انثروا الحب كالأرض العطشى تهوى السقيا فتنتشي حبات الرمال
وينتعش ثراها ..تسقط حبات الورق على الأرض الظامئه
وقد تخللتها شقوق الجفاف فتندى تربتها وتتشح
بالأخضرار والحياه قلوبنا ومثلما تتلقف الأرض الجدباء المطر وتضمه الى صدرها يهفو القلب الصادي الى الحب والحنان والى الكلمه الطيبه الجميله..رقيقه تسري مسرى الماء في عروقنا... تفتت صخور القلب المتحجر تصهر جليد المشاعر المتجمده..تحيي القلوب الوالهه..انها الكلمه الطيبه الصادقه التي يثاب صاحبها بعشر امثالها
ان وقع الكلمه الطيبه على النفس كوقع خطى النغمات فوق السلم الموسيقي تتجلى في ذكرك محاسن صديقك ورفيقك والثناء على جهده وقدرته على العطاء وافصاح مشاعرك نحوه... انها كلمات تندرج تحت الكلمه الطيبه تضم تحت جناحيها مايسمى بالمدح والمديح والمدح لايأتي لحاجة في نفس المادح ولاتفريط في صفات الممدوح والا أصبح المدح مذمومآ أومجامله فجه.. انما أدعو الى ذكر ماهو ظاهر للعيان أوماتشعر به نحوه وماتلمسه بصدق في ذلك الأنسان..
ولكن يتبادر الى الذهن: لماذا يستنكر البعض المدح والثناء على حسنات الصديق والرفيق طالما يستحقها وتثير في نفسه الغبطة والبهجه والسعاده وتحببه في شخصي؟؟ من منا لايحب الثناء أو الأطراء؟ من منا لايحب أن يثاب ويثنى على جهوده بالكلمه الحلوه الرقيقه التي تضفي على سمعه عذوبه وفرحه بعد جدب وحزن في معترك هذه الحياه الصعبه
ان للكلمه الطيبه تأثير السحر على النفوس الرقيقه بل أنها اشد تأثيرآ من أغلى الهدايا ثمنآ واتسأل: لماذا نجنح دائمآ الى ظلم أنفسنا ومن هم حولنا؟؟ نصب كلمات التقريح نحسبها نصحآ ونكيل اللوم والتأنيب بحجة التوجيه والنقد والأرشاد؟ ولمن هم اقرب الناس الينا؟ وكثيرآ ماتؤتي بعكس مانرجوه ومن ذلك الفرد؟؟ بينما كلمات التشجيع والأطراء تحيل النفوس البائسه الى جمر متأجج يشتعل حركة وحيويه ونشاطآ يؤتي ثماره عملآ مخلصآ بناء ومفيدآ
ونعم للنصيحه انها محموده في الله (والدين النصيحه) فماذا لاننصح بصدق ونلتقي بصدق في حب الله؟؟ ولماذا يكون النقد والبحث عن مساوى الأخرين أيسر من ذكر مناقبهم ومأثرهم؟ولماذا نخاف الحب ونخشى الصدق والجمال والمدح والثناء؟اتدرون لماذا؟
انه الاحباط المبكر للهمم والخوف المدمر للذمم وعدم الثقه بالنفس وعجز كامن في داخلنا نصدره من ذاتنا ينعكس سلبآ على المتلقين وقد قيل ان الذهب والألماس لايغيرهما مدح اومجامله ونقول: برغم ان الذهب والألماس أحجار لاتسري بها حرارة الأحساس لكنها تشتهي الصقل من الشوائب لتعود صقيله لامعه براقه فذاك مدحها كما اننا نتعامل مع بشر ذوي مشاعر وأحاسيس مرهفه لم تتحجر بعد ان ترفعهم كلمه...وتحط بهم كلمه
يقول ديل كارنيجي مؤلف كتاب(كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس): ان الفرق بين التقدير والتملق هو ان التقدير نقي خالص يصدر من القلب للقلب والى القلب..اما التملق فهومغشوش صادرعن اللسان وهو المديح الرخيص الذي يتحرى صاحبه من ورائه ربح اومكسب اومنفعه
أحبتي....
فلنعط الشمس حرية الضياء. لينشر القمر ظله على صفحات الأغدر ومسطحات البحار ويغزل الربيع ذوب فؤاده على البسيطه فيكتسي الثرى ثوبآ بالخزامى والتنوير ويفوح عطره همسآ لزهرة الأقحوان بالشوق والوله والحنين
مدوا الأيادي للسلام والمصافحه وأفتحوا القلوب للمصالحه لم يعد هناك الا أنفاس متقطعه...لاهثه..تأتي وتغدو وربما تسقط مجهده فلاتعود الينا ثانية
عزيزي...عزيزتي
قل لمن تحب..انا أحبك...أحبك في الله..فلنحب الكون كله في الله... أنثروا الحب على ضفاف الأنهار وشواطئ البحار وفي هجير الصحراء فتعود خضراء بلون قلوبكم الطيبه..العامره بالحب والصدق والوفاء... فلتحاول ياصديقي أن تعدد الصفات الطيبه في كل انسان تلقاه بصدق وتنسى التملق... امنح تقديرك المخلص المنزه له... كن مبذرآ في مديحك لمن يستحق... مسرفآ في تقديرك لمن هو آهلآ له يدخر الناس كلماتك ويذكرونها وربما تؤثر في نفوسهم ايجابآ سنوات طوال حتى بعد ان تنساها انت
تعالوا أحبتي
فلنتمرد على ذلك الجمود في دواخلنا..نعلن الحب على الجميع..ونذيب بالحب قلبآ وروحآ ملأها الأغتراب نصهر بدفء اللقاء جليد التجمد عن المشاعر المرهفه...الحساسه
تعالوا
نطلق تلك الضحكات البريئه من ثغر الطفوله الجميله التي تسكننا... نعطر الأجواء بنفح عبير أخاذ يطرب الآذان بوقع موسيقي للحب الخالد الأبدي....
هيا لنجعل الحياة أجمل وأرحب وأعمق بالتسامح والعطاء والعفو والغفران
فلنمد اليد لمن جرح.. ونصافح من جفا.. ونعفو عمن غدر... هيا لنعزف على وتر التواصل لحن الحياه
بقلم/همس الأنامل
: 
: 
: