من تعليم المنازل حتى التعليم الحر - جديد عبدالله المهيري

    • من تعليم المنازل حتى التعليم الحر - جديد عبدالله المهيري

      في الماضي كنت أتحدث عن التعليم المنزلي على أنه شيء واحد، مصطلح واحد يضم كل أنواع التعليم غير المدرسي ولذلك أظن أنني بحاجة للحديث عن أنواع التعليم المنزلي ولو باختصار لتوضيح الفروق بينها.

      تعلييم المنازل: سمعت هذا المصطلح أول مرة في الإعدادية عندما كنا ننتظر دخول أول امتحان لنا في نهاية العام، رأيت طالباً لم أره من قبل في المدرسة وسمعت من طلاب آخرين أنه طالب تعليم منازل، هذا يعني أنه طالب ملتحق بالمدرسة لكنه يدرس في المنزل ويمكنه حضور بعض الحصص إن شاء لكي يفهم ما لم يفهمه بنفسه من الكتب، بمعنى آخر نفس التعليم ونفس المناهج.

      التعليم المنزلي: كثير من الأسر تمارس دور المدرسة في البيت، هناك مواد ومناهج وحصص وأهداف، هناك غرفة ما في البيت تخصص لهذه المدرسة، ربما المطبخ أو غرفة المعيشة، هناك دوام يبدأ وينتهي، قد تكون الموادة مختلفة، قد تكون الكتب مختلفة، الأمر يعتمد على ظروف الأسرة وثقافتها، فمثلاً أسرة تعيش في مزرعة تبعد مئات الكيلومترات عن أقرب مدرسة قد تعلم أبنائها مواد عن الزراعة لكي يكمل الأبناء العمل في المزرعة، أسرة متدينة تعيش في دولة تعليمها الرسمي علماني قد ترغب في تعليم الدين لأبنائها.

      هذا التعليم قانوني وغير قانوني بحسب البلدان، هو قانوني في أمريكا وبريطانيا وغير قانوني في ألمانيا وتركيا وفي بعض البلدان لم تحدد الحكومات موقفها من هذا النوع من التعليم، عندما يكون هذا التعليم قانونياً فهذا يعني أنه معترف به وله شهادات أو توضع له وسائل لتحديد مستويات طلاب التعليم المنزلي، وهناك كثير من الجامعات تقبل بطلاب التعليم المنزلي بل وتفضلهم على غيرهم.

      لكن التعليم المنزلي ليس محدداً بالصورة التي ذكرتها سابقاً، بعض الأسر تضع قيوداً أقل على التعليم فهناك من لا يحدد وقتاً للتعليم بل يجعل اليوم كله للتعلم، وهناك من لا يحدد كل المنهج بل يجعله مرناً بحسب الظروف ويجعل بعض المواد أساسية، هناك من يحدد أهدافاً للتعليم ولا تهم وسائل تحقيق هذه الأهداف، فإن وضع مثلاً هدف تعلم أساسيات الحساب ستستخدم الأسرة كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف دون تحديد وقت معين لإنجازه.

      التعليم الحر: هذه ترجمتي لكلمة unschooling، هو تعليم حر تماماً من أي قيود، هناك أناس يرون أننا تعلمنا المشي والكلام بدون مدرسة فلم لا يمكننا تعلم أشياء أخرى بدون مدرسة؟ هذا النوع من التعليم لا يحدد أهدافاً أو وسائل أو مناهج أو توقيتاً لأي شيء بل يترك الطفل يتعلم بنفسه ما يشاء، الشيء الوحيد الذي يفعله من يتبع هذا الأسلوب من التعليم هو توفير بيئة غنية تزداد فيها فرص التعلم الذاتي، فاللعب نوع من التعليم والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، تولي المسؤولية نوع من التعليم، العمل مؤقتاً نوع من التعليم، التعليم الحر يشجع الاكتشاف والفضول وإيجاد دافع ذاتي لتعلم أي شيء.

      بطبيعة الحال هناك أنواع مختلفة من التعليم الحر بحسب ظروف كل أسرة.

      هذا وصف بسيط لأنواع التعليم المنزلي، وفي رأيي التعليم الحر هو ما يجب أن تمارسه كل أسرة سواء كان الأبناء في المدرسة أم لا، من مسؤولية الأسرة أن تزرع حب التعلم في أبنائها وتوفر لهم فرص التعلم من الحياة، لكن أظن أن الأسر ستجد صعوبة في فعل ذلك مع وجود التعليم الرسمي المدرسي الذي يستهلك طاقة الطالب وربما يستهلك أكثر من ذلك.




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions