{ من النظـرة الأولـى أسـرتني }
رأيتُها لأول مرة ، ولأول مرة أرى وجه ملائكي على الأرض ، ومن المتعارف عليه بأن الملائكة لا تُرى، ولكن رأتْ عينايّ ملاكاً على هيئة بشر ، فانبهرتْ عينايّ بما رأتْ وتوقفتْ نبضاتُ قلبي ، وتساقطت حباتُ العرق من على جبيني مثلما تتساقط قطرات المطر من المُزن، تلعثمت لساني وتجمّدت شفاهي ، وتاهت عيناي في معالم وجهها ، وتشتت أفكاري منذُ أن أرسلت النظرة الأولى أرسلت سهماً وصوبته على قلبي فأحسنت التصويب ، يا لها من قناصة بارعة!! اقتنصت قلبي بسهمها المنبعث من نظرتها الأولى ، فأوقعت بقلبي الضعيف وأطرحتهُ أسيراً ، وأريتُ قلبي يسقط من بين أضلُع القفص الصدري الذي كان يحتمي به، ومن قوة السهم أخرجته من جسدي وسقط على الأرض وأسرعت بخطفه ..
نعم رأيتُها تخطف قلبي ، وأودعته بجانب قلبها ، وأحكمت عليه الإغلاق ، وكل هذا حدث أمام ناظريّ ، وأمام مرآى الحاضرين بدون أن يشعروا بشيء، ولكن نظرتها والسهم الذي أطلقته شلّ حركتي ولم أقوى على الحركة ، ومنذ ذلكم الوقت وقعتُ أسيراً لحبها ، وعشتُ جسداً بلا قلب ..
نعم أسرتني فعشتُ في قلبها أسيراً ، ولكن ليس كأي أسير مثلما عهدنا عن أسير الحرب يُذلّ ويُعذب بشتى ويلات العذاب ، ويحرم من كل شيء وتُسلب منه حريته ، أسير ولكن يتمتع بالحماية المطلقة ، وبشتى ويلات الحب والغرام ، أسير سُلب منه قلبه ليس لشيء ، ولكن ليكون تحت حمايتها ورعايتها ، أسير يُدلل ويُتغزل فيه ، ويمشي على أعذب كلمات تُعزف بأروع قيثارة حب ، ويتنفس حباً ويتغذى عشقاً ويشرب من كأساً مُليء من كلمات الحب .. فهل عهدتم من قبل أسيراً مثلي ؟!
الكاتب : عاشق الأمل .