نزوى - سالم بن سليمان المسروري

نظمت اللجنة الرئيسية لوقف فلج دارس بولاية نزوى محاضرة ثقافية عن فلج دارس وذلك بمظلة الأفراح بعلاية نزوى، وتهدف المحاضرة إلى تسليط الضوء على المكانة والأهمية القصوى لهذا المعلم الأثري والتاريخي لدى أهالي ولاية نزوى بحيث إنه يعتبر أكبر الأفلاج في عمان من ناحية غزارة المياه والمناطق المزروعة التي يرويها، كما سلطت المحاضرة الضوء على الجانب المعماري الذي شيدت به قنواته الداخلية وكذلك سواقيه ذات التكوينات الفريدة التي جعلته محط أنظار العالم ككل.

ألقى المحاضرة عبدالله بن يحيى بن أحمد الكندي فبدأ محاضرته بأن النظرة السائدة لدى البعض أن فلج دارس هو عينا واحدة ولكن هذه النظرة خاطئة إذ أن الفلج هو عبارة عن عيون كثيرة تسمى السواعد وهي التي تمد الفلج بالمياه والذي ذكر في محاضرته أن بعض المصادر أشارت إلى أن الفلج وجد قبل الإسلام، وفي عهد الإمام سلطان ين سيف اليعربي بدأ بشق فلج دارس فقام أولا بحفر بئر يقال له الغدانية فتأثرت جميع الآبار المجاورة فما كان من الإمام إلا أن قام بشراء جميع تلك الآبار ويوقفها كوقف للفلج مما أصبحت ضمن إحرام منطقة الفلج وهي المنطقة المسماة بسيح العبلية، وقام الكندي بتوضيح مخطط توضيحي عن احرامات الفلج واستعرض بعض الأحكام الشرعية الصادرة بشأن موضوع الاحرامات والتي من بينها الحكم الصادر في العام 1397هـ والقاضي بعدم جواز إحداث أي حدث داخل منطقة الفلج.

بعد ذلك تطرق الكندي إلى عرض مصور بالصور الثابتة والمتحركة عن القنوات الداخلية للفلج والتي قام بتصويرها فريق استكشافي مكون من الشباب وكبار السن بقيادة محمد بن خلف الجامودي أحد كبار السن الذين لديهم خبرة في مجال بناء الافلاج وتتبعها وكذلك خميس بن سعيد العزواني ومبروك بن محمد الشكيلي ورافقهما كل من المحاضر والمصور عادل بن صالح المزروعي، كما تابع الرحلة من الأعلى كل من سعيد بن سليمان السيباني وعبدالله بن سالم المصلحي وايوب بن ناصر السالمي، هذا وأوضح العرض عظمة وإتقان الصانع العماني حيث إن الدلالات الواضحة أن العمانيين الأوائل قد وضعوا في حسابهم مشكلات قساوة الطبيعة والأخطار التي قد تتهدده وانه سيكون شريان الحياة في هذه المنطقة.

ثم تطرق الكندي في محاضرته إلى المشاكل والصعوبات وفي مقدمتها التعدي على إحرامات الفلج واقتطاع الأراضي وبناء المساكن بها وثمّن دعم وزير الإسكان الذي قام بإيقاف جميع المخططات والبناء في تلك المناطق، كما أشار إلى الصيانة التي خضع لها الفلج في السابق والتي أحدثت بعض الاضطرابات في القنوات وزيادة الرواسب من طمي وحجارة السبب الذي يعزى إلى عدم دراسة طبيعة المنطقة والتكوين الداخلي للقنوات وعدم استخدام مكونات البناء المناسبة وكذلك مشكلة مردم النفايات الذي يقع بالقرب من المنطقة وما قد يسببه من تلوث إذا ما تعرضت تلك المنطقة إلى أمطار غزيرة، كما ذكر مشكلة قلة مستوى منسوب المياه في الفلج والتي بدأت تدق ناقوس الخطر، فأوجز فيها انه بالإضافة إلى قلت الأمطار تأتي الانهيارات بشكل رئيسي وامتلاء القنوات بالركام من حجارة وطمي وكان أحد أسبابها هو ترك منطقة مجوفة في السابق عند إجراء الصيانة الأولى للفلج منذ عدة سنوات وبطبيعة الحال فإن هذه المنطقة لا بد أن يقوم ماء الوادي بسد فراغها محملا معه الركام، كما أوضح بعض المناطق المتصدعة والتي يمكن أن تتسبب في انهيار أحد القنوات، وخُتمت المحاضرة بمشاهد حية عن المنطقة وقنوات الفلج والإصلاحات والصيانة المباشرة في الوقت الراهن.

حضر المحاضرة عدد من مشايخ ورشداء ولاية نزوى كما حضرها جمع غفير من متابعي الحركة الثقافية للمعالم الأثرية.

أكثر...