نعم يعود فشكول لمناقشة بعض ما يشاهده من أفلام لا سيما فلم مثل The Adjustment Bureau الذي يناقش جدلية القضاء والقدر، رغم أن المشاهد المسلم قد ينتابه بعض الضيق من إغراقه في الجدل بصورة تشبه الكوميديا الإلهية، ولكن في إعتباري أن الفلم يثير نقاط كثيرة يجب على الإنسان مهما كانت ديانته النظر إليها بتمعن وأن يخرج خارج حدود الصندوق ..





شخصياً، أخبرني المفنجل عن هذا الفلم، وكان ذلك في إتصال هاتفي، آثر أن يتحفني به قبل أن أخلد للنوم فجر يوم أمس الإثنين في حدود الساعة الثانية فجراً وكأني إحدى محبوباته، وليقول لي أن الفلم سيأخذ عقلي، حسناً، كان قراراً حكيماً أني قررت مشاهدته لوحدي، لا سيما أن الفلم من النوع الذي من الممكن أن يطلق عليه "الذوق الصعب" خخخخ، يعني بالمفيد أني لا أنصحكم أن تأخذوا اي من أصدقائكم لمشاهدته، لأنكم قد تسأمون من الفلم إن لم تكن مثل هذه المواضيع تستهويكم، ولا أعتقد أنكم ستحبون أنفسكم كثيراً عندما يملئ الضجر من أتيتم به رغبة منكم في مشاركة سهرة لفلم جميل.





ما هي حدود خياراتنا في الحياة؟ أو إلى أي مدى يمكننا إختيار ما نريد ؟! أو إلى أي مدى نملك السلطة في إختيار ما نريد؟ هل بالفعل أن بعض الأمور تحدث صدفة، وبعضها الآخر يحدث وفق مخطط كوني دقيق لا بد لنا من السير عليه شئنا أم أبينا؟! هل العوائق في حياتنا هي إختبار؟ مصيبة؟ أم ماذا بالضبط؟!





قد لا تكون جدلية مثمرة في الحقيقة، أي ليس أنه ربما قد يكون هذا الأمر من باب أنه يسع جهله، يمكننا الحياة بل وأن نغرق فيها دون أن نسأل أنفسنا مثل هذه التساؤلات على الإطلاق، ولكن قد يفيدنا عندما ننظر لبعص الإمور ببعض العمق، أمورٌ مثل النجاح والفشل، الربح والخسارة، الشبع والجوع .. الخ، قد يساعدنا ذلك في تخطي عائق او مصاعب عندما نفهم التحدي بشكل واضح، قد نتغلب على الفشل عندما نعلم أنه بوسعنا إختيار النجاح، أو عندما نعلم أنه باستطاعتنا التغلب على الخسارة وتحقيق الربح .. الخ !





كما يقول المفنجل، فإن الفلم يناسب اولئك المصابين بجنون العظمة، ولكن الذين لا يملكون أياً من مسوغاتها على الإطلاق، يعني خسوف بس يحسبوا عمارهم فاهمين، مثل فشكول تماماً، ولكن لا بأس كذلك أن تحضر الفلم عندما يكون في صدرك مساحة رحبة للإطلاع على تجارب الآخرين ورؤية أفكارهم بغض النظر عن ما تؤمن به أو ما تصدقه ..








الهي العظيم، أنوب إليك، وقد أسرفت ظلم نفسي ذنوباً، واستصغرت عظيمها وأسرفت بصغيرها، إلا أن عظيم رحمتك تسعني، فارفق بي يا أرحم الراحمين، واهدني سبل الحق واعني على طاعتك، ويسر لي أمري كله .. أستغفر الله.





مصدر الصورة *