بلاد الرافدين تحت الاحتلال الأمريكي وفلسطين تلاقي الويلات من بني صهيون وعالمنا العربي مشغول ببرنامج سوبر ستار . الإعلام ليس له قضية الآن إلا من سيفوز بسوبر ستار ديانا أم رويدا ولماذا استبعد ملحم زين الأحق باللقب ؛ اليوم تلفزيون المستقبل يبث 12 ساعة متواصلة من أجل سوبر ستار وجريدة الرياض السعودية أجرت استفتاء للسعوديين عن من يرشحون ديانا أم رويدا هذه ىخر اهتماماتنا . مظاهرات في لبنان بسبب استبعاد المرشح اللبناني ملحم وفي الأردن الصحافة مشغولة بدعم مرشحتها لتكون سوبر ستار حتى كادت أن تتحول القضية الفنية إلى قضية سياسية وأخشى أن تتحول إلى حرب داحس والغبراء . انتهت قضايانا العربية والإسلامية وطرد المحتل من العراق وتحررت القدس فلم تجد الصحافة قضية سوى قضية ملحم زين . ماذا سنجني من ظهور ناعق جديد أو ناعقة وهل الساحة العربية أصلاً تعاني من نقص الناعقين والناعقات .
ماذا سنجني من ظهور راقصة ماجنة تحدثنا عن حبها وعن حبيبها ؟ وماذا سنجني من ظهور راقص وماجن يحدثنا عن حبه وحبيبته ؟ . إن من يرى حال المطربين والمطربات اليوم يبكي على أمته كيف وصل بها الحال . بلا حياء يقف المغني بين جميلات يرقصن أمامه ويلاحق حبيبته والمغنية تقف بين أشباه الرجال يرقصون وترقص بينهم وحبيبها يلاحقها في مشاهد أقرب ما تكون من المشاهد الجنسية ويقولون هذا هو الفن !! يا أمة ضحكت من جهلها الأمم هل يليق بأمة محمد أمة الإسلام أن يصل بها الحال إلى هذا المستوى هل يعقل أن أمة جاءت لإنقاذ العالم من
هذا التخلف تنزلق إلى هذا المنزلق الخطير حال يرثى له والله المستعان ! .
الغناء اليوم هو دعوة مبطنة للفسق والمجون والجنس ويا سبحان الله تجد من يقول أن سماع الأغاني حلال والأدهى والأمر أنك تسمع من المطربين من يقول أنه يؤدي رسالته في الحياة ويشكر الله أن وصل إلى هذا المستوى وكان الأجدر به أن يشكر الشيطان الذي زين له عمله فرآه حسنا . عالم غريب جعل الغنى والرقص رسالة وكأن الله وهبه هذه الموهبة ليمتع الناس لا أن يغويهم كالشيطان . عالم غريب جعل حثالة الشعب من مطربين ومطربات وراقصات هم قدوة للناس وهم من علية الشعب يطيرون يمنة ويسرة يجوبون العالم باسم الوطن ليرفعوا راية العفة حتى أن راقصة ذهبت إلى دولة غربية لتعرض الرقص الشرقي هناك تزعم أنها تمثل العالم العربي المسلم .
ماذا جنينا من المغنين والمغنيات والفنانين والفنانات هل بهم سنرد العراق ونحرر الأقصى ؟ إذاً فأبشر بطول احتلال يا قدس ؟ .
يقول الله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين ) ، قال عبد الله بن مسعود : لهو الحديث هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول والحسن البصري . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من استمع إلى قينة صب في أذنه الآنك يوم القيامة ) ؛ وللترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام ) . وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ما نصه : ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة ليصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن القرآن وهو رقية اللواط والزنا وبه ينال الفاسق من معشوقة غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكرا وغرورا وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجورا .
قال الشاعر :
تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة لكنه إطراق ساه لاهـــــي
وات الغناء فكالحمير تناهقوا والله ما رقصوا لأجـل الله
دف ومزمار ونغمة شــــاذن فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهم لـمــا رأوا تقييده بأوامر ونواهـــــــي
وقال شاعر آخر :
برئنا إلى الله من معشــــــر بهم مرض من سماع الغنا
وكم قلت يا قوم أنتم علــــى شفا جرف ما به من بــــــنا
شفا جرف تحته هـــــــــــوة إلى درك كم به من عــــــنا
وتكرار ذا النصح منا لهــم لنعذر فيهم إلى ربــــــــــــنا
فلما استهانوا بتنبيهــــــــــنا رجعنا إلى الله في أمـــــــرنا
فعشنا على ستة المصطفى وماتوا على تنتنا تنتــــــــــنا
وقال شاعر آخر يصف حاله مع الغناء
أتذكر ليلة وقد اجتمعـــــــــــنا عل طيب السماع إلى الصــباح
ودارت بيننا كأس الأغانــــــي فأسكرت النفوس بغـــــير راح
فلم تر فيهم إلا نشــــــــــــاوى سرورا والسرور هناك صاحي
إذا نادى أخو اللذات فيـــــــــه أجاب اللهو حي على الســـماح
ولم نملك سوى المهجات شيئا أرقناها لألحاظ المـــــــــــــلاح
سماع الأغاني يورث النفاق في قوم ، والعناد في قوم ، والفجور في قوم ، والرعونة في قوم . ومن علامات النفاق قلة ذكر الله والكسل عند القيام إلى الصلاة ونقر الصلاة وقل أن تجد مفتونا بالغناء إلا وهذا وصفه . والنفاق مؤسس على الكذب والغناء أكذب الشعر .