تواريخ منسيه - جديد لافندر مها العباسي

    • تواريخ منسيه - جديد لافندر مها العباسي





      بعض التواريخ لا نعلم معناها الا عندما ننظر لها فى هدوء ونتأمل معانيها نرتبط و التواريخ ببعض الجسور السريه التى تصل بيننا وبين زمن بعيد قد مر ذات يوم بنا وماعلمنا بانه سيبقى ساكن اوراقنا وذاكرتنا كثيرا الى ان ننتهى ونصل لليوم صفر
      هناك فارق بين من تثير شهوة رجل ومن تستفز رجولته لتنطلق معها فى حقول شاسعه تتريض الكلمات بينهما وتنطلق دون توقف الاحاديث التى تشبع شهوة عقلهما وروحهما معا فتلك العلاقات قليلا ما تجدها ,قليلا ما تجد من يستطيع ان يحتمل غضبك وتعبك وآلامك وتمنح ارهاقك ابتسامه
      فهو قد امضى سنوات عمرة باحثا عن من تندمج معه فى عالمه ويتقاطع عالمهما معا
      كثيرات هن من شاركنه حياته وامضين معه الكثير من الوقت دون ان يأخذن من روحه شيء او ان يكتبن معه تاريخ مميز يتذكره بعد رحيلهن ,ربما تركت كل منهم شيء منها بين اوراقه وعلى الرزنامة الخاصه الا ان احداهن لم تترك على تلك الروح الهائمه زهرة ياسمين او قرنفله تزين احد اركان حياته ,سنوات طويله يرسم ملامحها على اوراق دفاتره فى كل ورقه ملامح مختلفه تفاصيل تختلف عن سابقتها الا انها لها دائما تلك العينان التى تأسره كلما نظر لها حتى انه لا يتذكر الملامح ولا يحاول ان يفتش عن تلك التفاصيل التى يزيدها كل رسام على لوحته فهو ليس برسام وهى ليست بلوحه وعندما التقاها يوما دون سابق لقاء كانت هى روحه المنفصله عن جسده الساكنه بكيان مختلف عن كيانه ولكنها تتصل معه بجسور خفيه تمزجهم معا توحد ثقافتهما ووجودهما وتحررهما من كيانات مختلفه تحاوطهما لتسكنهما وطنا اخر عندما ينظر لها يعلم بان ما بين عيونها تسكن كل أسراره وسكونه وجنونه وبان لها فى كيانه الكثير فهى تمتلك منه بدون امتلاك وجودة الحقيقى فى الحياه فعندما تلتقى بضدك وهو فى نفس الوقت يلتحم معك ليكملك فلاتحاول ان تسال كيف ولكنها كيمياء العلاقات الواضحه التى تغير طبيعه الاشياء تمنحها بعض التركيبات المختلفه وتأخذ منها وتعطيها وتستمد من وضوحها الغموض وتتحرر شفرتها من الحروف التقليديه عندها فقط لا تحاول ان تمنحها اسم ,لا تحاول ان تجعل لها عنوان لتخط من بعده كلماتك وحروفك بل حررها من قيود المسميات واغلال المعانى واتركها راحله فى فضاء رحب باتساع افقها فهى شيء من الحلم يعانق الواقع فى تلك اللحظه المنسوجه من بين ليالى الاحلام ونهار الحقيقه ,انها الرغبه فى الاندهاش هى التى تجمعهما احتياجهما لشيء من الدهشه الذى يقتل تلك الرتابه التى تحيط بهما فهو لم يحاول ان يرسمها او ينقش اسمها على الورق فهى ليس لها فى تاريخه اسم محدد او ملامح معينه ليس لها مكان محدد فى حياته وهو لم يحاول ان يختار لها اسم او ان يصنف وجودها فى حياته ,لم يفكر فى ان يرسم لها حدود لا تتجاوزها فهى الوحيدة التى يسمح لها بان تتجول متى شاءت وكيف شاءت فى جنبات حياته بلا مانع فهو على يقين بانها تعلم جيدا متى تتوقف واين تتوقف دون ان يخبرها ,يتركها تنطلق راكضه فى كل الاتجاهات وهو يجلس يتأملها ..يحتسى قهوته ويدخن سيجارته ويستمتع بوجودها من حوله تعبث بالأوراق وتركض بين جدران حياته وحدائقه وأسواره العاليه التى تجتازها بهدوء وكأنه لا يوجد سور فهو لم يكن يوما يحب الكتب المفتوحه والسطور الواضحه يفضل دائما ان يظل كتاب مغلق على اسراره فهو كان ينتظر من يأتي ليرى سطوره دون ان يتعمد ان يفتح الكتاب ويقلب بين الاوراق
      لكأنه كان ينتظر ان تنفتح تلك النافذة فى حياته يوما لتدخل منها نسمات هادئه تسمح للصفحات ان تنقلب فى نعومه وبساطه وتتجول بينها دون ان تشعره بعنف التجوال دون ان تشعره بان هناك من يتجول بين سطوره ويقرا كلماته فهى تجيد فتح كل الابواب المغلقه بالكثير من الاقفال التى تتحول امامها الى ابواب مفتوحه على مصرعيها ,يراها تقف على مدخل كل غرفه تنظر بهدوء وتستشعر منه ماذا يريد
      أيريدها ان تقتحمها بصخب وسرعه وجنون ام يريدها ان تتسلل اليها بهدوء وتحاول ان ترتبها دون ان تبدل اماكن الاشياء فيها ام انه رغم تركه لها الباب مفتوح على مصرعيه لا يريدها ان تدخلها الان لم يعتاد ان يغلق امامها ابوابه فهى لها مفتوحه دائما وكله ثقه بانها تعرف وتعى جيدا ما يريد دون ان يتحدث ,يتحرر معها من الكثير من القيود ويتجرد من مفردات اللغه المنمقه التى تزدان بتلك المحسنات اللغويه ,معها وحدها لا يلتزم اصول اللياقه فى الحديث واختيار المفردات التى تزيد المعانى عمق لا يلتزم التوضيح فهى تعلم كل ما يدور بخلدة ودون ان توضح تزداد سعادته كلما ازدادت اقترابا من حياته وكلما التحمت بتفاصيل يومه واندمجت مع كل تفاصيله الدقيقه فهى تتشارك معه دخانه وفنجان قهوته واوراقه واحلامه تستمع لصوته يأتيها من ابعد مكان بداخله فهى لا تستمع لمجرد كلمات يخبرها اياها بل تستطيع ان تستمع دون ان تتعمد لما يدور بداخله دون ان يقوله
      تستمع لهمس يأتي من خلف الحروف يتعانق مع خيوط دخان تنفسها شفتاه لتخرج كلمات لا يستمع لها الاهى فهى وجود يغمر حياته وكيان تمتلئ بوجوده الايام لوحه بيضاء يمنحها معانيه الخاصه فهو احيانا يشعر بانها قد انفصلت عن كيانه لتنمو بعيدا ولكنها روح تحتوى ما بين خلاياها كثير من جيناته
      يحتمل جنونها وتحتمل كل نزواته فدائما ما تنتهى خطواته اليها ليلقى براسه على كتفها ويغفوا قليلا ليستيقظ وقد ازالت بلمستها على راسه وقبلتها على جبينه كل ما يحمل من تعب والم ربما لا يخبرها بشيء ولا تنتظر ان تسمع منه شيء فهى وطنه لا يستطيع ان يبتعد عنها فجذوره ممدودة فى ارضها ترتوى من وجودها فتزداد ايامه اخضرارا وتثمر لحظاته بأزهار الياسمين تولد التواريخ من بين اناملها وترتبط بكيانها الايام فهو يلتمس معها معنى اخر للشهور والسنوات معنى اخر للحياه








      المصدر : مدونة لافندر مها العباسي
      el-lavender.blogspot.com


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions