بعد أن كان الغموض يلف أمس مصير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حيث نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر حكومي سعودي قوله “إن صالح سيصل الى السعودية خلال ساعات لتلقي العلاج بعد جروح أصيب بها في الرأس والرقبة أثناء القصف الذي تعرض له قصر الرئاسة أمس الأول”. لكن مصدرا مسؤولا في الرئاسة اليمنية سارع إلى نفي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أنباء عن مغادرة صالح إلى السعودية لتلقي العلاج. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المصدر قوله إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن صالح بخير وبصحة جيدة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نقلاً عن مصادر قريبة من الرئيس “إن صالح أصيب بشظية يبلغ طولها حوالي 7.6 سنتيمتر استقرت تحت قلبه وبحروق من الدرجة الثانية في الصدر والوجه”، لكنها أضافت انه لم يتضح ما اذا كان الرئيس اليمني سيحتاج الى جراحة.
وكان أعلن في وقت سابق عن نقل كل من رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين ابو رأس ونظيره لشؤون الدفاع والأمن راشد محمد العليمي الى السعودية لتلقي العلاج بعد أن اصيبوا الجمعة في قصف القصر الرئاسي الذي ارتفعت حصيلته الى 11 قتيلاً و124 جريحاً.



وتواصلت الاشتباكات أمس بين القوات اليمنية ومسلحي زعيم “حاشد” صادق الأحمر في حي الحصبة شمال صنعاء حيث أفادت مصادر طبية عن سقوط قتيل وإصابة آخرين بجروح وسط استمرار نزوح آلاف السكان هرباً من المعارك. ودارت معارك بين القوات اليمنية ومسلحين كانوا يتولون حماية المحتجين في ساحة الحرية في تعز. في وقت أعلن الجنرال جبران يحيى الحاشدي قائد الفرقة المدرعة الـ33 في الجيش اليمني المسؤول عن أمن باب المندب والمناطق الساحلية الجنوبية على البحر الأحمر وقسم من خليج عدن انضمامه الى صفوف المعارضة.
وكان رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور قد نقل أمس إلى السعودية لتلقي العلاج بعد أن أصيب أمس الأول في قصف استهدف القصر الرئاسي، بينما نفت الرئاسة اليمنية، مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح إلى السعودية للعلاج، غداة تعرضه لهجوم استهدف قصره الرئاسي جنوب العاصمة، فيما تجددت المواجهات في تعز وصنعاء.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أنه إلى جانب مجور، نقل إلى السعودية للعلاج رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبو رأس ونظيره لشؤون الدفاع والأمن راشد محمد العليمي. وأفاد مصدر طبي بأن حالة الرئيس علي عبدالله صالح الذي نقل إلى المستشفى العسكري في العاصمة بعد إصابته في الهجوم “مستقرة” و”لا تثير القلق”. وقال المصدر إن المسؤولين الأربعة “سيواصلون علاجهم في السعودية”، حيث المنشآت الطبية افضل تجهيزا من اليمن. من جانبه قال مصدر سعودي مطلع “الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لم يغادر اليمن متجها إلى المملكة العربية السعودية”، بعد أن أشار تقرير إعلامي إلى أنباء تفيد بتوجهه إلى المملكة للعلاج. وأجاب ردا على سؤال ما إذا كان صالح موجودا في السعودية بالنفي. وأضاف طالبا عدم نشر اسمه أن “صالح ما زال في اليمن وليست لديه نية لمغادرة البلاد”. وقتل عشرة اشخاص، وجرح 35 آخرون، في قصف نفذه الجيش اليمني أمس الأول على منزل الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر في جنوب صنعاء، بينما استمر تبادل اطلاق النار متقطعا في حي الحصبة شمال صنعاء الذي شهد لليلة الخامسة على التوالي اشتباكات عنيفة بقذائف الهاون والصواريخ، بحسب شهود عيان. وافادت مصادر طبية بأن مدنيا قتل واصيب آخرون بالرصاص أو بشظايا قذائف. واستمر سكان حي الحصبة والاحياء المجاورة في الفرار، بسبب انقطاع المياه والتيار الكهربائي، جراء اعمال العنف.
وفي تطور آخر أعلن الزعيم القبلي البارز صادق الأحمر، أمس التزامه وقف القتال الدائر بين اتباعه والقوات الحكومية في صنعاء بناءً “على وساطة سعودية”. وقال الأحمر في بيان صحفي إنه “ملتزم وقف إطلاق النار على الرغم من القصف المتكرر على منزله في الحصبة شمال غرب صنعاء ومنازل إخوانه في حدة” المنطقة القريبة من القصر الرئاسي، جنوب العاصمة.
وفي تعز، دارت معارك امس بين قوات الرئيس اليمني ومسلحين كانوا يتولون حماية مئات المحتجين في ساحة الحرية. ودعت المعارضة اليمنية الدول “الشقيقة” والاسرة الدولية الى “التحرك لانقاذ اليمن وشعبه من اتون حرب اهلية”. ودانت “المنحى الخطير” الذي اتخذته المعارك اثر الهجمات على “منازل سكنية والقصر الرئاسي ومنشآت حيوية” في البلاد، داعية الى “الكفاح السلمي والديموقراطي”.
وفي الجنوب قتل 10 اشخاص هم ستة عسكريين، وأربعة عناصر مفترضين من “القاعدة”، أمس الأول، في تجدد اعمال العنف في مدينة زنجبار التي يسيطر عليها متطرفون، بحسب مصادر عسكرية.
وأعلن قائد الفرقة المدرعة الـ33 في الجيش اليمني، الجنرال جبران يحيى الحاشدي، انضمامه الى صفوف المعارضة المناهضة للرئيس. وقال مصدر عسكري إن الجنرال الحاشدي أعلن في تعز انشقاقه بعدما استدعى، بضغط من مجموعة ضباط وجنود، قوات كانت ارسلت خلال اليومين الماضيين الى وسط تعز لقمع المتظاهرين المناهضين للنظام. وأضاف المصدر أن “الضباط والجنود أعلنوا رفضهم الامتثال للأوامر بإطلاق النار على المحتجين”
وفي تعز. كذلك، عمد الجنود الى طرد ضابط في الفرقة المدرعة الـ 33 هو الجنرال احمد حنظل بعدما رفض الانشقاق . ويأتي انضمام الفرقة الـ 33 الى المعارضة بعد انشقاق الفرقة المدرعة الأولى بقيادة الجنرال علي محسن في مارس في شمال البلاد، وهي تسيطر على جنوب غرب اليمن برمته، والذي يشمل باب المندب والمناطق الساحلية الجنوبية على البحر الأحمر، وقسم من خليج عدن.
وشهدت تعز أمس أعمال شغب ونهب استهدفت منشآت حكومية ومحال تجارية. وأفاد شهود عيان بأن مسلحين مجهولين اقتحموا محال تجارية في مديرية القاهرة “وقاموا بنهب محتوياتها”، مشيرين إلى اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش ورجال القبائل المناصرين للمحتجين الشباب في أنحاء متفرقة من المدينة التي، وهي كبرى المدن اليمنية. وذكرت مصادر صحفية يمنية أن مسلحين اقتحموا مقر نيابة منطقة “عصيفرة”، ونهبوا محتوياتها، فيما قام آخرون بنهب ممتلكات فرع اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء.
وأحرق مسلحون مجهولون مقر جمعة الإصلاح الاجتماعية الخيرية، التي يديرها أعضاء بارزون في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض. وشوهدت دبابات متمركزة حول محيط مستشفى الثورة العام، وعزت مصادر محلية هذا التمركز إلى حماية مدير أمن محافظة تعز العميد عبدالله قيران، الذي أصيب، الليلة قبل الماضية، في هجوم شنه مسلحون أواخر الأسبوع الماضي.
ونفذت آلاف النساء اليمنيات وقفة احتجاجية قبالة مقر نيابة المحافظة للمطالبة بالإفراج عن شباب اعتقلوا مؤخراً على خلفية عملية اقتحام مخيم الاحتجاج الشبابي بساحة الحرية الأسبوع الماضي. وبدأ آلاف الشباب، المطالبين بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ 33 عاماً، بالاعتصام في ساحة أخرى أطلقوا عليها اسم “ساحة النصر”.