جزء من أسرار مقتل عدي وقصي صدام حسين 00

    • جزء من أسرار مقتل عدي وقصي صدام حسين 00

      جزء من أسرار مقتل عدي وقصي صدام حسين 00

      (لنا الحق أن لا نبوح بمصدر معلوماتنا، خصوصا وأن الأمر في غاية الدقة والحرص)

      أن مقتل الشقيقين (عدي وقصي صدام حسين) والغير مأسوف عليهما، لم يكن مجرد أخبار ثم هرع القوات الأمريكية الى مكان تواجدهما، ثم الأصرار على قتلهما وليس أسرهما. القضية أكبر من ذلك، لقد أعطت القوات الأمريكية وبعد الأتفاق مع ضباط من الحرس الجمهوري في الخامس من نيسان الماضي (الذين هم الآن في أمريكا) أن تترك الأرض مفتوحة خصوصا في أتجاه (سوريا) كي يتاح لبقية أفراد الحكم التوجه في هذا الأتجاه، لتوريط سوريا في حالة عبورهم اليها من جهة، ولحصر من يهرب من القادة العراقيين في مثلث أرضي تعرفه القوات الأمريكية سلفا، ويكون تحت الحراسة ليل نهار، وتلك الحراسة لم تكن تقليدية بل فيها أعلى درجات السرية، والتفوق التكنلوجي.........لقد شرع الأمريكان قبل أسابيع في بناء (قرية أستخبارات) شمالي الموصل، ويقابله نفس الشيء في بغداد وتحديدا في (حي السعدون) على الضفة الشرقية من دجلة.وأن هذه القرية الاستخبارية في شمالي الموصل على أرتباط مهم مع محطة التجسس الألكتروني الأمريكية في جنوب تركيا، ويبدو كان من ثمار عملها هو تتبع عملية وصول (قصي وعدي) الى بيت الشيخ (محمد نواف الزيدان) والذي كان ضابطا في المخابرات العراقية /قسم الشؤون الأقتصادية والتجارية، ومن المحسوبين على (قصي صدام).
      لقد كان ( نواف الزيدان) يستضيف في بيته والدة عدي وقصي ( ساجدة طلفاح وبناتها) منذ الأيام الأولى لهروبهما من بغداد، وكان الأمريكان على علم بهذا، أما (قصي وعدي) فكانا يختبئان في مزارع في ( الراشدية) تابعة لأقارب وزير الاعلام السابق ( لطيف أنصيف جاسم)، وفي بيت في (الحبيبية) القريبة من ( مدينة الصدر) الشيعية في بغداد لكي يكون مكانا غير متوقع، لكن عند القبض على ( نصيف جاسم) هرب الأخوين عدي وقصي صوب مدينة (ديالى) صعودا نحو مدينة (الموصل) وذلك كي لا يكشف (نصيف جاسم مكان تواجدهما) فلم يبقى أمامهما الا اللجوء الى بيت ( محمد الزيدان)...هنا تبادلوا معه التفاوض عبر وسطاء من (حماية قصي)، لكي يتم أستضافتهما، ومن ثم ترتيب لقاءهما مع والدتهم، وترتيب أمر هروبهم الى تركيا أوسوريا، وتم تسليم الشيخ الزيدان ( ح مليئة بالدولارات) حسب قول المصدر، لتكون كمقدمة للعملية، ولكنه أشترط عليهم هم من يقوم بعملية أيصال نفسيهما الى الدار، لأنه يحس أنه تحت المراقبة الأمريكية، وفعلا تم كل شيء وتم أيصال (عدي) أولا الى منطقة قريبة من الدار، وبعدها ( تم أيصال قصي وولده مصطفى)، ثم دخلا الدار، وأجتمع الشمل مع ( والدتيهما)، هنا بدأت المسرحية البوليسية.


      عملية الأرهاق من تصرفات عدي
      لقد سأم الشيخ (محمد الزيدان) من طلبات وأوامر (عدي) حسب قول المصدر، حيث أخذ عدي يمارس دور صاحب البيت، والآمر الناهي، ناهيك عن الشجارات التي كانت تحصل داخل البيت والتي كان سببها (عدي)، وتهديده للشيخ (الزيدان) بالقتل عدة مرات، أو تهديده لقتل الجميع، في هذه الأثناء نسجت الخيوط بين الشيخ (الزيدان والأمريكان)، حيث طلب منهم أن يجدوا حلا (لزوجة وبنات صدام) لأنه غير مستعد لأستضافتهما، وطلب منهم أن تتم مفاتحة الأمارات العربية، وأبن عم صدام السيد (عز الدين المجيد) المقيم في لندن، والمتواجد في الأمارات منذ فترة، كي يجد طريقة لعملية خروج (ساجده وبناتها) الى الأمارات، وأوعد الأمريكان أن يقوم بعمل يهز العالم أن ساعدوه في ذلك. وفعلا تمت مفاتحة العائلة فوافقت (ساجدة وبناتها) لكن الرفض كان من عدي مشترطا الذهاب معهم، ولم تفلح المفاوضات، الا عندما جاء (مبعوث من الحكومة الأماراتية وبترتيب مع الأمريكان على مايبدو/ حسب قول المصدر) ليتفاوض مع عدي وقصي ويوعدهم خيرا، وعلى مايبدو كان (المبعوث الاماراتي يقصد ذلك ولم يكن ضمن اللعبة)، وفعلا تمت عملية ترحيل (ساجدة وبناتها)، وهنا تشتبك القصة ويكون لها رأسين حسب قول المصدر:
      الأول: يحتملون أن (عز الدين المجيد) والذي يطلب عدي وقصي ثأرا حيث عدي وقصي من أمر ب( قتل زوجته وأولاده الأربعة) يوم مقتل( حسين وصدام كامل ووالديهما) في واقعة السيدية في بغداد، اثناء أنشقاقهما عن الرئيس العراقي واللجوء الى عمان عام 1995، وقرار عودتهما الى العراق، ليلقوا حذفهما بقرار من صدام حسين وعدي وقصي وعلي حسن المجيد، ويبدو هناك تنسيق بين (عز الدين والزيدان) وقسم يزيد على ذلك (أن عز الدين متفق مع الامريكان على خروج العائلة، وبعض المقربين مقابل رأس عدي وقصي، وأن الأمارات ليس المحطة الأخيرة، بل سيتم ترحيل المجموعة الى أمريكا، ومعهم الكثيرين).
      الثاني: قسم يحتمل أن الشيخ (الزيدان) هو الذي نسّق مع الأمريكان، انتقاما لمقتل (أخيه وأولاد عمومته) من قبل صدام حسين، ولكي يستلم المكافأة، والهروب من العراق الى الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد حصل على ما أراد، ناهيك أنه أستولى على ما يحمله (عدي وقصي)، ولم يقم (الزيدان) بمهمته حتى اطمأن أن عائلته دخلت تركيا وفي طريقها الى أمريكا (حسب قول المصدر).



      اللعبة السياسية وتوقيتها
      لم يكن توقيت العملية أعتباطا، خصوصا بعد أن نشطت المقاومة العراقية ضد الأمريكان، وملاحظة تدني معنويات القوات الأمريكية داخل العراق، بل جاءت العملية لتسبق سفر ( بول بريمر) الى الولايات المتحدة الأمريكية بقليل، وهذا الأخير هو المختص ( بالأرهاب) والمخرج لعملية تصفية (قصي وعدي) لتكون نتائجها في صالحه الشخصي، وصالح الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لصالحه الشخصي ( كسب ود الرئيس الأمريكي، وأثنى عليه، بل أزاده من الصلاحيات، علما كان مهدد بالتبديل)، أما لصالح القوات الأمريكية فهي جاءت في توقيت سليم حيث رفعت من معنويات الجنود الأمريكان في العراق، ورفعت صوت وزير الدفاع (رامسفيلد) والذي خفت صوته أخيرا نتيجة ضربات المقاومة العراقية، ولكنه عاد منتشيا، ومتكلما أمام عدسات الصحفيين،ومن الجانب الآخر أستفاد المحافظون، والرئيس الأمريكي ( بوش الأبن) من العملية في أرتفاع بورصة الأصوات لصالح الرئيس، خصوصا بعد أن شهدت أنخفاضا في الأسابيع الماضية، وهذا الأنخفاض أقلق الجمهوريين كثيرا خصوصا وأنهم على أبواب الأنتخابات الرئاسية عام 2004.أما قرار قتلهما (عدي وقصي) وليس أسرهما، هو قرار سيتم تطبيقة بحق (صدام حسين) أيضا، حيث الولايات المتحدة الأمريكية تعرف أن محاكمة هؤلاء، وبعدهما ( صدام حسين) نفسه ستكون محاكمة لأمريكا نفسها، لأن هؤلاء، وصدام سوف يكشفون أسرارا ستكون سببا في أسقاط عروش كثيرة، كون صدام حسين جاء بقطار أمريكي، وكون صدام يعرف أسرار المنطقة (المعقدة)، فعملية تصفيته قادمة لا محاله مع قرب (الانتخابات الأمريكية) لكي يضمن الرئيس الأمريكي فوزه لفترة رئاسة جديدة، ومن ثم سيتخلص من وجع الراس الذي ستسببه محاكمة صدام حسين ورموزه. وأن الأمريكان يعرفون جيدا أن صدام يتحرك في منطقة داخل العراق، وتحت رصد الأمريكان، حيث أنها محصورة بين الموصل وتركيا (على أمتداد جبال حمرين)، وما العملية الا مجرد وقت فقط، لحين أقتراب الأنتخابات الأمريكية.


      سمير عبيد/ كاتب وسياسي عراقي