الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول

    • الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول

      القاهرة-محمود حاتم

      أزعج حكومة إسرائيل اختيار د.نبيل العربي وزير الخارجية المصري، لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفاً لعمرو موسي الذي انتهت ولايته مؤخراً، وتحفظت إسرائيل على اختياره نظراً لبعض المواقف التي قام بها واعتبرتها تل أبيب معادية لها، وتنبهت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن دور د.العربي سوف ينصب على توحيد الصف العربي خلال الفترة المقبلة، وسيضع مصر في مقدمة الدول العربية كما كانت، حيث إنه تمكن خلال فترة قياسية من توليه منصب وزير الخارجية في حكومة الثورة المصرية، أن يغير خطوط السياسة الخارجية وإعادتها مرة أخرى، فضلاً عن فتحه لصفحة جديدة للعلاقات مع إيران ودول أخرى، إضافة إلى تحركاته على المشهد الفلسطيني التي أثمرت المصالحة التي عجز عنها النظام السابق للرئيس مبارك، وكذا مواقفه المناهضة للسياسة الإسرائيلية حتى وصفوه بأنه "رجل معادٍ لإسرائيل"، لا سيما بعد مطالبته لحكومة تل أبيب بدفع فروق أسعار الغاز المصري المصدر إلى إسرائيل منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وجاء الترشيح بعد سحب ترشيح د.مصطفي الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السابق، بعد أن سحبت قطر مرشحها عبدالرحمن بن حمد العطية لصالحه.

      وقد جاء توافق الدول العربية خلال اجتماع مغلق عقده عمرو موسى الأمين العام - المنتهية ولايته، موضحاً أن سحب ترشيح الفقي نتيجة اعتراض قطر الرسمي على شخصه، فتم التفاوض على ترشيح شخصية أخرى مقابل سحب قطر لمرشحها، وتم ترشيح د.نبيل العربي.

      وقال د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية: إن جامعة الدول العربية دخلت مرحلة جديدة في حياتها، وانتقلت من عصر الخنوع والركوع والتجسس لصالح أمريكا وإسرائيل -على حد قوله- إلى عصر الحريات والثورات، معتقداً أن يتم خلال الفترة المقبلة تغيير السياسة العامة التي كانت تنتهجها الجامعة مسبقاً، سيما أن الأمين العام الجديد له اتجاهات قومية عربية وأنه خير خلف لما سلف، والعرب في هذه المرحلة يحتاجون لجامعة دول عربية وأمين عام بهذا الفكر لكي يستطيع أن يناصر ثورات الشعوب العربية.

      وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلي اتجاه اختيار العربي للمنصب، علقت وسائل الإعلام العبرية الحكومية وغير الحكومية قائلة: إن العربي المعروف عنه "معاداته للسامية"، على حد وصفها يرجع إلى تاريخ هجومه وانتقاده الدائم لإسرائيل واتهامه لها بسفك الدماء، أصبح يقود اثنتي وعشرين دولة عربية للعمل ضد إسرائيل ومصالحها في المنطقة. وأكدت صحف "هاآرتس وجيروزاليم بوست ويديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وموقع "والا" الإخباري والإذاعة الإسرائيلية، أن مخاوف حكومة تل أبيب اتجاهه باتت أقوى، فعندما كان العربي يعمل في هيئة الأمم المتحدة اتهم إسرائيل بأنها تعمل في المنطقة على سفك الدماء والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين والعرب بشكل عام، وطالب بضرورة وقف العنف الإسرائيلي اتجاه العرب.

      وعندما أصبح وزيراً لخارجية مصر بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير الفائت نجح في العمل على وضع نهاية للانقسام الفلسطيني وتوقيع المصالحة في القاهرة، بجانب وعده بفتح معبر رفح بشكل دائم أمام الفلسطينيين لتخفيف معاناة أهالي قطاع غزة من الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم برا وجوا وبحرا منذ أكثر من 3 سنوات.الجدير بالذكر أن إسرائيل عندما علمت بتولي العربي منصب وزير الخارجية انتقدته وهاجمت الحكومة المصرية، واتهمتها بأنها "معادية للسامية". وقد ولد نبيل العربي في الخامس عشر من مارس للعام 1935، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة العام 1955، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم درجة الدكتوراة في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك، وترأس وفد مصر في التفاوض، لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل (1985-1989)، وكان أيضًا مستشارًا قانونيا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط في العام 1978.

      وعمل سفيرًا لمصر لدي الهند (1981-1983)، وممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987-1991)، وفي نيويورك (1991-1999). كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وعمل قاضيا في محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي من 1994 حتى 2001. ويعمل عضوًا في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005، وشغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولي، وتم تكليفه في ديسمبر 2009 بإعداد الملف المصري القانوني لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتي من برلين، وفي 4 فبراير 2011 تم تعيينه عضوًا في لجنة الحكماء التي تم تشكيلها أثناء اندلاع ثورة 25 يناير العام 2011.

      وتجدر الإشارة خلال هذا السياق، إلى أن جامعة الدول العربية - كانت مجرد فكرة اقترحها رئيس وزراء مصر ورئيس حزب الوفد العام 1945 مصطفى النحاس باشا، وبالفعل تبنت مصر الفكرة ودعت إليها الدول العربية المستقلة وقتها -7 دول- وقد لاقت ترحيباً كبيراً من الحكام العرب في ذلك الوقت، خاصة أن هذه الفترة كانت معظم الدول العربية تحت وطأة الاستعمار الأجنبي، وكان هناك حلم واحد يجمع كل الشعوب العربية وهو التحرر من الاستعمار.

      وبالفعل في الثاني والعشرين من مارس العام 1945 تحقق الحلم وتم تأسيس جامعة الدول العربية، وبهذا أصبح للعرب كيان واحد يوحدهم ويجمعهم في منظمة إقليمية واحدة ومن أهداف الجامعة ومواثيقها تحقيق تعاون عربي مشترك في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حتى التعاون العسكري. ومن ضمن مواثيق الجامعة معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية للعام 1951 وتنص على أن الاعتداء على أي دولة عربية يعد اعتداءً على الدول العربية بأكملها ويستوجب الرد عليه من جميع الدول العربية وصد وردع هذا العدوان، وعند تأسيس جامعة الدول العربية لم يكن عدد أعضائها كما هو الآن، فكان عددهم سبع دول عربية فقط وأطلق عليهم الدول المؤسسة؛ وهي: مصر والسعودية ولبنان والأردن وسوريا والعراق واليمن، واتفقت هذه الدول أن يكون مقر الجامعة في القاهرة صاحبة فكرة الجامعة وكان الأمين العام للجامعة مصريا منذ إنشاء الجامعة باستثناء فترة نقل الجامعة من القاهرة إلى تونس (1979-1989) فكان الأمين العام تونسيا.

      وكالة الصحافة العربية

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions