:: قـصاصـات دفتـري المهتريء ::

يـا إلهي ..
كيف يكون لذاكرة مليئة بالفجوات القدرة على استيعـاب همّـاً آخر ..!
وكيف لي القدرة على ترميم ما يتسـاقط منها في كل مرة ..!
وكيف سيكون منظر ذلك القلب الذي من كثرة الثقوب بـات يشبه جداراً أصابته رصاصات حرب ضروس ..!
\
يـا إلهي ..
كيف يتحول حـالنا من عسر إلى يسر ونحن في كل ليلـة وفي وجود من نحب نوآري في مقبرة الذآكرة همـاً قتله وجودهم
وشيعنــاه إلى غير عودة ونحن مبتسمين .. وكأننـا نعشق تناقض الأمور ..!
أن نبتسم وفي أكتـافنا نحمل نعش الأمنيــات السـابقة ..!
وفي نفس اللحظـات يولدُ فرحٌ غض لا قوة له بعد ..
نغذيه مع الأيام بالأمـل أنه سيكبر ليكون عكـازاً نتوكأ عليه ذآت انتكـاسة ..!
\
يـا إلهي .. هرم القلب من الإنتظـار وكثرة إنتكـاستنــا
ولم يكن الفرح بـاراً بنـا .. بل مـارس فينـا عقوقـاً لا طـاقة لقلوبنـا به ..!
فهـل نبكي على الأمنيـات التي شيعنـاهـا بـ فرحٍ أم على الأمل الذي ربتنـا عليه لـ يكبر ..!!
\
يـا إلهي ..
إن جـاء إلينـا من نحب ورآنــا في حضرة وجوده نرتدي الفرح ثوبـاً فضفـاضـاً
ونحمـل في أيدينـا شيئـاً منه ، وشيئـاً من حبه
وقـال بـ فم يملؤه اليقين .. إني رآحـل إلى غير عـودة
فـلا تجعـلوا الإنتظـار طريقـاً يوصلكم إليّ فـإني نويت أن أتطهر من الخطيئة التي سـاقتني إليكم
ماذا ترى سنجيبه ..!!؟
وماذا سيكون رده علينـا وهو يحملنـا كـ ذنبٍ يقترفه كلمـا يمم قلبه لنـا ..!

وان كان للنسيان أرجل ..
ف الذي يزورني دائماً ما يأتي مبتور الأطراف
لكي لا يحمل معه أي شيء يخصني ..!

اشهد أنّ الموت حق ..!
والحياة حق ..
والوجع الذي ينهشني كلما أفِلَ النسيان عني حق ..
وأن الحب حق ..
والخيبة التي تمشط أنفاسي حق ..
والرحيل الكبير الذي ألبسه ويلفظني حق ..
وأنكِ أجمل من رأت عيني ..
وأحن من نزل قلبي ..
وأكرم من أنزلني في شراينه .. وحملني كما تحمل أنثى صغيرها الوحيد وتعبر به لجة ماء ..
وأقسى من خطفه الموت عني ..
وأعمق من سبر أغوار روحي ..
وأعلى من تسلق أحلامي ..
وأثقل من حمّلني الحب أياماً ..
وأخف من عاتبني وقت كسري ..

أشهد أني أحبكِ كما لم يحب مخلوق مخلوقاً آخر ..
وأشهد أني أهمس للنوم كلما أراد أن يخطفني " ليتك تجودُ بها هنا "

أعلم أن الحرف نزفٌ دائم ..
وأن الفرح خط نهاية لم أصله بعد ..!

يحدث أن أكذب ..
أن أدّعي زهواً أن قميصي الملطخ احمراراً ودماً ليس إلا قبلٌ ملتهبةٌ تحمل أثار شفتيكِ ..

وأن السواد الذي اختلط مع البياض ليس سوى أثار كحل عينيكِ وأنت تبكين على صدري ..!

يحدث أن أقول أنكِ لستِ حبيبتي ..
وأنكِ آخر اهتمامات كاتب بسيط مثلي ..
يحدث أن أكتب لساعاتٍ طوال حكاية لا تكونين البطلة الأولى والوحيدة فيها ..
وألا امنحكِ حق الحياة في كامل فصولها ..
وأن أرديكِ قتيلة من الفصل الأول للحكاية ..!

يحدث أن أقول أنك تطاردينني كما تطارد عاصفة هوجاء ريشة طائر عابر سقطت دون اهتمام ، وأني كلما ازداد جنونكِ ، ازداد حبي للهرب منكِ

يحدث أن اضع نقطة اخيرة ويتيمة في آخر العمر
وأكتب ان ما كتب أعلاه كذب وافتراء ..
وأنكِ اكسيد حياتي ، الذي لا غنى عنه ..!