رسالة من معلمة في وزارة التربية والتعليم..

    • رسالة من معلمة في وزارة التربية والتعليم..

      مولاي السلطان .. منذ أن قدمت إلى هذه الدنيا وأبصرت عيناي النور لم أعهد غيرك سلطانا لعمان.. وما عرف قلبي حب غيرك سلطانا،، وحين بدأت مشواري التعليمي,, كان أول ما أقرأه في كل كتاب هو " صورة جلالة السلطان" ولعل ما كنت أستوحيه منها كان يغنيني عما بداخل كل كتاب!!! كبرت، وكبرت أحلامي معي وأروع حلم كان يراودني أيام طفولتي هو أن التقي بك ذات يوم،، أتبادل معك إطراف الحديث وأخبرك كم احبك
      ولست وحدي من يكن لك هذا الحب والتقدير منذ الصغر. إن ثلاثة أرباع هذا الشعب - إن لم يكن كله - يراك كما أراك: أبا حنونا وقائدا حكيما ولا نكن لك إلا كل الحب والولاء والعرفان لأنك قدمت لنا الكثير ونحن لسنا ممن ينكر المعروف.
      ولكن عذرا أبي السلطان.. حملنا في قلوبنا حبا فاق حبنا لك.. هو "حب عمان " فإذا كنت أنت الأب هي الأم.. وخير البشر أوصانا بالأم أولا ثم الأب.. فلا تلمني إذا قلت لك : أننا نحب عمان ،، نحب عمان ،، نحب عمان،، ثم نحب جلالة السلطان
      نعم .. نحب عمان الأم,, عمان الوطن،، عمان الحاضر والماضي والمستقبل،، عمان التي تشرفت بدعاء خير البشر لها بالخير.. فاختزن ثراها نصيب كبير من كنوز الأرض
      عمان التي قدمت لها خلال مسيرتك الكثير لكنها ما زالت تنتظر منك الأكثر!!!
      عمان التي سلمتها لمن تظن أنهم سيضعونها وشعبها في أعينهم!! لمن تظن أنهم سيرعونها وشعبها خير رعاية..لكن للأسف يا أبي قابوس.. هؤلاء الذين ائتمنتهم عليها وضعوها على طاولة الجشع،، وأمسك كل واحد فيهم بشوكة وسكين واقتسموا خيراتها ولم يبقى لهذا الشعب - الذي لا يعرف لك إلا كل الحب والولاء والعرفان - لم يبقى له إلا الفتات.. و ليتهم ملئوا بطونهم فحسب ..بل ملئوا بخيرات عمان بنوك العالم أجمع.. ولن استرسل في الحديث هنا لأنه طال قبلي حديث غيري حتى جفت أقلامهم ولكن للأسف لا حياة لمن ينادوا!!
      المهم : دعنا من هذا اللف والدوران دعنا ولننتقل إلى صلب الموضوع ... أنا معلمة في وزارة التربية والتعليم.. ولقد رأيت خلال مسيرتي في العمل ما آلمني كما آلم العديد غيري.. رأيت ما يدفعني لتسمية هذه الوزارة بوزارة ".... والتقليم ) .. نعم تقلييييييم ،،، وليته كان تقليم أظافر !!! لكنه للأسف تقليم فكر،، تقليم إبداع،، تقليم طموح وفي الآخر تقليم " علم" وقتل أجيال.
      ببساطة يا حبيبي قابوس.. التعليم في عمان يجري إلى " الهاوية".. طبعا حسب رأي الجهات المسئولة: اللوم الأول والأخير يقع على المعلم !! هذا الفقير الذي جاء إلى التعليم بطموحات تناطح السحاب وبهمة عالية تلامس السماء فأعيق كل شي بداخله.. هذا الفقير الذي أثقل كاهله بما يلقى على عاتقه من الأعباء اغلبها بعيدة كل البعد عن نطاق تخصصه وإبداعه !! ( كمادة منهج البحث مثلا).. هذا الفقير الذي نفذ صبره بتعسفات وتخبطات في القرارات.. فكل سنة يأتينا قرار أغبي من سابقه ولا ندري حقيقة على أي أساس تبنى هذه القرارات..ولكن نعرف أنها تجارب تجرى وأجيالنا هي الضحية... نعم تجارب كتلك التي تجرى على الفئران.. ودعني استرسل في الحديث قليلا وأتحدث عن موقف حدث في إحدى فصول الثاني عشر التي ادرسها. دخلت في بداية العام وفي جعبتي الكثير من الكلام المعسول الذي يشحذ الهمم ويقوي العزيمة.. سألت الطالبات في بداية الأمر: كيف تشعرن وقد وصلتن إلى المرحلة الحاسمة في مسيرة التعليم.... المرحلة التي ستحدد المصير؟ فما كان من إحدى الطالبات إلا أن ترد وبكل عفوية :: " نشعر وكأننا فئران تجارب " والله قالتها وانفجرت بقية الطالبات يؤيدنها في رأيها.. قلت في داخلي "" والله عندك حق "" لكنني حاولت جاهدة أن ابرر تعسفات هذه الوزارة الغبية حتى ( لا أزيد الطين بله )


      .........


      تاج رأسنا وحبيب قلبنا قابوس. إن كنت تدري وألزمت الصمت فهذه مصيبة، وان كنت لا تدري فهذه مصيبة أعظم .. باختصار وكما ذكرت آنفا التعليم في عمان يجري إلى الهاوية


      والسبب الأول والأخير يا سيدي أنك ( ما هبشت السيف لضاربه).. هل يعقل يا مولاي أن تأتي برجل كان طوال حياته لم يركب طائرة ولا يعرف أي شي عن الطائرات ثم تأتي له بأهم طائرة عندك.. طائرة تحمل أحلام هذا الوطن وآماله.. وتقول له : هيا قد هذه الطائرة !!! هل يعقل ذلك يا مولاي !! هل تتخيل حجم الدمار الهائل الذي سيخلفه هذا الرجل؟؟؟؟؟؟
      مولاي :: كل سنة ووزارة "... التقليم " تخرج أجيالا ثلاثة أرباعها فارغة ذهنيا.. أجيال لا تتقن إلا طقطقة الأصابع على الكمبيوتر !! وكلما جاء جيل كلما كان الوضع أسوأ. وأنا لا ابني كلامي هنا على إشاعات أو خرافات.. بل أبنيه على واقع ملموس .. واقع مرير نعيشه في مدارسنا.. ومجتمعنا.. أولياء الامور لا يدرون على من يقوا اللوم .. الطلبة يشتكون للمعلمين والمعلمون يشتكون للمدراء والمدراء لمن هو أعلى منهم وهكذا لكن لا حياة لوزارة التعسفات والضغوطات..
      وأعذرني في لومك يا مولاي في هذا لأنك (هبشتهم) السيوف يا مولاي.. وهم لا يتقنون استخدام السيف فقطعوا كل جميل فينا.. قطعوا طموحاتنا.. قطعوا آمالنا.. قطعوا إبداعنا وقتلوا أحلام أبنائنا الصغار وآمال أبائنا في أن لا يذهب تعبهم سدى
      وإذا استمروا يا ملاوي سيقطعون حتى أرجلنا ولن تبقى لن إلا يد نمددها .." لله يا محسنين" !!


      يا حبيبي قابوس.. إن كنت تدري فخير وبركة وان كنت لا تدري فانا أخبرك وبكل فخر: أن الأم العمانية أنجبت عقولا لو قدر لها أن تقود لقادت العالم أجمع بنجاح وخير وأمان.. الأم العمانية أنجبت رجالا حكماء ... رجالا ورعين يخافون الله ويخشون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ..
      رجالا "" تربويين " مؤهلين لديهم بعد نظر .. يعلمون ما يفعلون و يعملون لكل خطوة ألف حساب.


      باختصار رجالا يتقنون استخدام السيف وهم من يفترض ان يمسكوه..


      مولاي.. لأننا نحبك _ بعد حب عمان _ لا نريدك حين يحين الرحيل – بعد عمر طويل إن شاء الله - أن تقول: سأنام الآن بأمان لأني تركت أجيال عمان في قبضة وزيرا عسكريا !! بل نريدك أن تقول: سأنام الآن بأمان واطمئنان لأني خلفت بعدي شعبا عبقريا.. قادرا من بعدي على مواجهة تحديات الحياة بكل ثقة ونجاح
      ولن يتحقق هذا يا سيدي إلا عندما " تهبش السيف ضاربه"


      ...............


      أبي قابوس:: رغم كل شيء لا زلنا نحبك ولا زلنا نشعر بالأمن والأمان بوجودك.. فلا تكافئ حبنا لك بتسليمنا هدية مغلفة إلى أولئك الذين لا يتقنون إلا لغة الطمع والجشع.. لا زال يحدونا الأمل في التغيير لما فيه خير لأمنا عمان وأبناء عمان الأوفياء .. فليكن ظننا فيك حسن,, وليكن تحركك سريعا,, فكل يوم يموت حلم ويحتضر فكر،،،


      اعذرني مولاي على هذا البوح الذي ما كنت سأبوحه لولا حبي لك بعد حبي لعمان وخوفي على أجيالها من الضياع.. والسلام خير ختام
    • رسالة قوية في معناها جراءة في سرد جملها تطرقت إلى ما آل إليه التعليم منذ تطبيق ما يسمى بالتعليم الأساسي الذي خرب عقول الأبناء ووصل بالتعليم إلى الهاوية ( قص ولصق ومخاسير يتكبدها الآباء ) وتخريج عقول فارغة من التعليم
      نتمنى أن تضع الوزيرة الجديدة النقاط على الحروف وتنقض ما آل إليه وضع التعليم المتهالك في هذا البلد .