
[B]تحت الإقامة الجبرية هم,يحبسهم المرض ولا يجدون سوى الحنين الذي يحمل طعم الدمع حتى حينما يصرخون تخنقهم لثغة الغصة: نتألم,ونحن نحسبهم يقولون :نتعلم, ونحن لم نتعلم كيف نصل أرواحنا بأرواحهم لتتصل أجسادنا ويسري الوجع بين هذا الجسد الضعيف والآخر القويّ كشلّال يهوي بماءه من على الجرف إلى بركته, بعض الأمهات فقدن الحاسة حين قطعوا حبالهن السرية بهذا الجسد المريض وبعضهن أصبن بأنهيار لإنه ولد مشوّها لكن هناك من ظلن إلى جانب ابنائهن لإنهم القطعة التي تشكلت في مصنع البشرية الأول -أرحامهن,شيء منهن تعبن لأجلهم.[/B]
[B]تقول من روت لي الحكاية: أن الزوجة حوّلت غرفة ابنها المريض إلى حديقة ورود وأنّ الزوج لم يكف عن جلب الورد لها ,خطر في بالي أن الابن لن يئن كثيرا لإن الورد يشارك أمه في تهويدة النوم وأن رائحة المعقمات لن تطغى على رائحة الورد المعلق والمسجى في غرفته,و
حين يكون الإبن غارقا في نومه وشي من حكايات أمه له ترافق أحلامه وتتعلق البقية على حدائق الورد في غرفته,وأمه تفتح هدايا الورد الذي زرعته أيدي زوجها فإنه سيشعّ في الغرفة وهج الوفاء.
وجد أمّا رحوما وأبا عطوفا في زمن رمت فيه الكثير من العائلات ابنائها لمرض بسبب اهمال أو كسر نتيجة حادث أو لإعاقة لا دخل لهم فيها ,قاموا بوظيفتهم البيولوجية -الإنجاب-على أكمل وجه وهذا يكفي حسب اعتقادهم وعلى جهة أخرى تقديم المساعدة,هاربون هم من اعاقة ابنائهم إلى إعاقة أرواحهم,يزجون بهم بين جدران المستشفيات و دور رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة حيث ترفرف الأوجاع بلا أجنحة ,ويستسلم الزوّار لإمراضهم لا متقبلين لها,مقيدين بها لا عارفين بأسبابها و متصالحين معها ,و هم كانوا بحاجة مااسّة إلى من يقنعهم بأنفسهم حتى يأمنوا أذاها.
هي لم تحمل كحل عينيها وعطورها المختلفة الأثمان والماركات ولم تدخل تسريحة شعرها بصعوبة في حقيبة سفرها المؤقت وغير المعلوم مدته,حقيبتها مليئة بمضادات الوحدة :هدايا الزوج وذكريات البيت والصور المتحركة التي تطل برأسها مستئذنة اياها ولأحلام الابن لتحيل صمت الغرفة إلى بلاد عجائب بمعاونة الورد.
الوحدة الحقيقية ليست في الفراغ إنما هي إنتظار يطول و شيء لا يعود وجمال يموت .
وقته مع زوجته جميل لإنه قصير لكنه بلا فواصل وغير مسروق من وقت الأصدقاء والعمل ويخلق فرص الاشتياق له اكثر من أن كانت في بيته وبيتها.
في الغرف المجاورة شعور متساقطة و أجساد مثلومة بالحقن وأنابيب المغذيّات, وأسرّة تتبادل الموتى,وسجلّات تروي الموت, ونظرات تبحث عن من يطمأنها.
سنكون بجوارهم لإنهم شيء منّا لكن إن رحلوا سنحتسب ,هم يبتسمون في اللحد لإن ورود الرحمة تحفّهم ولإنّ غرف علاجهم كانت أكبر من عالمهم,لإن الأم والأب والطبيب والممرضة والورد وروحه المتوثبة كانوا أصدقاءه الحقيقيين.
لا نحتاج إلى من يشغل المكان الآخر من السرير ولا لأننا لا نقدر على العيش بدونه ولا تسمحوا لمثل هذا اللابديهيات أن تسيطر عليكم,فقد صنع الانسان انسانيته من احتياجه إلى الآخر فاصبح قريبه وصديقه وحبيبه لإنه أنصت إليه حين احتاج إلى من يسمعه لإن الجدار لم يحرك ساكنا رغم ما سمع منه ولم تهتز له لبنة بشفه,لم يبتسم حين أشار له إلى رقص الطبيعة ولم يتأثر بالمطر حين هطل ولم ولم .
لكن حين وجد الانسان انسانه أخذ بيده وأرتفعا على الجدار وأشار أحدهما إلى الطبيعة: كم عالمنا جميل!
كانا يبتسمان.
تقول الراوية: لا ينقص الغرفة سوى نافورة خصلاتها هالة من حب فتكتمل اللوحة.
هل عرفتم لماذا يجلب هذا الزوج لزوجته الورد والهدايا كل يوم؟!
شكراً لمن ألهمني كتابة هذه التدوينة.
[/B]
المصدر : النوارس لا تحلّق بعيداً
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions