غياب الآيدولوجية القاعدية وسط مشاهد الثوران والمظاهرات والإشتباكات المتمثلة باستخدام الأسلحة والقوة لتحقيق غاياتها , وهذا ما لم يتضح في بداية الثورتين التونسية والمصرية, والتي كانت السلمية تسودها أكثر من الإشتباكات وورود الأسلحة والجماعات الإنتحاريّة .
الاتفاق الشعبي للمطالب الداعية لتحقيق الديمقراطية ومزيداً من الحريات لحقوق المرأة , وهذا جاء عكس ما ترفضه الأفكار القاعدية بشكل نسبي كما هو معروف, ومن خلال المنهجيات الفكريّة الخاصة التي تتبناها الجماعة .

رغم تواجد جماعة الأخوان المسلمين في مصر ومشاركتهم للثورة , فكان من الصعب التقاط رؤية و مناشدات عامة للمطالبة بحكم إسلامي , حتى نوثق الصورة في العلاقة القاعدية للثورة كنوع من ارتباط مصالحها بالنظام المنتخب .

خروج الأغلبية الساحقة من الشباب الليبرالي والمتفتح والنساء [دون غطاء الرأس] في بداية الثورتين , وهو ما ينبئ بأن الثورتين هي ناتجة من تخطيط شعبي بحت , ولم تتتضح فيها الرموز الدينية الدالة على تلك الأهادف المراد تحقيقها .


إن اشتعال الثورات بعلاقة قاعدية لا يشير إلى مصالحها, لاسيما إنّ هذه الثورات قد تنتج أنظمة منتخبة مفوّضة من قبل شعوبها , وقد تعمل ضدّ الأفكار الأصوليّة الدينية , وتنتهج أفكار علمانيّة بحتة تسعى للإطاحة بالراديكالية ومن بينها الأفكار القاعدية, وهذا ما يوثق بعد المصلحة بين القاعدة وانطلاقة الثورات ..

تساؤل كان في محله في صمت القاعدة النسبي إزاء ما يحدث , وما إن كانت ستعلب دور قادم مفاجئ في الأيام القادمة , أو كانت من الأساس لاعب خفي ضد ما يحصل ..