نواكشوط ـ أحمد ولد سيدي

ترفض النساء في موريتانيا بشدة ما يعرف محليا بـ "أظيار" الذي هو تعدد للزوجات اذ لا ترضى الموريتانية بأن تشاركها أخرى مهما كانت في زوجها، بل تعتبر المرأة أن ارتباط زوجها بأخرى هو مجرد اعتراف لها هي بالتخلي عنها، كما أن الزوجة الأولى وقت علمها بخبر "أظيار" تعتبر أن الزوج احتقرها حيث ارتبط بعلاقة سرية مع أخرى دون أن يكون هناك اتفاق بينهما وذلك ماهو مرفوض.

ولكي يتمكن الرجل من الزواج في موريتانيا بأكثر من واحدة عليه أن يتزوجها سراً، وهو الحل الوحيد للزواج بأكثر من واحدة ويتم الزواج السري عندما يتمكن الرجل من الحصول على من توافقه على ذلك وإن كان الحصول عليها غير سهل لأن من تتزوج سرياً هي: إما مطلقة سبق وأن تزوجت، أو أرملة وهذه الأخيرة يتعبرها الرجال مجرد عالة عليهم، لكن هذه الشريحة من النساء هي التي تتخذ من الزواج السري ضمانا أساسيا للحصول على زوج أو شريك حياة.

التغلب على العادة..

وتقول فاطمة إحدى المطلقات الموريتانيات أن الزواج بأكثر من واحدة عادة سيئة لدى بعض الرجال ومن عرف منهم برغبته في الزواج بأكثر من واحدة يصبح غير مرغوباً فيه من قبل النساء اللواتي ما زلن محافظات على العادات والتقاليد الموريتانية بنسبة عالية.

ويعرف الزواج بأكثر من واحد محليا بـ "إظيار" وهي عبارة محلية قديمة تعني الزواج بعدة زوجات، خديجة احدى الموريتانيات اللواتي يرين أنه لا ضير من زواج الرجل بأخرى طالما أنه يعدل بينهما، وخديجة التي تزوجت من رجل له زوجة أخرى، تعيش في العاصمة بينما تعيش الزوجة الأخرى خارج العاصمة، وتقول: "زوجي يحرص على أن يكون عادلاً معنا ولا يرضي واحدة منا على حساب الأخرى وأنا لا أرى من زواج الرجل بأكثر من احدة سوى أنه اتباع للعرف والدين" .

وتنتشر ظاهرة الزواج السري في موريتانيا بشكل كبير بعدما لجأت بعض النساء إلى الزواج برجال متزوجين من أخريات وأبقين الأمر سراً بينهن وبين الزوج دون أن تكون الزوجة الأخرى التي ترفض الأمر جملة وتفصيلا على علم بذلك. وتضيف فاطو التي تسكن في أحد الأحياء الشعبية في العاصمة الموريتانية نواكشوط إن احدى قريباتها متزوجة من رجل سراً بعد أن طلقها زوجها الأول وأن الأخير تزوج عليها بعد أن قالت له أنها توافقه على ذلك.

أكثر...