يعلم الجميع أّنّه خلال شهر مايو من العام الماضي جرى اغلاق تقاطعات الباطنة باستثناء عدد من التقاطعات التي تم التجاوز عنها لأسباب كثيرة,منها ما يتعلق ببعد المناطق عن الدوّارات, ومن التقاطعات التي توصف بتقاطعات الموت تقاطع السوادي في ولاية بركاء.

وسبب الاستثناء هنا غير معلوم سيقول أحدهم أن السوداي في بداية ولاية بركاء للقادم من جهة ولاية صحار ودوّار بركاء يبعد بحوالي ثلاثين كيلومترا عن السوادي ,وسأقول له أنا أنّ دوّار الشعيبة (المصنعة) لا يبعد سوى 10 كيلومترات تقريبا عن منطقة السوادي وهناك تستطيع العودة والإتجاه إلى مسقط او المضي بإتجاه المصنعة وشمال الباطنة.

حدث اليوم في الثانية عشر مساء حادث مروري بشع لا يعرف عدد ضحاياه فعليا حتى الساعة التي أمارس فيها الآن فعل التدوين لكن الحافلة التي صدمتها شاحنة- كانت قادمة من أحد الكسارات – بدت هذه الحافلة وكأنها من مخلفات كراج ,حتى الاطارات ليست في أماكنها.

تناثرت حقائب الطلاب ..أقلامهم...دمائهم.. أشلائهم ..أحلامهم.

بعدها قام بعض الشباب وشيوخ المنطقة بإغلاق تقاطع السوادي بالشاحنات وتكونت ساحة تجمع في وسطه

وتعطلت حركة السير في خط الباطنة .

الطلاب الذين كنت معهم قبل شهر من الآن وسمعتهم يرددون السلام الوطني بأصواتهم الطفولية الجميلة

رحم الله من مات منهم..وشفى الله من أصيب منهم

وأسأل الله أن يعين ويصبّر أهلهم.

من أسأل إذا لم أسأل تعليمية جنوب الباطنة؟

الاستاذة الفاضلة ليلى النجّار المديرة العامة, بصفتك مديرة عامة وأسجل لك موقفك من اعتصام سائقي الحافلات قبل أسابيع..دعيني أسجل لك موقفا آخر واصدري أمرا يقضي بمراجعة ملف الحافلات في المنطقة

الاستاذ فيصل الشبيبي المسؤول عن الحافلات في جنوب الباطنة

هذا الرجل لم أتعامل معه إطلاقا

لكن هذا لا يمنع أن ألومه كثيرا هو و من معه على الحافلات التي تقل اخواني واخواتي وأبناء كل ولايات المنطقة التعليمية لإنه هو المسؤول المباشر عنها

سأسأله عن سائقي الحافلات؟ عن المقاولين أو أصحاب العقود؟

المعايير والشروط؟ أعمار السائقين؟أعمار رخصهم؟الضوابط؟ ...إلخ

وسأسأله أمام الله

لا يهمني كونه ابن وزير الاسكان

و لن يهمني ذلك.

لا أحمل ضغينة لأحد في هذا الوطن لا وزير ولا ابن وزير ولا كابتن.

ولم أذكر الاسكان لإني لا أملك قطعة أرض ولا لماذا تأخروا في منحي حقي وأقول حقي من تراب الوطن رغم أني سأدفع مقابله مئات من الريالات ..تاريخ طلبي من 2007م

لكن سأختبر التغييرات التي حدثت بعد المراسيم الجديدة..سأظهر لهم أيضا وصل ترميم بيتنا القديم الذي يحمل تاريخ 1991 م

هذا إن جاز تسميته بيت:الغرفتان اللائي كانتا تؤيان أربعة عشر فاها, مع ثمانين ريالا هي ما كان يرسله لنا العيسائي -وزير الضمان في عهده- من راتب نقتات به لمدة تزيد عن العشر سنوات.

في أحد المرات كنت اسأل احدهم -موظف حكومي-يسكن مع عائلته في الجهة الاخرى من الشارع في ولاية المصنعة:هل هناك مخطط اسكاني بجواركم؟

أجابني بسخرية: "ما بتحصل شي..حن كلها محوزينهن الأراضي هناك""

والسبب : غض طرف الجهات الرسمية ..و السم القاتل: الاستثناءات..

إذا لم أسأل وزارة التربية هناك -من بقايا السليمي وأسلافه -على الحافلات الرديئة الصدأة التي لا تصلح حتى لنقل أعلاف الأغنام -أعزكم الله- من أسأل؟!!

قريبا سيحل الصيف وستكون درجة الحرارة أعلى من خمسة وأربعين درجة سيليزية

سأسأل: هل هناك حافلات حقيقية مكيفة بالفعل؟!!

وزارة النقل,وشرطة جنوب الباطنة بقيادتها ومركزي بركاء والمصنعة

هم وحدهم يعرفون كل شي عن تقاطع السوادي والسبب في عدم اغلاقه؟

الحكاية لا يعرف تفاصيلها سواهم,ربما حتّى مالك وخميس العلوي يعرفون عنها..

لن أتحدث عن من نهب من أراضي السوادي ومن استغل استثناءات الوزراء الفاسدين ومن ألحّ ومن أمّه خدمت الوطن أكثر من أمهاتنا..

لن أتحدث عن أقدام لطخت رمال السوداي واقتطعت لها من الأراضي وباعت من وراء حجاب عن طريق سماسرتهم

لن أسأل لماذا يقوم عضو مجلس شورى لأحد ولايات مسقط بأعمال السمسرة لرفاقه ولبعض الوزراء ولرجال اعمال خليجين , ليس من شأني, هو تاجر ..هكذا ولد ..او هكذا أصبح..ورث مالا من جده أو من أبوه ..أو أمطرت السماء عليه ريالات في ليلة القدر..

تخيّلوا في شهور الصيف الملتهبة في ساعات الظهر يجول في حارات السوادي بحثا عن أراضي!

ليس من شأني ما دامت لديه أموال ولديه هواية السمسرة!

نعم في فترة غلاء اسعار الاراضي كانت السوداي قد أصبحت أرضا خصبة للسماسرة من أذرع الوزراء والوكلاء الذين كانوا يملأون حارات السوادي ويدفعون مبالغ ضخمة من أجل الظفر بهذه الأراضي خاصة إذا ما علمنا ان منطقة السوداي هي منطقة سياحية وينتهي شارعها الملتوي بشاطىء وجزر ولها من المقومات السياحية ما يتعطش لها الكثيرين

ربما يعرف مالك –بصفته وزير سابق للإسكان- ورفاقه وخميس العلوي ورفاقه أن السوادي تحتضن مشروع المدينة الزرقاء الذي توقف منذ أربعة أشهر لأسباب تتعلق بعدم توفر السيولة -هكذا يقال- وأن المستثمر البحريني تكبّد خسائر طائلة - رواية ثانية- وأن المشروع تأثر بالأزمة المالية العالمية!-رواية ثالثة-, وقد تخفيض رواتب العمانيين وترحيل الآسيويين وبقي الأتراك وحدهم قبل أن تقوم الشركة بتسريح جميع العاملين فيه من كل الجنسيات وترحل هي.!

الشركة التركية هي الرابح الأكبر..لإن موظفيها حتى عمالها وأقول عمالها كانوا يجنون رواتب باهضة جدا

أحد العمال الأتراك قال لي بلغة عربية مكسرة: عندكم خير كتير!

أجل لإنك تستلم أكثر من خمسمائة ريال

والمسؤول يقبض ألف أو يزيد و قد صرف له بدل تدخين! ويمرون علينا كل صباح بسيارت جديدة و أصبح لهم يخوت وصرفت لهم الشركة بطاقات ائتمان

شاهدتها بنفسي كمنحة اضافية!

قال لي أحد العاملين من ابناء وطني: الأتراك أتوا للسياحة مع قليل من العمل!

ليس من شأني طالما أن الشركة قد قبضت ما قبضت

في حين كان العامل العماني والسائق العماني يحصل على 200 ريال و300 ريال وهو يعمل لفترتين في اعمال شاقة.

انتهى كل شي .. و إن كان قد تم الانتهاء من بعض الانشاءات ضمن المرحلة الأولى.

بعدها كانت السوادي على موعد مع حدث آخر وهو أن الطريق البحري أو الساحلي لن يمر عبر الساحل -طبيعي من اسمه أن يكون بمحاذاة الساحل!- وأن الأرض هناك سياحية ولها مستقبل لذا سينحرف مسار الطريق بإتجاه بيوت البسطاء..سيقطعها

سيخلق تغييرا ديموغرافيا بسيطا! بعكس ما سيحدث في باقي ولايات الباطنة..

الطريق الساحلي -والذي رصفت اجزاء منه بالفعل-سيمر امام بيتنا لكن ما يسمى بــ"الحرم" سيكون في الواجهة وهذا "الحرم" ليس مجرد شارع خدمات ولا محطة بترول إنما بنايات شاهقة ومراكز تجارية وأشياء أخرى ستحقق مردودا يغطي قيمة الطريق.

لن أكون سعيدا لإن جيراننا سيرحلون إلى مكان آخر ..

أخيراَ: هذه التدوينة كتبتها على عجل

وأضيف: أنا ضد أي اعتصام يقطع شارعا أو مخربين يحرقون مبنى حكوميا أو يحرقون مركزا تجاريا

من حقي كمواطن أن أجد الشارع الذي أصل فيه إلى مقر عملي بسهولة ويسر..

أن أجد الأمن في بلد الأمان..

ليعود خط الباطنة كما كان..لتكن بلدتي السوادي التي ولدت فيها وأعيش فيها وأنا الآن منها أمارس فعل التدوين واتنفس هواء عمان بعد اشراقة الشمس الثانية-لتكن استراحة لهم ومزارا لا ذكرى بؤس تسببت في يوم ما في مضاعفة ألم مريض أو تأخير موظف عن عمل ينتظره هناك مراجعين أو أسقاط جنين - وما اغلى الاجنة في بلدي هذه الأيام -أو تأخير طلبة مدرسة كانوا يحلمون بيوم دراسي جميل يبدأونه بطابور يرددون فيه السلام الوطني وأعينهم بإتجاه العلم وهو يرفرف وينهونه بدعاء الله ان يحفظ لعمان سلطانها.

المسؤولين عني في عملي:احترمكم كثيرا

جربتموني في عملي وكنت على حسن ظنكم وأكثر من ذلك وأنتم أكثر من تعلمون كفاءتي .. عملي هناك معكم.



[B]حاسبوني على عملي فحسب..سائلوني إن قصرّت أو ضيّعت.[/B]

[B]لا تغلبوا مصالحكم الشخصية على مصالح الوطن

هذه المدونة هي وطني ولن يمنعني أحد من التدوين عن أي شي في هذا الوطن

صفحة رؤوس الفساد يجب طويها ..رحلوا غير مأسوف عليهم

بإنتظار محاسبتهم قبل أن يحاسبهم رب العالمين

شكرا لعمان أنها أنجبت قابوس

[/B]






المصدر : النوارس لا تحلّق بعيداً