الزيتون يعتب على الطبيعة جديد نبض التراب

    • الزيتون يعتب على الطبيعة جديد نبض التراب



      بخلت شجرة الزيتون هذا العام على المزارع الجنوبي،وكأنها ملّت وسئمت أهلها،فلم تعطه موسما يانعا، كما كل عام،فجاء موسم الزيت والزيتون شحيحا بسبب التغير المناخي وندرة الامطار، فالموسم لم يسجل سوى 25 بالمئة فقط من الانتاج، ما إنعكس خيبة أمل على وجوه المزارعين تارة واصحاب المعاصر طورا،المعاصر التي كان روادها ينتظرون بالطابور يومين للحصول على الزيت العالي الجودة، حجارة رحاها انتظرت حبات الزيتون،التي حضرت بكمية شحيحة عكس المتوقع،ومن دون زيت "خيبت الشجرة المباركة امالنا، كسد الموسم،وخرجنا من دون زيت"يقول الحاج أبو توفيق"ترانا نقف حائرين ماذا نفعل،ومن يعوض علينا،أضف الى " أن زيت الزيتون هذا العام لن يلبي حاجة السوق،أي أن التجار سوف يستغلون الأمر برفع أسعار الزيت مضاعفة"يقول الحاج أبو توفيق والحسرة تتأكل بين عينه وهو يهم بقطف حبات الزيتون.


      إذا موسم الزيتون هذا العام مني بخسائر كبيرة نتيجة للتغير المناخي وإرتفاع الحرارة وندرة الامطار،إذ كما يقول المزارعين "الزيتون يعشق المياه،ليدر زيتا،والا فان حبات الزيتون لن ترشح الزيت، الذي له فائدة كبرى على الجسد هو دواء للكثير من الامراض من هنا يؤكد المزارع أبو علي ضو" على اهمية عصر الزيتون بسرعة كي لا يتكون الاسيد داخله مما يحوله الى زيت غير صالح للاكل، لانه اذا "تأكسد" يفسد ويتحول الى زيت عادي وينتفي الفائدة منه ويتحول الى زيت يستخدم للصابون، ومن فوائد الزيت انه "مفيد للقلب والشراين والمسالك البولية والكلى وتنظيف المعدة ،يمنع السرطان عن الجسم اذا حفظ جيدا، يبعد الكولسترول عن الجسم،في فرنسا عمد احد الاطباء الى معالجة مرضاه بواسطة زيت الزيتون، اذ قام بوضع لائحة كبرى على مدخل عيادته كتب عليها فوائد الزيت وماذا يداوي الزيت مع البصل ومع الكزبر والثوم .


      تتأفف الحاجة مريم وهي تقطف زيتونها،"حبوب الزيتون "مجعدة"من دون زيت،فلا يكفينا تراجع الموسم،الا والطبيعة، فالنصبة التي كنت اقطف منها 60 كيلو لم تعطي 30 وربما اقل،ولكن من دون زيت، فكرمي انتج 180 كيلو هذا العام في حين وصل الى 250 كيلو العام الماضي،تتنهد ثم تتابع"المزارع يخسر كثيرا يتعذب ليقطف الزيتون وكون "غير حامل كتير"فانه يأخذ الكثير من الوقت لقطافه، حال الحاجة مريم حال فزارعي الزيتون في النبطية الذين يقفون عاجزين، "الموسم هذا العام تعرض لنكسة طبيعية ماذا فعلت وزارة الزراعة هل بادرت الى تقديم الدعم للمزارعين؟" يتساءل علي غير انه سرعان ما يقول""لم تقدم الدولة على اي خطوة في هذا المضمار، بل وجد المزارع نفسه وحيدا يتخبط في صراع كبير بين انتاجه الشحيح وغلاء الادوية واجرة اليد العاملة، ازاء هذا كله الدولة غائبة عن حماية مزارعي الزيتون ودعمهم بل احيانا تسمح باستيراد الزيت من الخارج، دون ان تعمد على دعم وحماية الانتاج المحلي.


      ارتفع كثيرا سعر الزيتون هذا العام،مقارنة مع العام الماضي ،فكيلو الزيتون البلدي للرص يبلغ 3500 في حين يبلغ كيلو الزيتون السوري 2000 ليرة ، دير ميماس الكيلو5000 في وقت بلغ سعره العام الماضي 3000 ليرة و2500


      ولا يغب عن البال ما للزيتون وزيته ما يعتب ابو محمد على الطبيعة الذي حصدت حبوب زيتون دون زيت،"تعب حول كامل من زراعة وفلاحة وتقليم اشجار الزيتون،ومعها اجرة اليد العاملة التي اصبحت كالبورصة في ارتفاع، اجرة يد العامل السوري تصل الى 30 الف ليرة في اليوم فيما لا تتجاوز اجرة اليد العامل اللبناني 25 الف ليرة،لا تفي تعب المزارع وجاءت الطبيعة لتزيد الوضع سوء" بحسرة يقول كلماته قبل أن ينشغل في قطاف الزيتون.


      يجلس محمد عطوي على كرسيه امام معصرته في النبطية الفوقا ينتظر قدوم المزارع بزيتونه من الحقل، انتظاره يطول قبل ان يأتي ابو محمد بزيتونه الاخضر،يستجمع نشاطه وينطلق للبدء برحلة عصر الزيتون الى زيت اخضر صاف،ينده محمد الى العامل داخل المعصرة لانزال اكياس الزيتون من "البيك اب" وتأبينها، لتبدأ بعدها الرحلة داخل المعصرة التقليدية، معصرة حجر وبد التي تعطي افضل جودة للزيتون وافضل طعمة ويفضله الناس لانتفاء الحرارة تعصر على البارد هذا ما يفيد به محمد، وهو يشعل سيجارته يقول تمر حبات الزيتون على طيار الورق لتنقيته من الاوراق ثم يتجه الى المغسل، يغسل بالهواء والمياه، ينتقل بعدها الى حجر رحى المعصرة (هو عبارة عن حجرين مبرومين) وبعد ان يمضي الزيتون 10 دقائق تحت رحمة الحجر يرشح معها الزيت، يخرج الى الفلاشة يكون العامل بانتظاره يقوم بفرشه على البد (عبارة عن صينية من خيطان بلاستكيكية)،يستف على العربة فوق بعضهم ويدخل للمكبس الذي يكون في انتظارهم، يضغط البد على 300 كيلو غرام بالسنتم،حينها يبدأ الزيت يرشح منها،يقول محمد هنا نحصل على الزيت والمياه، الذي يمرر الى الحوض الخاص، فيما يترك وسخه داخل البد، والمرحلة الاخيرة من رحلة الزيتون تكون الى الخزان ومنها الى المصفاة التي تفصل المياه والاوساخ عن الزيت الذي يذهب برحلته الاخيره الى الغالونات ويكون زيت زيتون مئة بالمئة عالي الجودة "زيت بكر ممتاز" هذا سعره 250 الف.


      هذه الرحلة الذي كان ينتظرها مئات المزارعين ،بالطابور امام اباب المعصرة، ليتحول عبرها زيتونهم الى زيت،غابت هذا العام فالموسم شحيحا، يقول عطوي ان "لا موسم زيتون هذا العام، معيدا السبب الى رداء الطقس والتغير المناخي وإرتفاع الحرارة وندرة الأمطار" ،"فبعد ان كان الموسم العام الماضي 60 بالمئة لم يتعدى هذا العام 15 بالمئة"هذا ما اشار اليه محمد ترحيني صاحب معصرة في كفرتبنيت، لافتا الى ان الانتاج لا يكفي الاستهلاك المحلي،هناك طلب كبير على الزيت ،ولا كمية تكفي السوق المحلي"، ويرى عطوي ان "هذا الامر سيؤدي" الى رفع سعر تنكة الزيت الى 225 الف داخل النبطية، وفي بعض المناطق قد تصل سعرها الى 250 الف ليرة،ويشير عطوي الى "تغيير المناخ خلال السنوات الثلاث الاخيرة ترك اثره على الزيتون، قبل ذلك كانت اكياس الزيتون تصل الى الشارع ، كنا نعمل 24 ساعة العام الماضي، اليوم نعمل 4 الى 5 ساعات ويلفت الى ان كل اربع كليو زيتون يعطي كيلو زيت.


      ويشير المهندس الزراعي قاسم حسن الى أن الدولة بعيدة كل البعد عن مزارعي الزيتون،فلا تقدم لهم يد العون ولا تساهم في تصريف الإنتاج،وإن تم تصريفه يتم بأسعار بخيسة وهذا الأمر قد يؤدي الى قيام المزارع بقص اشجار الزيتون عنده ليقي عائلته برد الشتاء بسبب الغلاء والحالة الاقتصادية المتردية.

      رنه جوني




      كل الأمل من قلب فقد الأمل







      المصدر نبض التراب


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions