بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...آما بعد
إخواني في الله أخواتي في الله سؤال بسيط ينبغي أن يسأله كل منا نفسه هل أنا أفضل أم الهدهد؟
لماذا هذه المقارنة؟ ولماذا الهدهد بالذات؟
تعالوا نتعرف على الإجابة.
قال أحد علماء المسلمين وهو أبو معاذ الرازي:"ويل لمن كان الهدهد خير منه فكيف يبلغ الهدهد التوحيد وأنت ما بلغته".
متى وكيف بلغ الهدهد التوحيد؟
يحكي المولى عز وجل لنا في سياق قصة سليمان عليه الصلاة والسلام لما غاب الهدهد عن الجيش وتوعده سليمان عليه الصلاة والسلام بالذبح إذا لم يأتي بسلطان مبين.
وجاء الهدهد ومعه أسباب الهداية لأمة كاملة فماذا قال.
يقول تعالى:" فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سبأ بنبأ يَقِينٍ*إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ*وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ*أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ*اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"سورة النمل
فها هو الهدهد ينكر على أمة من البشر شركها بالله وهو ذلك الطير الصغير غير المكلف لكنه يمتلك فطرة سليمة دنسها البشر بالضلالات والشرك.
روى أبو داود في سننه
- حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تَنَاتَجُ الإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ قَالَ « اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ».
الفطرة إذن نحن شركاء فيها مع الدواب والبهائم لكن منا من انتكست عنده الفطرة وترك الهدف الأساسي الذي من أجله خلقنا وهو توحيد الله وعبادته ونشر هذا التوحيد بين الناس وجعله هو الهدف الأسمى في حياتنا وانظر إلى سلف الصالح رضوان الله عليهم لما فهموا هذا المعنى ماذا فعلوا وماذا قالوا.
هاهو عقبة بن نافع يخاطب المحيط"والله لو أعلم أن ورآك من لا يعبد الله لخضتك بفرسي هذا"أو كما قال.
وهذا ربعي بن عامر يقول "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"
ولما كانت الأمة هدفها نشر الدعوة سادت على جميع الأمم وقهرت كل الدول حتى أنه في "عام92 ه "بداء فتوحات الأندلس بجيش قدره اثنا عشر ألف مقاتل وفي "عام 95ه "كان الخليفة يسك العملة الإسلامية في تلك البلاد بعد أن استتب له الأمر في بلاد الأندلس.الأندلس ذلك المجد الذي أضعناه يوم أن تركنا الدعوة إلى الله ,يوم أن تركنا الجهاد في سبيل الله,يوم أن تركنا صلاة الجماعة وتركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استبدلنا كل ذلك بتقليد سافر فاضح لكل ما يأتي من الغرب استبدلناه بالقنوات الداعرة حتى صار البعض منا أسمى أهدافه فتاة أو مبارة أو أغنية.
وماذا كانت النتيجة؟
ذل لا يعلمه إلا الله ودعوات ترفع إلى فاطر السماوات ولا تستجاب ديار استبيحت نساء رملت أطفال يتمت ومازلنا في سبات عميق ونسينا أو تجاهلنا إننا نحن السبب يقول تعالى:" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
الحل بين أيدينا ولا زال هناك مجال للتصحيح.
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أخبرني حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِىُّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ إِسْحَاقَ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِىِّ - أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-" يَقُول إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
ُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حدثني أَبِى حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأنصاري قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِقُرَيْش ٍ « إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لاَ يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ حَتَّى تُحْدِثُوا أَعْمَالاً فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ ».
فهل آن لنا أن ننزع هذا الذل عن أنفسنا ونتوب إلى الله توبة صادقة نصوح ونسأل أنفسنا هل نحن خير أم الهدهد؟
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...آما بعد
إخواني في الله أخواتي في الله سؤال بسيط ينبغي أن يسأله كل منا نفسه هل أنا أفضل أم الهدهد؟
لماذا هذه المقارنة؟ ولماذا الهدهد بالذات؟
تعالوا نتعرف على الإجابة.
قال أحد علماء المسلمين وهو أبو معاذ الرازي:"ويل لمن كان الهدهد خير منه فكيف يبلغ الهدهد التوحيد وأنت ما بلغته".
متى وكيف بلغ الهدهد التوحيد؟
يحكي المولى عز وجل لنا في سياق قصة سليمان عليه الصلاة والسلام لما غاب الهدهد عن الجيش وتوعده سليمان عليه الصلاة والسلام بالذبح إذا لم يأتي بسلطان مبين.
وجاء الهدهد ومعه أسباب الهداية لأمة كاملة فماذا قال.
يقول تعالى:" فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سبأ بنبأ يَقِينٍ*إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ*وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ*أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ*اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"سورة النمل
فها هو الهدهد ينكر على أمة من البشر شركها بالله وهو ذلك الطير الصغير غير المكلف لكنه يمتلك فطرة سليمة دنسها البشر بالضلالات والشرك.
روى أبو داود في سننه
- حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تَنَاتَجُ الإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ قَالَ « اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ».
الفطرة إذن نحن شركاء فيها مع الدواب والبهائم لكن منا من انتكست عنده الفطرة وترك الهدف الأساسي الذي من أجله خلقنا وهو توحيد الله وعبادته ونشر هذا التوحيد بين الناس وجعله هو الهدف الأسمى في حياتنا وانظر إلى سلف الصالح رضوان الله عليهم لما فهموا هذا المعنى ماذا فعلوا وماذا قالوا.
هاهو عقبة بن نافع يخاطب المحيط"والله لو أعلم أن ورآك من لا يعبد الله لخضتك بفرسي هذا"أو كما قال.
وهذا ربعي بن عامر يقول "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"
ولما كانت الأمة هدفها نشر الدعوة سادت على جميع الأمم وقهرت كل الدول حتى أنه في "عام92 ه "بداء فتوحات الأندلس بجيش قدره اثنا عشر ألف مقاتل وفي "عام 95ه "كان الخليفة يسك العملة الإسلامية في تلك البلاد بعد أن استتب له الأمر في بلاد الأندلس.الأندلس ذلك المجد الذي أضعناه يوم أن تركنا الدعوة إلى الله ,يوم أن تركنا الجهاد في سبيل الله,يوم أن تركنا صلاة الجماعة وتركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استبدلنا كل ذلك بتقليد سافر فاضح لكل ما يأتي من الغرب استبدلناه بالقنوات الداعرة حتى صار البعض منا أسمى أهدافه فتاة أو مبارة أو أغنية.
وماذا كانت النتيجة؟
ذل لا يعلمه إلا الله ودعوات ترفع إلى فاطر السماوات ولا تستجاب ديار استبيحت نساء رملت أطفال يتمت ومازلنا في سبات عميق ونسينا أو تجاهلنا إننا نحن السبب يقول تعالى:" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
الحل بين أيدينا ولا زال هناك مجال للتصحيح.
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أخبرني حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِىُّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ إِسْحَاقَ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِىِّ - أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-" يَقُول إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
ُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حدثني أَبِى حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأنصاري قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِقُرَيْش ٍ « إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لاَ يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ حَتَّى تُحْدِثُوا أَعْمَالاً فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ ».
فهل آن لنا أن ننزع هذا الذل عن أنفسنا ونتوب إلى الله توبة صادقة نصوح ونسأل أنفسنا هل نحن خير أم الهدهد؟
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ