مس الجن.. بين العلم والدين أخبار الشبيبة

    • مس الجن.. بين العلم والدين أخبار الشبيبة

      مسقط-مديحة عثمان

      وضع العلم العديد من الظواهر التي كانت غريبة بالأمس في إطار المنطق الذي يقبله العقل، وأدرج كل الظواهر التي تخرج عن ذاك الإطار تحت قائمة الخرافة وعلوم ما وراء النفس، على رأسها مسألة مس الجني للإنس ناهيك عن قضية تلبيس الجن للإنس الذي انقسم العلماء المسلمون أنفسهم حوله أيضاًَ.

      إنما لا يختلف اثنان عن وجود أمور تقع على الإنسان دون أن يجد لها تفسيراً واضحاً، حينها هل يلجأ المرء للنفس أم للعلاج الرباني من أجل تحليل تلك الحالة؟ وهل حقاً يؤمن الناس بالمس عن طريق الجن؟ الإجابة على تلك التساؤلات في السطور التالية:

      يقول خلفان المفرجي أنه يؤمن إيماناً يقيناً بمس الجني؛ لأسباب عديدة منها القدرات التي يمتلكها الجني وتفوق ما لدى الإنس منها القدرة على التمثيل بأشكال مختلفة، ويستشهد رأيه بواقعة حدثت لفتاة كانت تعاني من فرط إيذاء الجن لها قرابة 15 عاماً إلى أن تمكنت من التخلص منها عن طريق العلاج بالقرآن.

      بينما تنظر عائشة المقيمية إلى المسألة بنظرة يملؤها الشك، مفسرة: "أتوقع أنه يمكن أن يقع الإنسان ضحية لمس الجن، ولكنني لست متقينة من مدى إمكانية حدوثه، وحدوده أيضاً؛ لذلك لا أستطيع أن أجزم، كما أنني لم أشهد أمراً مماثلاً إلى الآن".

      أما نعيمة السيابية فقد تابعت الأمر عن كثب من خلال ما بثته عدد من القنوات التلفزيونية من برامج حول قضية "المس" والعلاج بالقرآن؛ لذلك فهي تعتقد بوجود الجن، ومس الجني للإنس، إلا أنها تستثني أنواع الجن من قدرتها على المس ما عدا فئة "كبار الجن" التي تؤمن بقدرته على تحقيق ذلك.

      بين العلم والدين..

      في السياق نفسه كانت "الشبيبة" قد توجهت مع مؤلف كتاب "العلاج الرباني" عبدالله المهدلي إلى أحد المعالجين بالقرآن ويدعى خالد البلوشي لحضور جلساته في علاج تلك الحالات، واتضح من خلال تلك الجلسات التي كان الشيخ يردد فيها آيات من القرآن على أذن المريض أنه لا يضع فيها جميع المرضى في خانة المصابين بالمس الذي اتخذه البعض ذريعة للفشل، والكسل، وعدم التوفيق في مسألة معينة.

      حيث كان يستمر في القراءة بأذن المريض حتى يبدي المريض ردة فعل معينة، كأن ينطق بكلمات غير مفهومة بصوت شخص آخر، أو أن يثور ويتحرك بطريقة معينة، أما إن لم تظهر تلك الأعراض عليه، حينها كان ينصحه بالتوجه إلى الطبيب النفساني لتشخيص حالته، مؤكداً أن ليس كل ما يقال عنه مس الجني يعتبر كذلك، كما أنه ليس كل من يدعي مقدرته على العلاج يكون أهلاً لها؛ لذلك يجب أن يحكم المرء عقله، ويتقي الله في نفسه.

      وكان المفتي العام للسلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي قد أجاب على سؤال عام حول تلبيس الجن للإنس وما إذا كان حقيقة أم أمراً نفسياً فأجاب سماحته:" حقيقة الأمر هذه قضية بحثها العلماء ووقفوا منها موقفين، منهم من قال بدخول الجن في جسم الإنس؛ لأن أجسامهم أجسام لطيفة أي هم أقرب إلى الروحانية لذلك يتمكنون من الدخول، ومنهم من قال بعدم دخولهم؛ لأنهم ولو كانت أجسامهم لطيفة إلا أنهم أجسام فلا يتلبس جسم بجسم، ولكن مع هذا هنالك تأثير من حيث الإيحاء فقد يتكلم الإنسان كلاماً يوحيه إليه الجني الذي تلبس به بطاقته الروحانية لا بدخوله في جسمه حسب ما يبدو ، وإنما يؤثر عليه تأثيراً حتى يتحدث مما يتحدث به.

      وهذه القضية قضية لا ننكر وقوعها إلا أن ذلك قد رُوّج له ترويجاً عجيباً عند الناس، وهذا الذي جعل الناس يتأثرون تأثراً نفسياً عجيباً، وتترادف عليهم الأمراض النفسية، وتكثر عندهم الأوهام، وتشيع عندهم الخيالات حتى يتحدث الإنسان بأنه رأى كذا ورأى كذا وأنه يحس بكذا في حالة نومه أو في حالة انفراده أو في غير ذلك من أنواع الحالات، هذا إنما هو في الغالب ناشئ عن حالات نفسية، وقد كان الواجب أن تكافح هذه الأمور نفسياً بحيث يُعوّد الناس على التصلب. وصل الأمر بالناس أن أحداً إذا أحس حشرجة في حلقه قال هذا من أثر الجن، أو أوجعته أذنه قال هذا من الجن، أو وجع رأسه قال هذا من الجن، أو أصابه أي شيء قال هذا من الجن ، كأنما الإنسان ليس عرضة للبلاء مع أن أي أحد عرضة للبلاء.

      فمثل هذه الإشاعات أوحت إلى الناس إيحاءات غريبة، وأثّرت عليهم تأثيراً نفسياً؛ لذلك من الواجب أن يكافح هذا، ومع هذا يؤمر كل أحد أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، عندما شكا عبدالله بن عمرو بن العاص إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه عندما ينام يرى أهوالاً علّمه النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقول ( أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعذابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون).

      فالمسلم يؤمر أن يتقي الله في جميع أحواله، أن يتقي الله عندما ينام، وأن ينام على طهارة، وأن يتقي الله عندما يستيقظ، وأن يستيقظ على نية خالصة ترضي الله وتعالى، وأن يذكر الله قبل نومه، وأن يذكر الله عند يقظته، وأن يذكر الله تعالى في جميع أحواله، استجابة المسلم لذكر الله تبارك وتعالى في أحواله المختلفة سبب لوقايته من هذه الشرور ومن الأوهام ومن هذه الخيالات، فليكثر الناس من ذكر الله تبارك وتعالى لتطمئن قلوبهم فإن الله تعالى يقول ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28)، والله تعالى الموفق".

      صندوق المعلومات..

      ليس العلماء المسلمون هم المختلفون فحسب في هذه القضية ولكن أيضاً علماء النفس، فهناك عالم النفس الألماني ماكس دسوار الذي وضع مصطلح الباراسايكولوجي على الظواهر الروحية، واهتم بهذا العلم عدد من الجامعات منها جامعة كورنينجن وسيتي كوليدج والكلية البريطانية للعلم الروحي بحسب موسوعة "ويكيبيديا" مقابل من شكك في الأمر واعتبرها واحدة من أعراض "الهلوسة" أو "الصرع" ومنهم الطبيب النفساني د.علي بن محمد الشيدي الذي قال: "لقد كنت سابقاً أؤمن بوجود الظاهرة، ولكنني لما درستها دراسة مستفيضة أيقنت تماماً أن القضية لا علاقة لها بالجن وأنها ذات أسباب وعوامل نفسية وتلك الحالات في أغلبها تندرج تحت ثلاث مسميات، حالات هستيرية، وحالات ذهنية، وحالات صرعية، ومما رسخ قناعتي ما شاهدته قبل شهور في إحدى البرامج التلفزيونية لأحد المشايخ وهو يعالج مريضاً بـ"المس" كما ادعى، وكان المريض تنتابه حالات هستيرية من الصراخ والهيجان مما يدل على دور الإيحاء، وأن القرآن الكريم لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بظاهرة التلبس والتنويم ونطق الجني على لسان المريض، وإنما القضية برمتها تتمثل في وقوع المريض تحت إيحاء المعالجين".

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions