بدأ الليل .. بدأت قسوة الظلام .. بدأ الخوف الرهيب .. بدأ القلق . بدأ العذاب . بدأ السهر وبدأت الوحدة القاتلة .. نام الناس .. نامت الحياة ونام معهم هم البشر .. وأنا ساهراً أحصي أيام حياتي الباقية .. أحصي سنوات عمري التي راحت هدراً مابين الحرمان من الحنان وفقدان الأمان من الزمن ومن الناس هذه الحياة التي نعيشها لا تساوي عندي أدنى شيء فهي لا شي بنسبة لي .. كلها هموم وعذاب ووحدة وألم ، ألم فظيع وندم على البقاء .. أريد إنهاء رحلتي التعيسة لهذه الحياة .. أريد الذهاب .. لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت ، ما كنت بقيت ، ما كنت أتيت ما كان لي جسد بروح .. ما هذا كله سوى أوهام وسراب لا يجدي ولا يفيد لأني خلقت ولا أستطيع أنها حياتي لانها مسألة إلهية لكني أريد ليوم مغادرتي أن يكون قريباً .. وأشرق الصبح ونهضت الشمس وفاقت الحياة وأخذت العصافير تشدو بصوتها الخلاب للحياة النائمة .. فان العالم فاق كل شي وبدأ صباح جديد بيوم جديد لا نعرف ماذا يحمل لنا هذا اليوم من أشياء . هل سيكون كالأيام السابقة ، ملل وروتين يومي قاتل ، الصبح كالظهر كالعصر كالمغرب كالليل . هكذا دواليك إلى أن أنتهي وأفنى ، والحياة تستمر أو ستستمر الحياة بحلوها ومرها . ويستمر معها الزمن في المضي قدما ، لا يوقفه خروج روح إنسان من جسده فهو مستمر إلى نهاية المطاف . إلى يوم يبعثون .. آه آه ياهذه الدنيا الدنيئة ماذا أنت لاشيء سوى فراغ في فراغ أيام وليالي فانية ساعات ماضية لا تعود تقتل العمر تغتال السنين وتمضي . وصدق المتنبي حين قال :
كذا أنا يادنيا وأن شئت فاذهبي
ويا نفس زيدي قي كرائهها قدما
كذا أنا يادنيا وأن شئت فاذهبي
ويا نفس زيدي قي كرائهها قدما
واقووووول لا بد أن تفرقي بين شهريار وشهرزاد 
: 
: