بسنتين، أرضعتهما ثويبة خادمة أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ—وتربي بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً. عند الصفا فآذاه وشتمه، وقال فيه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه رسول الله ، ومولاة لعبد الله بن جدعانالتيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلي نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم، ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له، وكان إذا فعل ذلك لم يمر علي نادي من نوادي قريش إلا وقف عليه وكان يومئذ مشركا علي دين قومه.، فلما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول الله قد عز وامتنع وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولونه وينالون منه فقال في ذلك سعد حين ضرب أبا جهل فذكر رجزا غير مستقر أوله ذق أبا جهل بما غشيت قال ثم رجع حمزة إلي بيته فأتاه الشيطان فقال أنت سيد قريش اتبعت هذا الصابئ وتركت دين آبائك للموت خير لك مما صنعت فأقبل علي حمزة شبة فقال ما صنعت اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجا. فقال ابن أخي إني وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وأقامه مثلي علي ما لا أدري ما هو أرشد هو أم غي شديد فحدثني حديثا فقد استشهيت يا ابن أخي أن تحدثني فأقبل رسول الله فذكره ووعظه وخوفه وبشره فألقي الله في نفسه الإيمان كما قال رسول الله فقال أشهد إنك لصادق شهادة المصدق والمعارف فأظهر يا بن أخي دينك فو الله ما أحب أن لي ما ألمعت الشمس وأني علي ديني الأول قال فكان حمزة ممن أعز الله به الدين. 
: 
: 
: