لولا أحد الأصدقاء، لما أدركت مالذي يحدث في البلاد هذه الأيام، كنت مندفناً بشؤوني الخاصة حتى لم أعلم أن هناك بعض الأكشن الذي حدث في الفترة الأخيرة، هناك جدل هذه الايام، هل الإعتقالات الأخيرة كانت في الصالح العام أم أنها ستؤجج الموقف؟ ما هي التحديات التي تواجه البلد إثر هذه الإعتقالات؟!
نعم، هناك من يقول أن الإعتقالات ستزيد الوضع سوءاً وتعقيداً وربما ستدخل بذلك البلد في جو لا يسوده الإرتياح، ويتساؤلون عن ما هية الأسباب التي دفعت بالسلطات للتعامل مع الموقف بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، فالمتظاهرون والمعتصمون قد بدأو يفقدون شرعيتهم ومسوغاتهم للإعتصام والتواجد على الشارع منذ فترة طويلة أصلا .. ثم أن الحر ولواهيب الصيف على الأبواب ورمضائه كفيلة بإجبار هؤلاء إلى الإذعان والعودة إلى بيوتهم طالما ان معظم ما ينادون به قد تحقق أو على الأقل في طريقة للتحقق.
ربما في الواقع هناك الكثير مما يحدث في الخفاء، وكان تحرك الحكومة إستباقياً لا مفر منه، على سبيل المثال، قصة الست هانم والشب سوبرمان الذين ادعيا أنهم ابرحا ضرباً، المسرح مفتوح لمن أرد تأليف قصص الأكشن البتاع، لإستمالة الزخم الشعبي والدعم العاطفي من الناس، وتواجد أمثال هؤلاء في مناطق هامة في البلد، صور، صلالة وفي العاصمة، بالإمكان أن يكون بؤر لهكذا إحتمالات.
أضف إلى ذلك، أن للدولة هيبة، يجب أن تسترد باي ثمن في بعض الأحيان لو هزت أو تأثرت، وما مسها بصراحه لم يكن بالإمكان تفاديه نظراً لتعقيد الوضع وحساسية الموقف، ولدقة التصورات، اختارت المؤسسة الرسمية ضبط النفس آنذاك، ولكن ربما كان لا بد من التلويح بالعصى، واثبات من له الكلمة الأخيرة في الموقف، وذلك قبل أن تتأزم الأمور ويصبح التعامل معها معقداً مرة أخرى، وكذلك لتفادي أي تطور لم يكن في حسبان المتعصمين أو الجهات الرسمية نفسها.
ثم أنه لا نعلم ماذا كان يدور خلف الستائر، فالأحداث الأخيرة أثبتت لي على الأقل أن الكثير من مثقفي البلد هم انتهازيين، وضرابي صواني – ان صح التعبير – والعمل الوطني ربما يقع تحت آخر أولوياتهم، وكان لابد من التعامل معهم بحزم، من غير أنه ربما تكون هناك مسوغات حقيقة لتحركات كهذه.
للمسألة وجهان، هناك من ينظر أن الدولة في عمان أبوية، محضة، بذلك تكون القيادة ابويه، ولهذه الرؤية إستحقاقات وواجبات لكل من الطرفين، ربما من الصعب أن يعترف بها الكثيرون، وجهة النظر هذه هي النظرية القديمة التي كانت تتعامل بها المؤسسة مع الناس وفق ما يفهمون ويعقلون، العقول والكثير من المشاعر تغيرت، سياسة التعليم هي ربما من أوصلتنا لهذا المطب، أن ينظر الفرد إلى دولته كدولة أبويه، سيجعل منه متطلباً تماماً كالطفل، يريد كل شيء على طبق من ذهب، في حين أن الدولة كانت بالأساس تمارس سياسات تقشفيه! بالتالي مالذي كان يتوقعه راسمي السياسة في البلد؟! نشأ جيل ذو فكر هلامي، لا يعي الكثير عن مسؤليته القومية والوطنية، هوية مجروحه وبأيدينا ! لا أقول أن أن الإعتصامات كان جلها مفرغة من مسوغات منطقية وحاجات أساسية، على العكس تماماً، للأسف الدولة لم تستمع لهم يوماً وكانت تعتبرهم كل شيء إلا أن يكونوا شركاء في بناء البلاد!
وجهة النظر الأخرى، أن الدولة يجب أن تكون مؤسساتية، ولذلك أيضاً واجبات وحقوق، وذلك أيضاً يعني أن تكون المؤسسة برجماتية راعية منظمة، للأسف أن الدولة العمانية الحديثة عندما حاولت صنع هذا المنطق على صفحة الواقع خانتها كل التعابير، فتحولت الدولة والمؤسسة إلى أذرع إستثمارية بحتة، وغاب عن حساباتها الإنسان، بكل شيء، وتم إختزاله وتهميشه لأن الدولة كانت بتتكلم إقتصاد وفلوس وبس، بالتالي وظيفة حكومية لا تعني أكثر من راتب ضمان إجتماعي بقناع الوظيفة، من ناحية يتم تربية الشعب إعلامياً وتعليمياً أن الدولة أبوية، تحن على ابنائها، في حين أنها تقتر عليهم من باب آخر ! هذا بحد ذاته سبب عقدة لا أظننا سنبرأ منها بسهولة.
الخلاصة، أنا مع السعي لإنهاء الإعتصامات، وآن الأوان أن نستخدم القنوات الجديدة في التعبير عن متطلباتنا وأن نجعل من الأعتصام آخر خياراتنا .. أن أقول ذلك، يعني كذلك أني أتوقع من الجهات الرسمية تقديم ضمانات، لا أعلم كيفيتها أو ماهيتها، لحرية التعبير، وتحسين مقومات مجلس الشورى، وتعزيز الرقابة المالية والإدارية بصورة عملية، حتى لا تصبح التغييرات الأخيرة تغيرات صورية، وأن نعود إلى ما كنا عليه، دائماً ما كنا نقول أننا سنجد أنفسنا في مثل هذا المطب في يوم من الايام إن استمر التهميش والإهمال، أتمنى بالفعل مع التغيرات الأخيرة أن يكون هذا الأمر تم أخذه بالحسبان، وأن التغيير لمجرد غايات صورية، ستعيدنا في يوم من الأيام إلى نفس المطب.
كلي ثقة بالضامن الوحيد، والمؤتمن على عمان الحبيبة، قائدها وسلطانها، السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله من كل سوء، الذي مضى بسفينة عمان رغم جسامة التحديات إبان تولية القياده والحكم في البلاد قبل أكثر من أربعين عاماً .. أن يمضى بنا لمستقبل مشرق وضاء يعيد لعمان مجدها ووجودها التاريخي الذي بدأ يفرض عبقه بحنكة هذا القائد الفذ .. حفظه الله.
الله والوطن والسلطان من وراء القصد.

المصدر : فشكول
نعم، هناك من يقول أن الإعتقالات ستزيد الوضع سوءاً وتعقيداً وربما ستدخل بذلك البلد في جو لا يسوده الإرتياح، ويتساؤلون عن ما هية الأسباب التي دفعت بالسلطات للتعامل مع الموقف بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، فالمتظاهرون والمعتصمون قد بدأو يفقدون شرعيتهم ومسوغاتهم للإعتصام والتواجد على الشارع منذ فترة طويلة أصلا .. ثم أن الحر ولواهيب الصيف على الأبواب ورمضائه كفيلة بإجبار هؤلاء إلى الإذعان والعودة إلى بيوتهم طالما ان معظم ما ينادون به قد تحقق أو على الأقل في طريقة للتحقق.
ربما في الواقع هناك الكثير مما يحدث في الخفاء، وكان تحرك الحكومة إستباقياً لا مفر منه، على سبيل المثال، قصة الست هانم والشب سوبرمان الذين ادعيا أنهم ابرحا ضرباً، المسرح مفتوح لمن أرد تأليف قصص الأكشن البتاع، لإستمالة الزخم الشعبي والدعم العاطفي من الناس، وتواجد أمثال هؤلاء في مناطق هامة في البلد، صور، صلالة وفي العاصمة، بالإمكان أن يكون بؤر لهكذا إحتمالات.
أضف إلى ذلك، أن للدولة هيبة، يجب أن تسترد باي ثمن في بعض الأحيان لو هزت أو تأثرت، وما مسها بصراحه لم يكن بالإمكان تفاديه نظراً لتعقيد الوضع وحساسية الموقف، ولدقة التصورات، اختارت المؤسسة الرسمية ضبط النفس آنذاك، ولكن ربما كان لا بد من التلويح بالعصى، واثبات من له الكلمة الأخيرة في الموقف، وذلك قبل أن تتأزم الأمور ويصبح التعامل معها معقداً مرة أخرى، وكذلك لتفادي أي تطور لم يكن في حسبان المتعصمين أو الجهات الرسمية نفسها.
ثم أنه لا نعلم ماذا كان يدور خلف الستائر، فالأحداث الأخيرة أثبتت لي على الأقل أن الكثير من مثقفي البلد هم انتهازيين، وضرابي صواني – ان صح التعبير – والعمل الوطني ربما يقع تحت آخر أولوياتهم، وكان لابد من التعامل معهم بحزم، من غير أنه ربما تكون هناك مسوغات حقيقة لتحركات كهذه.
للمسألة وجهان، هناك من ينظر أن الدولة في عمان أبوية، محضة، بذلك تكون القيادة ابويه، ولهذه الرؤية إستحقاقات وواجبات لكل من الطرفين، ربما من الصعب أن يعترف بها الكثيرون، وجهة النظر هذه هي النظرية القديمة التي كانت تتعامل بها المؤسسة مع الناس وفق ما يفهمون ويعقلون، العقول والكثير من المشاعر تغيرت، سياسة التعليم هي ربما من أوصلتنا لهذا المطب، أن ينظر الفرد إلى دولته كدولة أبويه، سيجعل منه متطلباً تماماً كالطفل، يريد كل شيء على طبق من ذهب، في حين أن الدولة كانت بالأساس تمارس سياسات تقشفيه! بالتالي مالذي كان يتوقعه راسمي السياسة في البلد؟! نشأ جيل ذو فكر هلامي، لا يعي الكثير عن مسؤليته القومية والوطنية، هوية مجروحه وبأيدينا ! لا أقول أن أن الإعتصامات كان جلها مفرغة من مسوغات منطقية وحاجات أساسية، على العكس تماماً، للأسف الدولة لم تستمع لهم يوماً وكانت تعتبرهم كل شيء إلا أن يكونوا شركاء في بناء البلاد!
وجهة النظر الأخرى، أن الدولة يجب أن تكون مؤسساتية، ولذلك أيضاً واجبات وحقوق، وذلك أيضاً يعني أن تكون المؤسسة برجماتية راعية منظمة، للأسف أن الدولة العمانية الحديثة عندما حاولت صنع هذا المنطق على صفحة الواقع خانتها كل التعابير، فتحولت الدولة والمؤسسة إلى أذرع إستثمارية بحتة، وغاب عن حساباتها الإنسان، بكل شيء، وتم إختزاله وتهميشه لأن الدولة كانت بتتكلم إقتصاد وفلوس وبس، بالتالي وظيفة حكومية لا تعني أكثر من راتب ضمان إجتماعي بقناع الوظيفة، من ناحية يتم تربية الشعب إعلامياً وتعليمياً أن الدولة أبوية، تحن على ابنائها، في حين أنها تقتر عليهم من باب آخر ! هذا بحد ذاته سبب عقدة لا أظننا سنبرأ منها بسهولة.
الخلاصة، أنا مع السعي لإنهاء الإعتصامات، وآن الأوان أن نستخدم القنوات الجديدة في التعبير عن متطلباتنا وأن نجعل من الأعتصام آخر خياراتنا .. أن أقول ذلك، يعني كذلك أني أتوقع من الجهات الرسمية تقديم ضمانات، لا أعلم كيفيتها أو ماهيتها، لحرية التعبير، وتحسين مقومات مجلس الشورى، وتعزيز الرقابة المالية والإدارية بصورة عملية، حتى لا تصبح التغييرات الأخيرة تغيرات صورية، وأن نعود إلى ما كنا عليه، دائماً ما كنا نقول أننا سنجد أنفسنا في مثل هذا المطب في يوم من الايام إن استمر التهميش والإهمال، أتمنى بالفعل مع التغيرات الأخيرة أن يكون هذا الأمر تم أخذه بالحسبان، وأن التغيير لمجرد غايات صورية، ستعيدنا في يوم من الأيام إلى نفس المطب.
كلي ثقة بالضامن الوحيد، والمؤتمن على عمان الحبيبة، قائدها وسلطانها، السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله من كل سوء، الذي مضى بسفينة عمان رغم جسامة التحديات إبان تولية القياده والحكم في البلاد قبل أكثر من أربعين عاماً .. أن يمضى بنا لمستقبل مشرق وضاء يعيد لعمان مجدها ووجودها التاريخي الذي بدأ يفرض عبقه بحنكة هذا القائد الفذ .. حفظه الله.
الله والوطن والسلطان من وراء القصد.
المصدر : فشكول
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions