عبدالله عباس
لا مكسب من التغيير ولا ضمان للتحرير من أسر السيطرة الخارجية من دون نجاح مسبق في إعادة بناء الذات وتحقيق التحرير الداخلي
قبل عام تساءلنا في موضوع تحت عنوان (الخوف من التغيير..والقناعة بالجمود..!): لماذا تسير محاولات التغيير في بلداننا بخطوات ثقيلة ومملة لا تنسجم مع رغبة الأكثرية؟ وبذلك لا تنسجم مع العصر ومتطلبات الحياة والعلاقات بين الناس ومن يعدون أنفسهم بيدهم الحل والربط ويقودوننا نحو الغد، الغد الذي من المفروض أن يكون أكثر إشراقاً.
وها نحن نعيش مرحلة هبوب عاصفة التغيير في أكثر من موقع ضمن هذه المنطقة التي كانت ولا تزال أخطر منطقة في عالم الجنوب خاصةً وعلى الكرة الأرضية عامة، وفي المراحل السابقة، حتى عندما كان يحصل التغيير لا يلامس عمق الأحداث أو الأنظمة او حياة الناس ولا يتعدى انقلابا من فوق وبعد ايام معدودة ترجع الأمور، كل الأمور، كما كانت.
ولنأخذ العراق مثالاً،.. فبعد الانقلاب العسكري في العام 1958 الذي أعطى القائمين به وعودا كثيرة لضمان غدٍ أفضل للعراقيين بعد إسقاط النظام الذي (ولحدّ الآن) وفي بيانات الاحزاب السياسية يوصف بـ(الرجعية والعميلة) لم ينفذ الانقلابيون 10 % من الوعود، فشنوا حرباً شرسة، في إقليم الشمال ضد الأكراد بعد التراجع عن البند الثالث من الدستور المؤقت الذي يتضمن الشراكة بين القوميتين العربية والكردية في العراق في الحقوق والواجبات الوطنية، وأفرزت تلك الحرب انقلابات دموية ومعارك داخلية وبعدها الحروب الإقليمية العنيفة التي أضعفت العراق بشكل أصبح فريسة سهلة للاحتلال الأجنبي الذي سيعاني من تأثيراته سنوات طويلة.
وما حصل في العراق في تعامل غير مسؤول مع الآخر ومع الواقع التنوع ضمن القاعدة الشعبية، كان له المثال في كثير من البلدان الأخرى في المنطقة العربية، مع أن كل القوميات غير العربية المتعايشة معهم ضمن حدود بعض الدول العربية لم يكونوا في تاريخهم ضد الطموحات القومية العربية المشروعة؛ ومرد ذلك إلى أن اكثريتهم منتمون الى الدين الإسلامي،.. وهذه الصفة فرضت عليهم الموقف الأخلاقي أن يكونوا الى جانب طموحات الأمة العربية المشروعة، بل اكثر من ذلك ان المنتمين من الناحية الدينية لغير الاسلام والمتعايشين مع العرب في بعض البلدان (المسيحيين) مثلا.. ليست في سجلهم التاريخي مواقف مسيئة تعود بالضرر الى القضايا المصيرية للأمة العربية بل العكس هو الصحيح تماما فهم قدّموا الكثير لصالح بناء الحضارة العربية والاسلامية.
مع ذلك والعالم دخل العقد الاول نحو الألفية الثالثة لم نر موقفا ايجابيا من الحركات ذات الطابع القومي تتخذ موقفا ينسجم مع تطورات العصر في التعامل مع الآخر وحتى القومية الكردية في العراق التي مع انه من الواضح ان الموقف السلبي تجاه حقوق الاخرين يعود بالإساءة على تاريخ العرب والإسلام ويستغلها اعداء هذه الأمة وأكثر من ذلك ان اضطهادهم والوقوف بوجه تحقيق حقوقهم المشروعة كلف تلك الدول بلايين من المبالغ لو صرفت في مشاريع التنمية والبناء لأنقذت الناس من كثير من المشاكل كالجوع والفقر والتخلف وظاهرة البحث عن عمل، مع انه وكما قلنا في البداية عندما تقوم بقراءة تاريخ هولاء الاقوام الموصوفين بـ(الاقلية مع ان بعضهم في بعض الدول ليسوا بالاقلية من ناحية الوصف القومي: التاريخ، اللغة، الارض) نقول لا تقرأ في تاريخهم ما يسيء الى الطموحات القومية العربية ناهيك الاسلام بل ان سجلهم الاسلامي يؤكد انهم لا يقلون اخلاصا من العرب في بناء وخدمة الحضارة الاسلامية.
نتطرق لهذا الموضوع لنؤشر الى ان هذه ظاهرة (عدم الاعتراف بالآخر حتى في الانتماء القومي) اخطر ثغرة مستغلة ضد القضايا المصيرية للامة العربية لان الجهات القومية وحركاتها يعتبرون ان ما يسمى بالاقليات المتعايشة مع الامة العربية (توابع!) وهذه النظرة منبعثة من العصبية القومية واخطر ما في هذا الموقف ان المطالب المشروعة من تلك القوميات تتهم دائما بـ(المحاولات التآمرية ضد الامة) كأنهم يدعون الاعداء الامة (تعالوا استفادوا من هذه الثغرة!) من العجب ان بعض التيارات القومية رغم ادعائات انطلاقهم من عمق التاريخ لايستفيدون من التاريخ نفسه الذي يدعون الاعتزاز به، كل الشواهد تؤكد ان الاسلام الذي نزل رسالة على النبي العربي (محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم) وكتابه المقدس القرآن الكريم نزل باللغة العربية تؤكد بشكل لاغبار عليه على ضرورة احترام خصوصيات الانسان في انتمائه العرقي وموقف الدولة الاسلامية بدأة من الخلفاء الراشدين وتعاملهم المتفتح مع القوميات غير العربية وحتى الاديان السماوية الاخرى كان تعاملا حضاريا وانسانيا واعيا منسجما تماما مع المبادئ الاسلامية وما كان يتردد بعض خلفاء المسلمين في اختيار بعض كوادر العمل في الدولة الاسلامية وفي المواقع الحساسة من المنتمين للديانات السماوية الاخرى والغريب ان هذا الاسلوب الحضاري المتفتح البعيد عن الحساسية والتعصب العرقي والبعيد عن عقدة التآمر انتقل الى الغرب وغاب عن الشرق الاسلامي عموما وعند الحركات القومية العربية خصوصا لماذا لايخاف الامريكيون من وصول المواطن ذي الجذور الافريقية او أي ارض او عرق غير امريكي الى اخطر موقع رسمي في الدولة ولكن في بعض بلداننا هناك الخوف والتردد الخطير من وصول المشارك والمضحي معنا من اجل البناء الى أي موقع للمسؤولية المهمة ان على الواعين في هذه الدول ان يفكروا بعمق ان الفشل في تطوير التعددية لتصبح سمة حضارية وليست قمعية تؤدي الى مزيد من الكوارث المؤذية للجميع ولكن العمل من اجل استحداث اطار سياسي ومنظم بالروح الوطنية والانتماء الاصيل يضمن لهذه التعددية حق التعايش والوجود على ارض واحدة، ومناسبة هذه الإشارات، ونحن نعيش مد التغيير الواسع، دعوة مخلصة للانتباه إلى ظاهرة التعددية ونحن نبني الاساس لمرحلة ما بعد التغيير، لكي لا يكون من نتائجه بقاء هاجس انقلاب عن الأهداف من التغيير الذي هو بناء جديد بمعنى الكلمة، ان المطلوب لكي يعطي التغيير ثماره ان لا يتوقف العمل الجدي لمسيرة الناس حتى تحقيق الهدف الاساس من التغيير، ولا يتم ذلك إلا بعد استكمال عملية تفكيك النظام الإقليمي شبه الاستعماري وإقامة نظام إقليمي جديد من صنع أبناء المنطقة وشعوبها، فلا مكسب من التغيير ولا ضمان للتحرير من أسر السيطرة الخارجية من دون نجاح مسبق في إعادة بناء الذات وتحقيق التحرير الداخلي.
علينا، أن نعي، أن من هو (خارج إرادتنا الوطنية) ينظر إلى مصالحه في هذه المرحلة التي انطلق فيها التغيير وينتظر الانظمة وليس رغبة الشعب وسلامة الوطن، ومطلوب أن نعي أيضاً أن الغرب عموماً والإدارة الأمريكية على وجه الخصوص، ومنذ بدء تيار التغيير بتحرك، يعملون لاستعادة زمام المبادرة لحماية قواعد نفوذهم أحد اختيارات الغرب النفخ في الطائفية والمذهبية وإحياء القبلية بحيث يصبح الخيار محدداً: فتنة دموية لا تنتهي.
أكثر...
لا مكسب من التغيير ولا ضمان للتحرير من أسر السيطرة الخارجية من دون نجاح مسبق في إعادة بناء الذات وتحقيق التحرير الداخلي
قبل عام تساءلنا في موضوع تحت عنوان (الخوف من التغيير..والقناعة بالجمود..!): لماذا تسير محاولات التغيير في بلداننا بخطوات ثقيلة ومملة لا تنسجم مع رغبة الأكثرية؟ وبذلك لا تنسجم مع العصر ومتطلبات الحياة والعلاقات بين الناس ومن يعدون أنفسهم بيدهم الحل والربط ويقودوننا نحو الغد، الغد الذي من المفروض أن يكون أكثر إشراقاً.
وها نحن نعيش مرحلة هبوب عاصفة التغيير في أكثر من موقع ضمن هذه المنطقة التي كانت ولا تزال أخطر منطقة في عالم الجنوب خاصةً وعلى الكرة الأرضية عامة، وفي المراحل السابقة، حتى عندما كان يحصل التغيير لا يلامس عمق الأحداث أو الأنظمة او حياة الناس ولا يتعدى انقلابا من فوق وبعد ايام معدودة ترجع الأمور، كل الأمور، كما كانت.
ولنأخذ العراق مثالاً،.. فبعد الانقلاب العسكري في العام 1958 الذي أعطى القائمين به وعودا كثيرة لضمان غدٍ أفضل للعراقيين بعد إسقاط النظام الذي (ولحدّ الآن) وفي بيانات الاحزاب السياسية يوصف بـ(الرجعية والعميلة) لم ينفذ الانقلابيون 10 % من الوعود، فشنوا حرباً شرسة، في إقليم الشمال ضد الأكراد بعد التراجع عن البند الثالث من الدستور المؤقت الذي يتضمن الشراكة بين القوميتين العربية والكردية في العراق في الحقوق والواجبات الوطنية، وأفرزت تلك الحرب انقلابات دموية ومعارك داخلية وبعدها الحروب الإقليمية العنيفة التي أضعفت العراق بشكل أصبح فريسة سهلة للاحتلال الأجنبي الذي سيعاني من تأثيراته سنوات طويلة.
وما حصل في العراق في تعامل غير مسؤول مع الآخر ومع الواقع التنوع ضمن القاعدة الشعبية، كان له المثال في كثير من البلدان الأخرى في المنطقة العربية، مع أن كل القوميات غير العربية المتعايشة معهم ضمن حدود بعض الدول العربية لم يكونوا في تاريخهم ضد الطموحات القومية العربية المشروعة؛ ومرد ذلك إلى أن اكثريتهم منتمون الى الدين الإسلامي،.. وهذه الصفة فرضت عليهم الموقف الأخلاقي أن يكونوا الى جانب طموحات الأمة العربية المشروعة، بل اكثر من ذلك ان المنتمين من الناحية الدينية لغير الاسلام والمتعايشين مع العرب في بعض البلدان (المسيحيين) مثلا.. ليست في سجلهم التاريخي مواقف مسيئة تعود بالضرر الى القضايا المصيرية للأمة العربية بل العكس هو الصحيح تماما فهم قدّموا الكثير لصالح بناء الحضارة العربية والاسلامية.
مع ذلك والعالم دخل العقد الاول نحو الألفية الثالثة لم نر موقفا ايجابيا من الحركات ذات الطابع القومي تتخذ موقفا ينسجم مع تطورات العصر في التعامل مع الآخر وحتى القومية الكردية في العراق التي مع انه من الواضح ان الموقف السلبي تجاه حقوق الاخرين يعود بالإساءة على تاريخ العرب والإسلام ويستغلها اعداء هذه الأمة وأكثر من ذلك ان اضطهادهم والوقوف بوجه تحقيق حقوقهم المشروعة كلف تلك الدول بلايين من المبالغ لو صرفت في مشاريع التنمية والبناء لأنقذت الناس من كثير من المشاكل كالجوع والفقر والتخلف وظاهرة البحث عن عمل، مع انه وكما قلنا في البداية عندما تقوم بقراءة تاريخ هولاء الاقوام الموصوفين بـ(الاقلية مع ان بعضهم في بعض الدول ليسوا بالاقلية من ناحية الوصف القومي: التاريخ، اللغة، الارض) نقول لا تقرأ في تاريخهم ما يسيء الى الطموحات القومية العربية ناهيك الاسلام بل ان سجلهم الاسلامي يؤكد انهم لا يقلون اخلاصا من العرب في بناء وخدمة الحضارة الاسلامية.
نتطرق لهذا الموضوع لنؤشر الى ان هذه ظاهرة (عدم الاعتراف بالآخر حتى في الانتماء القومي) اخطر ثغرة مستغلة ضد القضايا المصيرية للامة العربية لان الجهات القومية وحركاتها يعتبرون ان ما يسمى بالاقليات المتعايشة مع الامة العربية (توابع!) وهذه النظرة منبعثة من العصبية القومية واخطر ما في هذا الموقف ان المطالب المشروعة من تلك القوميات تتهم دائما بـ(المحاولات التآمرية ضد الامة) كأنهم يدعون الاعداء الامة (تعالوا استفادوا من هذه الثغرة!) من العجب ان بعض التيارات القومية رغم ادعائات انطلاقهم من عمق التاريخ لايستفيدون من التاريخ نفسه الذي يدعون الاعتزاز به، كل الشواهد تؤكد ان الاسلام الذي نزل رسالة على النبي العربي (محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم) وكتابه المقدس القرآن الكريم نزل باللغة العربية تؤكد بشكل لاغبار عليه على ضرورة احترام خصوصيات الانسان في انتمائه العرقي وموقف الدولة الاسلامية بدأة من الخلفاء الراشدين وتعاملهم المتفتح مع القوميات غير العربية وحتى الاديان السماوية الاخرى كان تعاملا حضاريا وانسانيا واعيا منسجما تماما مع المبادئ الاسلامية وما كان يتردد بعض خلفاء المسلمين في اختيار بعض كوادر العمل في الدولة الاسلامية وفي المواقع الحساسة من المنتمين للديانات السماوية الاخرى والغريب ان هذا الاسلوب الحضاري المتفتح البعيد عن الحساسية والتعصب العرقي والبعيد عن عقدة التآمر انتقل الى الغرب وغاب عن الشرق الاسلامي عموما وعند الحركات القومية العربية خصوصا لماذا لايخاف الامريكيون من وصول المواطن ذي الجذور الافريقية او أي ارض او عرق غير امريكي الى اخطر موقع رسمي في الدولة ولكن في بعض بلداننا هناك الخوف والتردد الخطير من وصول المشارك والمضحي معنا من اجل البناء الى أي موقع للمسؤولية المهمة ان على الواعين في هذه الدول ان يفكروا بعمق ان الفشل في تطوير التعددية لتصبح سمة حضارية وليست قمعية تؤدي الى مزيد من الكوارث المؤذية للجميع ولكن العمل من اجل استحداث اطار سياسي ومنظم بالروح الوطنية والانتماء الاصيل يضمن لهذه التعددية حق التعايش والوجود على ارض واحدة، ومناسبة هذه الإشارات، ونحن نعيش مد التغيير الواسع، دعوة مخلصة للانتباه إلى ظاهرة التعددية ونحن نبني الاساس لمرحلة ما بعد التغيير، لكي لا يكون من نتائجه بقاء هاجس انقلاب عن الأهداف من التغيير الذي هو بناء جديد بمعنى الكلمة، ان المطلوب لكي يعطي التغيير ثماره ان لا يتوقف العمل الجدي لمسيرة الناس حتى تحقيق الهدف الاساس من التغيير، ولا يتم ذلك إلا بعد استكمال عملية تفكيك النظام الإقليمي شبه الاستعماري وإقامة نظام إقليمي جديد من صنع أبناء المنطقة وشعوبها، فلا مكسب من التغيير ولا ضمان للتحرير من أسر السيطرة الخارجية من دون نجاح مسبق في إعادة بناء الذات وتحقيق التحرير الداخلي.
علينا، أن نعي، أن من هو (خارج إرادتنا الوطنية) ينظر إلى مصالحه في هذه المرحلة التي انطلق فيها التغيير وينتظر الانظمة وليس رغبة الشعب وسلامة الوطن، ومطلوب أن نعي أيضاً أن الغرب عموماً والإدارة الأمريكية على وجه الخصوص، ومنذ بدء تيار التغيير بتحرك، يعملون لاستعادة زمام المبادرة لحماية قواعد نفوذهم أحد اختيارات الغرب النفخ في الطائفية والمذهبية وإحياء القبلية بحيث يصبح الخيار محدداً: فتنة دموية لا تنتهي.
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions