القاعدة الأولى : الساكن و المحرك

وهى القاعدة الأم التي إذا انضبطت تنضبط بانضباطها القواعد الأخرى بل تنضبط كل أحكام التجويد و فحواها:
الأصل في الحرف السكون وتعرض له هيئات ثلاث تسمى الحركات وهى انضمام للشفتين وفتح للفم بالتباعد بين الفكين وانخفاض للمسافة بين الفكين
وقاعدة الساكن والمحرك تنقسم إلى شقين:




أولا : الساكن
السكون ضد الحركة سكن الشيء يسكن سكونا إذا ذهبت حركته وسكن بالمكان يسكن سكنى وسكونا أقام
فالحرف إذا سكن تذهب حركته ويقيم في مخرجه ولا يتعداه إلى غيره فحوى القاعدة .أن الفم يأخذ في حال السكون هيئة واحدة مع جميع الحروف لا فرق بين مفخم ومرقق والاختلاف يكون داخل تجويف الفم والحلق حيث يعترض عارض الهواء الخارج في عملية الزفير مولدا صوت الحرف ويكون مكان الاعتراض هو مخرج الحرف ويكون في ستة عشر موضعا** وهذا الاعتراض يتم بقرع عضوي النطق أي بالتصادم بينهما أو اقتراب المسافة بينهما إلا في حروف القلقة فيتم القرع والقلع أي التصادم والتباعد ولا علاقة للشفتين في نطق الحروف سواء المفخم أو المرقق أما ما يشاع بين القراء من أن المفخم تنضم فيه الشفتان والمرقق ترجع فيه الشفتان إلى الخلف فهذا ما أنزل الله به من سلطان وتغيير للسليقة العربية وتكلف للنطق مما يؤدى إلى الإمالة في المرقق والإشمام في المفخم ولكي ننطق بالساكن نأتي قبله بهمزة وصل مكسورة.


تعليق مهم : اشتهر على ألسنة المعاصرين أن التفخيم و الترقيق متعلقا بالشفتين قائلين ( القراءة ما بين ابتسامة و تكشيرة ) و هذا لعمري تغيير لسليقة العرب و لحن في نطق القرآن فالتفخيم و الترقيق صفتان عرضيتان ناتجتان عن صفتين ذاتيتن هما الاستعلاء و الانسفال فالاستعلاء هو استعلاء أقصى اللسان و لا علاقة له بالشفتين و الانسفال هو انسفال أقصى اللسان و لا دخل للشفتين فيه و آلية النطق بالتفخيم و الترقيق تكون كالتالي :
إذا ارتفع أقصى اللسان ضاقت المسافة بين أقصى اللسان و ما يحاذيه من الحنك الأعلى فينضغط الصوت و ينتشر في الفم و يمتلئ الفم بصداه فيسمن و يفخم
و إذا انسفل أقصى اللسن اتسعت المسافة بين أقصى اللسان و ما يحاذيه من الحنك الأعلى فلا ينضغط الصوت فلاينتشر في الفم و لا يمتلئ الفم بصداه فينحف و يرقق
و لذلك تجد من الأخطاء الشائعة في التفخم و الترقيق ما يلي :

ضم الشفتين في الحروف المفخمة مما يؤدي إلى الإشمام و هو إشراب الحرف الساكن المفخم شائبة الضم و كذلك الخلط و هو خلط حركة الكسر في المستعلي المكسور بالفتح وكذا اشمامه الضم
ضم الشدقين في الحروف المطبقة ظنا أن الإطباق يحتاج إلى ملء الفم بصوت الحرف مما يؤدي إلى انتفخاخ الشدقين
الإمالة في المرقق بسبب ارجاع الشفتين إلى الوراء كهيئة المتبسم **
و كذلك تسمع من هؤلاء المبالغين المتنطعين المتكلفين ألفاظا غربية تؤدي إلى تغيير السليقة العربية مثل : انفخ في حروف الصفير – ضم الشفتين في المفخم – ابتسم في المرقق – املء الشدقين بالهواء في المطبق و هذا كله لحن قبيح
و هؤلاء المتكلفون إذا سمعوا من يقرأ بالسليقة العربية غير متكلف قالوا عنه أنه لا يحسن الترقيق و التفخيم و يجعلونه لاحنا لحنا أكبر بل العكس هو اللاحن و رحم الله الجعبري حيث قال :

كم قارئ يرينك سمت مجود ما يعرف التحريك من إسكان
قد ظن تجويد القرآن تشدقاً وتمايلاً وتنفخ الودجـــان
فغدا يشد الحرف جاهد نفسه ويمـــد مرتعداً أخا إثخان
فالنكـر في ترتيله وإذا أتـى بالحدر لم يسمع سوى أرنـان
فأنف من الجهل الفظيع ولا تشم هفاً أخـال بعـارض هتـان