
يعتبر سرطان الثدي من أخطر وأكثر الأورام السرطانية بين النساء إلا أنه غير معروف تقريبا عند الرجال رغم وجود بعض الإصابات. والخطير في الأمر هو أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الرجال ترتفع ببطء منذ عقدين وهو ما يعتبره الأطباء بمثابة إنذار مبكر للجنس «الخشن».
وأحصى الدكتور مانفريد كاوفمان إصابة 400 ألماني سنويا بسرطان الثدي، وهي أعلى نسبة بلغها هذا المرض منذ عشرين سنة. وذكر كاوفمان أن سرطان الثدي يصيب الغدد وهو متماثل عند الجنسين إلا أن الرجل، وبالتالي، الطبيب لا يكشف هذا السرطان إلا بشكل متأخر حينما يكون الوقت قد فات في معظم الأحيان. هذا في حين أن الطب نجح في وقف تقدم سرطان الثدي عند النساء من خلال الفحص المستمر والمنتظم للثدي بواسطة الأشعة.
وحسب رأي كاوفمان، رئيس قسم الأمراض النسائية في جامعة فرانكفورت، فإن تشخيص سرطان الثدي لا يمر غفلا على الرجل فقط وإنما على الطبيب أيضا لأن الأطباء نادرا ما يفكرون بهذا النوع من الأورام عند الذكور. وطبيعي فإن التشخيص المتأخر يعني تأخر العلاج وتقلص فرص الشفاء. وكمثل فقد أهمل رجل اسمه ماثياس ستول، 55 عاما، نموا في ثديه ظنا منه أنه جراب شعرة ملتهب. وعندما نزل عند نصيحة زوجته وزار الطبيب اكتشف أنه يحمل الخلايا السرطانية في غدد ثديه. ورغم نباهة الزوجة فقد كان التشخيص متأخرا جدا، إذ اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان شديد الخباثة لم يترك له فرصة للحياة أكثر من تسعة أشهر.
وتتشابه الإصابة لدى الإناث والذكور من ناحية سرطان الثدي عدا عن اختلاف الحجم. ويظهر الورم في الجنسين بعد تعدي الإنسان عمر الخمسين وتزداد المخاطر مع تقدم العمر. كما يمكن للعوامل الهرمونية والوراثية أن تلعب دورا هاما آخر في نشوء السرطان.
ويقول معهد دراسات السرطان الألماني في هايدلبيرغ (جنوب) ان العامل الوراثي يلعب دورا في نشوء سرطان الثدي عند الرجال بنسبة 5 الى 10% من الحالات. وتوصل الباحثون من معهد هايدلبيرغ إلى أن جيني سرطان الثدي المسمينBRC1 وBRC2 يساهمان بنشاط في نشوء هذا السرطان في غدد الثدي. ويؤدي التحور الجيني في هذين الجينين إلى زيادة مخاطر تعرض نفس الرجل إلى سرطان البروستات أيضا.
وربما يتمتع الرجال بميزة إضافية لا يعرف الطب تفسيرا لها بعد، ونعني بها أن حالات سرطان الثدي عند الرجال لم تعاود الظهور بعد عمليات الاستئصال إلا نادرا. وأكد كاوفمان أن المرضى الذين تابعهم لم يتعرضوا إلى نمو جديد للسرطان في أماكن أخرى من الجسد.
ونصح كاوفمان الرجال بمتابعة التطورات في أثدائهم بشكل مستمر. ولا يجد الطبيب بأسا من إجراء الرجال لفحص الماموغراف بشكل مستمر ومنتظم بهدف إبعاد شبح السرطان عنهم.
ويعالج سرطان الثدي عند الرجال بعمليات الاستئصال الجراحية إضافة إلى إزالة العقد الليمفاوية واستخدام الاشعاعات والعلاج الكيمياوي وتعاطي الانتي استروجين. ولكل من هذه الطرق مضاعفاته الجانبية المعروفة.
تحياتي
