات و8 لترات وهناك عشرون لترا وفيها عبوات مرتجعة وأيضا غير مرتجعة.

* مسؤولية اجتماعية

اما في جانب العمل الاجتماعي والذي تحرص شركة الكوثر على تحقيقه واستمراره قال الرواس "إن من الامور التي نحرص عليها هنا بالشركة ان نكون موجودين بشكل مستمر في أية فعالية سواء كانت وطنية أو اجتماعية أو تربوية، وهناك الحالات الطارئة التي تتعرض لها السلطنة في أي وقت منها اعصار جونو والامطار والمنخفضات الجوية التي نتعرض لها حيث حرصنا على ان نسيّر الكثير من القوافل وزيادة الطاقة الاستيعابية للمصنع بحيث تكون على مدى 24 ساعة الى ان نتجاوز الأزمة وهذا الامر ليس منة على هذا الوطن أو على أهلنا في السلطنة انما واجب علينا يجب ان نلتزم به، كما اننا نعطي في الكثير من المحافل الدعم المالي سواء للجمعيات الخيرية والأهلية وجمعيات المرأة العمانية وهذا الأمر أصبح نهجا نحرص عليه دائما".

* نسبة التعمين

"وفي جانب التعمين الذي نحرص على ان يكون فعالا ومنظما في الواقع نحن بدأنا في هذا الأمر قبل ان يقر قانون التعمين وهذا الأمر جعل الشركة تنمو بشكل جيد حيث إن نسبة التعمين لدينا تبلغ اكثر من 44 % وهذا بالطبع متوزع على اكثر من قطاع بالمصنع من الإدارة الى المصنع وكذلك خط التوزيع وهذه النسبة بلاشك لن نقف عندها انما سوف نسعى جاهدين الى ان تصل الى اكثر من ذلك حيث اننا نؤمن ان أية منشأة عمانية لا تبنى الا بسواعد ابنائها، كما ان لدينا خطة واسعة لتأهيل وتدريب جميع الموظفين وكذلك من نستقطبهم في مراحل قادمة، كما ان سوق المياه يعد سوقا متناميا وهو يتوسع يوما بعد يوم والطلب عليه كبير، كما ان الشركات تعد من الشركات الكبرى وسوف تدخل في المستقبل منتجات اكبر واوسع وهذا بلاشك سوف يكون في المستقبل بابا واسعا لتوظيف اكبر عدد من العمانيين كما انه وخلال 10 سنوات من عمر الشركة توسعت قاعدة الزبائن لدينا ولدينا علاقة جيدة وحميمة معهم بل أنهم أصبحوا وسيلة ترويج كبيرة لنا، وهذا ان دل على شيء انما يدل على صلابة ومتانة العلاقة والثقة التي قامت بيننا".

* الترشيح للغرفة

وفي حديثنا مع الرواس عرجنا على الانتخابات المقبلة لغرفة تجارة وصناعة عُمان فرع صلالة والتي تلقى اقبالا كبيرا وتنافسا شديدا بين عدد من رجال الأعمال، وضيفنا هو واحد من هؤلاء المرشحين حيث قال: "في الواقع يأتي ترشحي لرئاسة فرع الغرفة بمحافظة ظفار ايماننا مني بواجبي الوطني في خدمة السلطنة في أي موقع سواء في شركتي أو أي موقع آخر وهذا الواجب بكل تأكيد اننا كعمانيين نأخذه على عاتقنا في مسيرتنا التنموية بقيادة مولانا حفظه الله ورعاه والذي نفخر بما انجزه وما يسعى الى انجازه يوما بعد يوم، وبلاشك ان هذا العام سيشهد تنافسا كبيرا وهذا حق مشروع لكل مرشح الا انه لدينا بعض الملاحظات التي يجب ان نتفاداها في هذه الانتخابات المقبلة منها: التقدم الى الرئاسة حيث إن هذه هي الخطوة الاولى التي يقدم عليها كل منا حيث إنه من الواجب على المترشح ان يكون واحدا من أبناء هذا السوق وان يكون بالفعل انغمس فيه وبشكل كبير ولديه الكثير من الدراية والمعرفة بما يدور به وما يحتاج اليه من تطوير وتدعيم ولايتوقف الامر على مجرد الترشيح والبروز فقط انما الفاعلية امر مطلوب ويجب ان يكون من ضمن الشروط المطروحة لكل مترشح، كما ان نظام التصويت يحتاج الى ان يكون فعالا أكثر وشفافا بحيث يكون بالاقتراع الحر لكل منتسب بالغرفة وأن يكون لديه الخيار الكامل في الترشيح والبعد عن المجاملة والمحاباة والذي لن يكون مفيدا لهذه الغرفة والقطاع الاقتصادي بالمحافظة، كما يجب ان نرفع مدة ممارسة التجارة وبشكل فعلي ومنظم بحيث يكون اكثر من 10 سنوات بدل الخمس سنوات حيث ان هذه السنوات تُوجد لدى المترشح نضوجا اكبر ومعرفة وتوازنا فكريا كبيرا يوفر له دراية واسعة بكل مفاصل القطاع التجاري والاقتصادي في السوق بشكل عام، ما سينعكس بالتالي على الأداء بالغرفة ولجانها والتواصل مع الجميع، حيث ان القوانين الحالية تتيح لبائع في بقالة مارس هذه المهنة لمدة 5 سنوات من الترشح مع احترامي الشديد لهذه المهنة الا انه سوف يكون غير ملم بكل التفاصيل التي نحتاج لها وممكن ان يأتي عقاري لديه سجل تجاري أيضا بهذه المدة وتمكن من بيع أكثر من قطعتين سواء تجارية أو سكنية وأصبح رجل اعمال فهذا الامر بالفعل يجب ان يكون دافعا لنا لتعديل هذه الامور بحيث تكون مصلحة السلطنة فوق أي معايير أخرى وهذا مطلب من الجميع وليس مني انا فقط؛ حيث ان الغرفة تعد بيت التجارة فيجب ان تكون بالفعل البيت الحاضن للتجار ولهمومهم ومعضلاتهم التي يعانون منها والعمل على بحث التطلعات التي ترتقي بالغرفة وجوانبها الى اعلى المستويات".

وعلى مدى سنتين عملنا على اضافة خط انتاج جديد والذي يحمل 3 منتجات منها لتران، وهناك 1.500 لتر وايضا 500 مل، كما أضفنا معدات جديدة للمصنع وذلك لصناعة عبوات بلاستيكية للمصنع وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا الشق من مراحل الانتاج، كما اننا نصنع جميع الاحجام من العبوات وكافة الإكسسوارات التي نوزعها للعملاء والسوق بشكل يومي، وهناك خطط قادمة للشركة تتمثل في افتتاح خطوط أخرى هذا بجانب انشاء فروع جديدة بالعاصمة مسقط، وهناك نية للحصول على مصنع بالجمهورية اليمنية حيث ان السوق اليمني سوق كبير وواسع وسوف يكون اضافة لنا".

أكثر...