يتحدثون عن الحق لتبرير الباطل..! أخبار الشبيبة

    • يتحدثون عن الحق لتبرير الباطل..! أخبار الشبيبة

      عبدالله عباس

      حال "الكلمة" - ككثير من الأشياء في حياة البشرية - سلاح ذوحدين، بل أن "الكلمة" أخطر الأشياء في الحياة اذا أمكن استعمالها أو صياغتها باتجاه يوحي أنها منطلقة من خدمة العدالة والحق، ولكن يقصد من أطلقها تجسيد الظلم كهدف، ويمكن من هنا جاء القول لتحذير الانسان: (وإنما الاعمال بالنياتِ) لنكون واعين وان ننظر ونقيم الكلام في ضوء النتائج، وليس من خلال سماع جمل مصاغة بصياغة مؤثرة على العاطفة، وحتى على العقل أحياناً رغم أهمية هذا الجانب عند سماعنا أو قراءتنا لأية كلمة.

      هذا ما شعرت به عند قراءتي لمقال كتبه أحد (النخب ) من الذين أشرنا إليهم في مقالنا (النخبة الأمريكية تقرر مصير الأمة..) ويظهر أنه من المعجبين بسياسات الغرب عموماً وأمريكا تحديداً لحد تخريب معاني العدالة والحق.. ويوجه كلام العتاب لحد إتهام أهله (العرب والإسلام ) بشكل شبه مطلق بـ(الغباء) و(السطحية) و(الجهل) و(التخلف) و(القبلية) في حين وببساطة يمكن أن تختار وبالملموس ملايين من أهل الغرب وخارج "ديننا وأرضنا في العالم الإسلامي" نماذج لهم نفس الصفات (الغباء) و(السطحية) و(التخلف) وحتى (القبلية والمذهبية).

      وترى بالملايين من الغرب من لم يعرف شيئاً ملموساً عن العالم الإسلامي، ديناً وحضارةً، وانسانا، ومع ذلك لهم موقف عدواني تجاه الإسلام، ويعتبرونه سبباً لكل المشاكل العالم..

      وفي كلتا الحالتين ترى أن من يعمل لإدامة الظاهرتين هو مركز القوى المتنفذة، مع فارق انه في الغرب هناك من يقودهم، وأيضاً بالملايين، استطاعوا أن ينظموا امورهم اليومية ومعيشتهم الآنية والمستقبلية، ويبنوا بناءً أساسيا لنظام حياتي من كافة وجوهه، بناءً مسؤولاً ومحصنناً.

      كل ذلك بدون وجود تعارض من خلال هذه الضمانات لمجتمعاتهم وطموحات الهيمنة باتجاه خارج الغرب، بحيث أصبح صورة أمام العين المجردة وتأثيراتها على المدى المنظور، ترى مجتمعاتهم كما هي أنظمتهم في مستوى من الوعي والإدراك مغطياً كل جهل قواعد الناس ومخفيا بينهم من يعيشون في المجاري والفضلات لا تعيش فيها حيواناتهم الأليفة خوفاً من محاسبتهم من قبل جمعيات الرفق بالحيوان...!

      والفارق الآخر هو أن من يقودون الناس في الجانب الآخر من العالم الذي يسمونه في الغرب [عالم الجنوب] وفيه العرب والمسلمون، ولأنهم من إفرازات أفكار الغرب مع الفارق في كيفية تمسكهم بمقاليد الحكم، لذا يرى العالم ظاهرة الجهل المفروض والمتعمد أساساً يطوف امام عيون العالم مع أن مظهر من يرعاهم في آخر مستوى مظاهر الوعي والمنسجمين مع حضارة العصر آخر إنسجام..

      بدأ الكاتب (الغربي الهوى) كلمته برواية [نكتة] تقول: " أن مواطناً إسرائيلياً غير عادته بدأ الانتظام في قراءة الصحف المصرية بدلاً من نظيرتها الإسرائيلية، وعندما استفسر منه أحد أصدقائه المقربين مستغرباً هذا السلوك، رد عليه قائلاً: كل ما تقع عليه عيناي في صحفنا الإسرائيلية هو أخبار غير سارة، أما الصحف المصرية فتذكر باستمرار أننا شعب غير عادي، وأننا اليهود نحكم ونسيطر على العالم، والأهم أننا نخطط لكل مصائبهم ونحن مسؤولون عنها".

      ويأتي هذا الأخ الذي حجز موقعا لنفسه في عالم الشمال مستهزءاً بعالم الجنوب بمثال على عظمة الدولة العبرية نشر في مجلة آيكونوميست يقول: أن الدولة العبرية (قوة تكنولوجية كبرى وأن سكانها هم الأول في نسبة تأسيس الشركات التكنولوجية الجديدة start up واستشهدت المجلة بأسطورة جامعة هارفارد في مجال إدارة الأعمال مايكل بورتر الذي كتب منذ عقدين من الزمان كتاباً كبيراً بلغ عدد صفحاته 855 عن المزايا التنافسية للدول ولم يكن حظ إسرائيل فيه سوى عدد صغير من الأسطر أما الآن فهناك مكتبة كاملة بعشرات الكتب والدوريات عن المزايا التنافسية لإسرائيل وعن تفاصيل معجزتها التكنولوجية)..

      إن كاتب الموضوع يقفز فوق كل حقائق التاريخ والأحداث ويقدم بشكل ساخر واقع (قراءة الناس) و(تصوير بعض حكام المنطقة) لقاعدتهم الشعبية دون أن يشعر القارئ بإنتماء الكاتب لمجتمعه وجذوره التاريخية، حيث يسخر تماماً كما يسخر أصدقاؤه في الدولة العبرية وراعيهم القوي أمريكا عندما يتحدث ويقول: "فقد حبا الله إسرائيل بجار أو عدو غارق في ظلمات التخلف وللأسف امتد هذا التخلف للعديد من المنابر التي تقود الرأي العام وتساهم في تشكل فهم أطفالنا وشبابنا للعالم الذي نحيا فيه وبدلاً من البحث الحقيقي عن أسباب تخلفنا وتراجعنا بين الأمم ما زال الكثيرون يختارون الطريق السهل بإلقاء كل الأسباب والمبررات على القوى الخارجية"..

      إن من يحمل بذور الإنتماء الحقيقي وبصدق لمجتمعه ويقرأ متغيرات العصر من منطلق الحرص على هذا الانتماء ولصالحها، لا بد أن يعرف كيف تم غرق أهله في ظلمات التخلف ولا بد أن يؤشر ليتذكر هذا الجيل، جيل العيش في صخب التعقيدات والمتغيرات الخطيرة في حياته، أنه ومنذ نهاية الحرب العالمية الاولى وبداية مرحلة تقسيم غنائم الحرب بين الاقوياء، يتم وبشكل منظم وبذكاء متميز تخطيط لضمان مستلزمات منع ظهور القوة ينافسهم على مغانم في المناطق المغلوبة على أمرها بعد نصر الحلفاء، أو تحاول النهوض بهدف الإنتقام على فعلتهم في تفكيك وتقسيم الأرض والأهل والمنطقة بعد استعمارهم ، فكان إستجابة البحث عن الوطن البديل أحد أهم ركائز هذا المخطط ليكون منفذاً لتخدير أهل المنطقة.

      وجاء النازيون، وهم نسخة أخرى أو وجه آخر لنفس أفكار واطماع المنتصرين في الحرب العالمية الأولى مع فارق الاعتماد المعلن على العنصرية وروح الانتقام لتحقيق الاهداف، فغباء زعيم النازيين (هتلر) مع وجود دعوة الحركة الصهيونية العالمية (لإعادة اليهود إلى ارض الميعاد..!) أوجد لهم فرصة ذهبية لاكمال مشروعهم، لذا لم يترددوا لاكمال جريمتهم من خلال تشريد شعب كامل من أرضه وزرع اخطر دولة استيطانية في التاريخ والعمل على تقويتها بشتى الوسائل ونشر الرعب في المنطقة من خلال الدعاية عن (بعبع اليهودي) الخطر على العرب والإسلام وتغذية المكر الصهيوني بأنهم شعب مسكين يتآمر العرب والإسلام لرميهم في البحر وأن كل ما يفعله هؤلاء المساكين هو من أجل البقاء ليس إلا...! وأكمل المشروع نشر التخويف والتخوين والقلق المستمر في المنطقة من قبل الغرب من خلال دعم منظم للحكام المختارين في المنطقة يتكلمون كثيراَ ويعملون قليلاَ، مع استمرار حملات الدعاية لانهيار المعنويات وانعدام الثقة بين أهل المنطقة والعمل المنظم لمنع اية شخصية قوية ووطنية يدعو الناس للتوحد واستقلال الإرادة ليبقى الاكثرية غارقاً في ظلمات الجهل والأهم ظلمات عدم الشعور بالمسؤولية.... إذاً في ضوء نظرة منطقية للأمور كان من المفروض هذا السيد الشرقي إنتماء والغربي الهوى يقول: أن أهم ماتتميز به شعوب منطقتنا هو ذلك الجار المستوطن زرع كداء خبيث ليس له أية مستلزمات شرعية ليكون مرتكزاً لعمل لتنفيذ سياسة الغرب في الهيمنة وإبقاء شعوب العرب والإسلام في هذه المنطقة تحديداً غارقاً في الظلمات التخلف.

      وكما أشرنا في البداية أنه خلف أضواء العولمة وظواهر العصرالحديث في الطرف الآخر من العالم المسمى بالشمال باستطاعتنا أن نكشف الملايين من الأغبياء لا يستوعبون كل ما يجري حولهم من الأمور وهم فئة تحت رحمة المهيمنين الذين يعرفونَ كيف يسيرونهم.

      ان الغرب الذي يعتبر كثيراً من شعائر الاسلام وشعوب الشرق ظواهر التخلف، لايرى في تجمع العلماء والذين أوصلو الدولة العبرية لتكون لها مكتبة كاملة بعشرات الكتب والدوريات عن المزايا التنافسية لدولتهم وعن تفاصيل معجزتها التكنولوجية، لا يرى تجمع هؤلاء العلماء العولمة وعصر التكنولوجيا أمام ما يسمى بحائط المبكى ويبكون ويسجدون لتراب والاحجار ويعتبرون ان تاريخهم وأخلاقهم وخرافاتهم مدفونة تحتها لا يرونه ظاهرة تخلف وظلال بل يدفعهم ذلك الى مزيد من محو حقائق التاريخ عن مدينة القدس وأهلها وحضارتها ومن بناها.

      إن صلاح الدين الأيوبي الكردي إنتماء والإسلامي فكراً وموقفاً وإرادة عندما حرر القدس وهزم ريتشارد قلب الأسد الاتي من الغرب لنفس الاسباب التي أتت بهم وهم منتصرون بعد الحرب العالمية الاولى، لم تكن المنطقة وأهلها كلهم من العباقرة بل حتى كثير ممن بيدهم أمور الرعية ماكانوا موحدين، ولكن كان للرجل إرادة وكان هناك من حوله من يفهمون معاني ما في إرادته.

      والذين واجهوا صلاح الدين أيضاً استوعبوا أن له إرادة يقاوم ولايساوم، لذلك رأيناهم عندما وصل أحد جنرالاتهم الشريرين الى قبر صلاح الدين قال بكل صلافة: ها قد عدنا يا صلاح الدين.

      إن الغرب ورغم علمه بأن ظاهر الحال الآن في المنطقة غرق في الظلمات، ولكنهم مرعوبون من دواخلهم، من عودة أصحاب الإرادة الحرة، بالأخص في هذه المرحلة التي نراها كلنا مرحلة الصحوة ولها كثير من المعاني أولها خوف الغرب من نتائجها والله أعلم.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions