شتاء الأمس أوشك أن يجتاح سكوني..
ان يتمرد على بوابه عشقي وذاتي..
وصفعة البرد القارس تجمدت على وجنتي..
تختالني مابين البكاء حينا وبين الخوف ورعشه اضلعي..
كان هادئا يناظر رعشتي متابعا لزفرات انفاسي..
كانت يداه باردتان جدا وهو بقرب المدفأه على كرسيه الهزاز،،
في النهار كان يتصفح الجريده ولا يأبه لوجودي،،
وتفوح رائحه الدخان من ذاك السم الذي يستنشقه،،
وبالمساء يذهب ويعود وتقاسيم وجهه عابسه...
وخطوط العصبية مرسومة على جبينه،،
ويبدأ بالصراخ والنزاع بدون اسباب،،
كانت ليالي شتوية قاسية انا كنت ضحيتها،،
أتذكر ذاك المساء المشؤوم يوما بعد يوم
كم أتعبتني تلك الليالي وارهقتني وبرودتها اضعفتني،،
لم احتمل الصمت وما يجري من حولي،،ولكنني كنت ضعيفة...
وفجأة سمعته يهذي بصوت مبحوح قد اتى باكرا ذاك المساء،،
نعم أنه هو أخي الأكبر وبيديه علبة السجائر ...
ودار حديث بيننا لا أتذكر ماذا قلت وماذا قال؟؟؟
وعلى علو انفاسنا وشده خوفي ورعشتي وقعت مرمية ع الأرض،،
فقدت ذاكرتي ولا أتذكر سوى حادثتي المشؤومة...
ما أسوأ تلك الليالي اتت بغير ميعاد،،ليخيم الصمت على فناء منزلنا،،
وتنتهي شجوني في تلك الليالي،،ويبقى في ذاكرتنا حادثه صيف
[COLOR="DarkRed"][SIZE="4"]جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب,,, قالت:يا ولدي لاتحزن
فالحب عليك هو المكتوب,,, فنجانك دنيا مرعبة
و حياتك أسفار وحروب ,,,ستحب كثيرا و كثيرآ
وتموت كثيرآ وكثيرآ ,,,وستعشق كل نساء الأرض
وترجع كالملك المغلوب,,,بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود,,,فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها موسيقى و ورود ...لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود...فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود,,,,,و القصر كبير يا ولدي
وكلاب تحرسه و جنود,,,,و أميرة قلبك نائمة
من يدخل حجرتها مفقود...من يطلب يدها من يدنو
من سور حديقتها مفقود...من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود -مفقود...بصرت و نجمت كثيرآ
لكني لم أقرأ أبدآ....فنجانا يشبه فنجانك
لم أعرف أبدآ يا ولدي,,,,أحزانا تشبه أحزانك
مقدورك أن تمشي أبدا,,,في الحب على حد الخنجر
وتظل وحيدآ كالأصداف,,,و تظل حزينا كالصفصاف
مقدورك أن تمضي أبدآ,,,في بحر الحب بغير قلوع
و تحب ملايين المرات,,,,وترجع كالملك المخلوع