" كيف ترى نفسك في أعين الآخرين؟" - الإقتصاد الشبيبة

    • " كيف ترى نفسك في أعين الآخرين؟" - الإقتصاد الشبيبة

      كتب - مسري العامري

      يعرف علماء النفس الذات بأنها نتاج صراع أزلي بين النفس الشريرة التي سماها القرآن الكريم "النفس الأمارة " والنفس الخيرة التي سماها " النفس اللوامة " ونتيجة ذلك الصراع يجب أن تكون متكافئة حتى تستمر الحياة ويعيش المجتمع في تفاعل مستمر فإذا طغت النفس الأمارة على النفس اللوامة استفحلت فكانت مصدر شر وخراب ودمار في المجتمع وإذا قضت النفس اللوامة على النفس الأمارة توقفت الحياة لأن طبيعة النفس البشرية بحاجة إلى ملذات الحياة كالتملك وحب الجاه وحب الظهور وغيرها من العوامل التي تتصادم مع النفس اللوامة أما الإنسان المتوازن يسعى دائما إلى التوافق بين النفسين لكي لا تطغى احداهما على الأخرى ، وبما أن الفرد هو اساس الأسرة والأسرة اساس المجتمع فمن المنطقي أن يتأثر المجتمع بذلك سلبا وإيجابا أما عن معيار قياس الفرد لذاته فإنا نطرح السؤال التالي " كيف ترى نفسك في أعين الآخرين؟"

      لا شك بأن الجمهور أصدق ناقد لأنه لا يعرف المجاملة ومن خلال تعاملك مع عامة الناس يمكنك تحليل ذاتك وهذا لن يتأتى إلا عن طريق استقراء وجهات نظر الآخرين أو قراءة ردود الفعل لديهم فإذا لاحظت بأن من تتعامل معهم ينزعجون منك دائما أو يتذمرون من طريقة كلامك معهم أو يبدون استياء معينا إزاء أفعال تصدر منك تعتقد أنها اعتيادية فاعلم بأن نفسك الأمارة نفذت من قبضة نفسك اللوامة أو في طور التحرر منها وإذا كنت تشعر دائما بأنك مستهدف ومستغفل أو يسحب البساط من تحتك بكل سهولة فإن ذلك يعني بأن نفسك اللوامة تكاد أن تقضي على نفسك الأمارة فتكون صيدا سهلا للمتربصين بالناس وأصحاب الدسائس والنوايا الخبيثة ، وبعيدا عن أي فلسفة فإن عليك أن تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك.

      وفي هذا الجانب كان لحملة ركاز لتعزيز الأخلاق في هذا العام دورا كبيرا في نشر الوعي بين أفراد المجتمع تحت شعار " تقديرا لذاتي أعلنت احترامي" فكما هو واضح من شعار الحملة بأن تقدير ذاتك هو نتيجة احترامك للآخرين وفرض الاحترام لا يأتي بالقوة بل بالاحترام ذاته تلك الطاقة الجبارة التي يجهل استخدامها الكثير من أفراد المجتمع فبالاحترام قد تصنع المعجزات وقد تحل قضايا متأصلة ولن أكون مبالغا إن قلت لا سيما السياسية منها التي قد يتوقف عليها مصير دول وشعوب ، والفطن من عرف كيف يوظف طاقة الاحترام ويستغلها الاستغلال الأمثل لأنها مفاتيح القلوب المقفلة فلرب كلمة طيبة قلبت الخصام إلى وئام وغيرت العلاقات المتوترة إلى علاقة حب وسلام وبدلت القلوب المتنافرة التي عجزت في كل المحاولات والمفاوضات إلى التقريب وإيجاد قلوب متحابة مترابطة " فالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" فلنشد على أيدي بعضنا البعض لنصنع من مجتمعنا وطنا للأخلاق الحميدة على رأسها الاحترام !

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions