مسقط- مديحة عثمان

ربط الكثيرون أحلام "المنام" بواقعهم إلى حد الهوس بخاصة النساء، اللواتي اعتبرن تلك الاحلام نافذة يطلعن عبرها على "الغيب" فيقسن الخطوة بمقياس تلك الأحلام من أجل تحديد مسار حياتهن.

وليس هذا فحسب بل إن التطور الذي يشهده الحاضر لم يمنع رجال الأعمال والمشاهير من الغوص في هذا العالم بحثاً عن الأعداء، ودرءاً للمخاطر التي قد يقعون فيها بعد أن جاءهم مبشر ومنذر في المنام على هيئة إنسي أو جني أو مخلوق غريب، رغم أن الكثير من تلك الأحلام قد تكون رؤى ولها تعبيرات إنما أكثرها أضغاث أحلام لا تورث خيراً أو شراً لصاحبه.

في السطور التالية تتحدث نساء عن تجاربهن مع عالم تفسير الأحلام، ومدى سعيهن لمعرفة ما يخبئ لهن القدر عبر ما يرونه في المنام:

بداية تقول وردة الرئيسية أنها تعرفت إلى عالم تفسير الأحلام في معرض الكتاب، حيث تكثر الكتب التي تتحدث عن هذا العالم الغامض، وتواصل حديثها قائلة: "لم أتوقع أن تستحوذ الأحلام على حياتي بتلك الصورة، حيث تحول حب الاستطلاع لديّ إلى هوس، فقد كنت أداوم على قراءة كتب التفسير يومياً فأخشى من وقوع مكروه عليّ أو على المحيطين بي، وقد انتظر بشارى بعيدة المنال، إنما كنت اعتقد أن كل منا قادر على تفسير أحلامه بمجرد أن يقتني كتاباً مماثلاً عن التفسير إلا أنني علمت بعد حين أن التفسير علم تحكمه قواعد ووسائل يتم على إثرها تحديد ما إذا كانت تلك رؤى أم أضغاث أحلام ورضيت بما قدر الله لي في يومي ولم أسعى للبحث عما يخبئه لي القدر".

وترى أم شروق أن ما يشاع عن هوس النساء بتفسير الأحلام هو افتراء على بنات جنسها، إذ أن الرجاء والنساء في الأمر سواء، وتؤكد في نفس الوقت عدم إيمانها بمسائل تفسير الأحلام إذ تعتبرها خلجات النفس مكبوتة تظهر على السطح في أحلام المنام، ولكن حين تساورها الشكوك بشأن حلم مخيف أو غريب لا تتردد في السؤال عن تعبيره.

وعلى العكس، تشير مريم بنت محمد إلى حقيقة ارتباط الحلم بالواقع، مستوضحة: "الحلم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالواقع إذ أنه يعبر عما يقلق المرء، كما أنه قد يكون نبوءة على أمر لم يقع، إذ سمعت العديد من الحكايات عن أشخاص حلموا بموت شخص عزيز، ثم يفاجئ في اليوم التالي بموته، ولكن أن يعول المرء حياته على ما رآه في المنام فهذا خطأ".

وتضيف فاطمة بنت عبدالحميد على ما سبق: "التفسير علم، لذلك يجب أن نعامله وفقها، ورغم أنني لست على يقين من هذه المعلومة إلا أنني قرأت يوماً أنه حين نقوم بتأويل الحلم على غير ما هو عليه يتحقق، إلى جانب ذلك فإن للتفسير أدواته وهناك الكثير من الأمور التي تحكمها، مثل وقت المنام وموعده من الشهر بالإضافة إلى الحالة الاجتماعية للفرد وغيرها". في حين تؤكد سامية التمتمية على ضرورة تفسير الأحلام الغريبة مبينة السبب: "من المهم أن يتقصى الفرد معاني الأحلام المزعجة التي تراوده لأنها قد تكون مؤشراً على مكروه قد يصيبه، وشخصياً حين استفسرت عن تعبير عدد من الأحلام الغريبة اتضحت لي العديد من الأمور واتقيت الكثير من المصائب عليّ وعلى عائلتي لذلك فأنا أشجع مسألة تفسير الأحلام".

أكثر...