مسقط - ش

يعد مختبر بحوث الفاكهة أحد المختبرات التابعة لمركز بحوث الإنتاج النباتي بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ويضم هذا المختبر (4) باحثين من حملة الماجستير والبكالوريوس بالإضافة إلى فنيين من حملة الدبلوم العالي ويشتمل المختبر على معدات وأجهزة متطورة لإنجاز المهام المنوطة به. حاولنا الوقوف عن قرب على هذا الموضوع من خلال لقائنا رئيس مختبر بحوث الفاكهة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية المهندس خير بن طوير البوسعيدي.

* المهام

تحدث المهندس خير البوسعيدي في بداية حوارنا معه عن مهام مختبر بحوث الفاكهة فقال: يمكننا القول إن المهمة الأساسية للمختبر تتمثل في إجراء البحوث والدراسات التطبيقية لتطوير زراعة وإنتاج محاصيل الفاكهة بالسلطنة لتعظيم العائد الاقتصادي منها من جانب ولتحقيق نسب أعلى من معدلات الاكتفاء الذاتي من جانب آخر ويتأتى ذلك من خلال: إدخال وتقييم أنواع وأصناف محاصيل الفاكهة المستوردة لدراسة مدى ملاءمتها لظروف السلطنة وانتخاب أفضل أنواع وأصناف الفاكهة المحلية والعمل على تطويرها. كما أن للمختبر دورا بارزا في دراسة أنسب طرق إكثار محاصيل الفاكهة تحت ظروف السلطنة والعمل على تحديد أنسب العمليات الزراعية اللازمة لمحاصيل الفاكهة المختلفة، إلى جانب دراسة أهم المعوقات والمشكلات التي تواجه إنتاجية وديمومة محاصيل الفاكهة المختلفة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة للتغلب عليها ودراسة تأثيرالإجهادات البيئية وبخاصة الملوحة على نمو وإنتاجية محاصيل الفاكهة كذلك يحرص المختبر على إجراء الدراسات المختلفة المتعلقة بمداولات ما قبل وبعد الحصاد لمحاصيل الفاكهة المختلفة.

* دراسات منفذة

وعن الدراسات التي نفذها مختبر بحوث الفاكهة قال المهندس خير البوسعيدي: في هذا الصدد نفذنا دراسات عديدة تصب جميعها في قالب واحد هو النهوض والارتقاء بالقطاع الزراعي بشكل فعال وحرص المختبر كل الحرص على إجراء البحوث التطبيقة والمسوحات الميدانية لدراسة وتقييم أنواع وأصناف الفاكهة المحلية والمستوردة مثل الحمضيات بأنواعها المختلفة والمانجو والموز والليمون والسفرجل والجوافة والعنب والتين.. إلخ بمناطق السلطنة المختلفة وإيجاد حزم التوصيات الفنية اللازمة بالإضافة إلى حفظ وصيانة الموارد الوراثية النباتية لأهم أنواع وأصناف الفاكهة المختلفة في بنوك وراثية حقلية مع مراعاة الميزة النسبية لكل منطقة بهدف حمايتها من التدهور والحفاظ عليها كمصدر لأمهات الأشجار والأغراض البحثية الأخرى ودراسة أفضل الطرق الملائمة لإكثار محاصيل الفاكهة بما يتناسب وظروف السلطنة.

* نتائج

تطرق خير البوسعيدي فيما بعد للحديث عن أبرز نتائج الدراسات والبرامج البحثية التي قام مختبر بحوث الفاكهة بتنفيذها فقال: يمكننا أن نستخلص أهم النتائج التي تمخضت عن بعض الدراسات التي تم تنفيذها ومنها: نظراً للتباين المناخي والبيئي لمناطق السلطنة الزراعية خلصت نتائج الدراسات المنفذة بها إلى أن أصناف البرتقال الباين أبل والبرتقال البلدي والبرتقال روبي أحمر والجريب فروت والليمون يوريكا أثبتت نجاحهما تحت ظروف المنطقة الداخلية في حين كان البرتقال هاملن والجريب فروت واليوسفي كينو والبرتقال الفالنشيا أكثر تفوقاً تحت ظروف منطقة الباطنة، أما فيما يتعلق بالشرقية فقد ثبت أن الليمون الحلو (السفرجل) وأصناف الليمون الاضاليا واليوريكا والليمونيرا هما الأفضل تحت تلك الظروف. وقد وصلت إنتاجية أصناف البرتقال إلى 8 أطنان/ فدان والجريب فروت إلى 7 أطنان/ فدان والليمون اليوريكا إلى 9 أطنان/ فدان في حين وصلت إنتاجية صنف اليوسفي كينو إلى 11 طنا/ فدان. ولقد تم العمل على إكثار شتلات هذه الأصناف بمشاتل الوزارة وتوزيعها على المزارعين عبر مراكز التنمية الزراعية المنتشرة بمناطق السلطنة المختلفة.

* إكثار كمي ونوعي للفاكهة

دراسة أخرى قمنا بها حول طرق الإكثار الخضري لمحاصيل الفاكهة ومن النتائج التي توصلنا إليها فيما يتعلق بهذا الجانب أن التطعيم القمي والجانبي وبالعين هما الأنسب لمحاصيل الحمضيات خلال أشهر الخريف والربيع. والإكثار القمي بالنسبة لمحصول المانجو وبالتالي سيسهم ذلك في زيادة الإكثار الكمي والنوعي لمختلف محاصيل الفاكهة المتأقلمة تحت ظروف السلطنة وتوزيعها للمزارعين.

* تنوع وراثي لمحاصيل الفاكهة

ولم يغفل مختبر بحوث الفاكهة عن الحفاظ على التنوع الوراثي لمختلف محاصيل الفاكهة بالسلطنة لذا فقد تم إنشاء بنوك وراثية لمعظم أنواع الحمضيات والمانجو في كل من محطات البحوث الزراعية التابعة للوزارة في كل من جماح والكامل وصحار ومحافظة ظفار وفي هذا الصدد تم إنشاء بنك حقلي لأصناف الموز بمحافظة ظفار يضم أكثر من 30 صنفا، وأوضح لنا البوسعيدي أن الإجهادات البيئية يمكن أن نعدها حجر عثرة وقد تعوق تطوير زراعة الحمضيات في السلطنة ولكننا وضعنا هذا في عين الاعتبار، وتم إنجاز العديد من الدراسات منها على سبيل المثال لا الحصر فيما يخص مجال تلوين ثمار البرتقال الذي يعاني عدم تلوين ثمار البرتقال باللون البرتقالي المعتاد بالرغم من اكتمال النمو والنضج الفسيولوجي للثمار تم التغلب على هذه الإشكالية باستخدام هرمون الاثريل بتركيز 3000 جزء في المليون وذلك برشة على الثمار وإحداث التلوين المطلوب.

وفيما يتعلق بدرجات الحرارة العالية وتأثيرها على إصابة الثمار بلفحة الشمس وتقليل القيمة التسويقية لها فقد تم التوصل إلى أن رش الثمار بكربونات الكالسيوم بتركيز 5% وهي ما زالت على الأشجار تؤدي إلى تقليل نسبة الضرر على الثمار الناجم من تعرضها لأشعة الشمس المباشرة.

* تجديد نمو وحيوية المحاصيل

وأشار المهندس خير إلى أن مختبر بحوث الفاكهة لم يألُ جهدا للحد من تأثير مرض مكنسة العجوز على أشجار الليمون العُماني وقد انتهجت وزارة الزراعة والثروة السمكية آلية معينة تتمثل في إنتاج الليمون بطريقة البذرة حيث تبين أن إكثار الليمون بالبذرة يعطي أشجار مطابقة لصفات الشجرة الأم إلى حد كبير من حيث النمو والإثمار وتكون الشتلة خالية من مرض مكنسة العجوز حتى خروجها من المشتل وتوزيعها على المزارعين لذا فقد تمكنت مشاتل الوزارة من إنتاج ما يقارب من 30 ألف شتلة سنوياً.

أما في مجال إنتاج أصناف حمضيات أخرى خالية من الأمراض الفيروسية فقد تم مؤخراً تبني استخدام تقنية زراعة الأنسجة باستخدام طريقة Style) culture) عبر مختبر الزراعة النسيجية بجماح وجارٍ متابعة ذلك.

أما بالنسبة لمحاصيل الفاكهة متساقطة الأوراق فقد تم إدخال العديد من أصناف العنب والزيتون والخوخ والمشمش والتين وغيرها من المحاصيل التي تجود بالمناطق الجبلية وتم مؤخراً إنشاء بنك وراثي بمزرعة سيح العلعلان بنيابة الجبل الأخضر يضم أغلب أنواع وأصناف محاصيل فاكهة المناطق ذات الحرارة المعتدلة.

* تطوير محاصيل الفاكهة المحلية

وعرج البوسعيدي في سياق حديثه عن الدراسات على تطوير محاصيل الفاكهة المحلية فقال: لقد تم إجراء مسوحات لدراسة محاصيل الليمون العُماني والسفرجل بمختلف مناطق السلطنة وتوثيقها وإثبات الملكية الفكرية لها والعمل جارٍ لاستكمال بقية المحاصيل وتم تجميع وتصنيف أكثر من 30 سلالة من سلالات المانجو المحلية من مختلف المناطق الزراعية وذلك بزراعتها بالبنك الوراثي بصحار والعمل جارٍ في استكمال بقية السلالات.

* التطلعات المستقبلية

ختم المهندس خير البوسعيدي حديثه عن التطلعات المستقبلية التي يسعى مختبر بحوث الفاكهة لتحقيقها فقال: أود التأكيد أن المختبر قطع شوطا كبيرا فيما يتعلق بالبحوث والدراسات التي أجراها في الفترة الماضية وعلينا أن نتوسع في الآمال والطموحات من أجل أن نستطيع تحقيق ما نصبو إليه ارتقاء ونهوض بالقطاع الزراعي ونحن نسعى جاهدين تحقيق مبدأ التوسع الرأسي في إنتاج محاصيل الفاكهة بالسلطنة والذي يعتمد على زيادة الإنتاج في وحدة المساحة وذلك عبر دراسة وتطبيق أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات زراعية في مجال زراعة وإكثار محاصيل الفاكهة إلى جانب إيجاد المزيد من أصناف الفاكهة المختلفة التي تمتاز بالجودة والإنتاجية العالية ومقاومة للآفات الزراعية والإجهادات البيئية المختلفة وبالتالي تعظيم العائد الاقتصادي منها.

* إضافة أخيرة

وأضاف في ختام اللقاء معه قائلا: إن إجراء مزيد من الدراسات حول مداولات ما قبل وبعد الحصاد لمختلف محاصيل الفاكهة يعد رافدا مهما لزيادة القيمة المضافة لهذه المحاصيل، كما أن إدخال أنظمة الري الحديثة في زراعات الموز يعد ذا أولوية قصوى لترشيد استهلاك المياه ورفع كفاءة استخدامه، كما نتطلع مستقبلاً أيضاً إلى إنتاج بعض محاصيل الفاكهة المختلفة بطريقة عضوية عبر استخدام طرق وأساليب ومستلزمات إنتاجية صديقة للبيئة.

أكثر...