السلام عليكم
التراث, بعدة, شمسك, ويطويك
بســـــــــــــم الله الرحـــــــــــــمن الرحـــــــــــيم ....
سبحــــــانكـ يــاربي وبحـــــمدك, حمداّ يلــــيق بــجلالــ وجهـــك وعظيــــم سلطانــكـ, ويـــدوم بدوامــكـ, ويوافــي نعــمكـ, ويكـافئ مزيـــدكــ...... هــديتــني... ودللتـــني... ومن كل خير اتيتنــــي, فلكــ الحمــد والمنــه والثنــآء الحسن عــدد خلــقكـ ورضــآ نفــــسكــ وزنــة عرشـــكــ ومداد كلمــاتـكــ وملء سماواتكــ وملء الارض وملء ماشـأت من شـيْ بعــد كــل منــة منــكــ.. وكــل نعمـه بــكــ.. فلــكــ الحــمد دائمأّ بداوامــك عدد كــل لمـحه وطــرفة نــفس.. وعدد ماوسعـــته رحــمتكــ.. يــــــــــآآآآمن وسعــــت رحمـــتكــ كــل شـي.. أرحمـــــــــــــني رحمــــــــــةّ تغنـيني بها عن رحمت سواكــــ وتنجيـــــــــني بها من عذابـــــــــــكــ ومن سؤ خــاتمه ....,
وصـــــلاتي وسلامــــــي على أمام المتقين .. ورحمة الله للعالمـــــــين ..سيـــــد العابدين نبي الهدى والنور صلاةّ وسلاماّ ماغرد طيـــر ونــاح يمام وأشرق فجــر وانزاح ضلام حتى يلقانا على الحوض ونلقاه برحمة الله ..فيحتفي بنا ويسقينا من يده الشريفه شربة لانظمأ بعدهاا ابداّ .. مـــا ذلكـ على ربنا بعزيـز ...
احبـــــــتي ها قد منّ الله عليّ بكتابة موضوع لمجلــــس الذكر (3) لأكمــل مسيـره مجلسنــا سألت الله جل وعلا أن يثيبنا ويسعد من غردت لنا بهذه الفكرة ويجعلها الله في موازين حسناتها ....., فأحببت أن أطرح بين يديـــــــــكم موضوع عن (حسن الخاتمة وسوءها)...
قبل ،، أن ،، تغيب ،، شمسك ،، ويطويك ،، التراب
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 722 * 543.
..
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 722 * 543.
..
الموت فاذكره وما وراءه
فمـــــــا لأحـدٍ عنه بـراءه
فمـــــــا لأحـدٍ عنه بـراءه
وإنه للفيــــصل الــذي بـه
يُـــعرف ما لل عــند ربه
يُـــعرف ما لل عــند ربه
أمــا آن لنــا الوقت ..؟
أمــا آن لنــا الوقت ..؟
أمــا آن لنــا الوقت ..؟
اسمــع صوت المؤذنـ يؤذن لصــلاة الفجــر ..
شــاب غــارق بالضحك مع اصدقاءه على أحــاديث دنيويه ..
شــاب غــارق بالضحك مع اصدقاءه على أحــاديث دنيويه ..
ولمـ ينتبهـوا للأذان .. !!
شــاب اخر يقــود سيــارته والاغــاني ملئـت اذانيه من صوتهـا العـالي ..
ولمـ ينتبه للأذان .. !!
ولمـ ينتبه للأذان .. !!
متــى ينتبهــون متــى ...؟
اينتبهــون عندمــا تغرب شمسهم بموتهم ..؟
اينتبهــون عندمــا تغرب شمسهم بموتهم ..؟
أم عندمــا
تشرق الشمس من مغربهـــا ..؟
الدنيــا ليست سوى محطـه .. نمــر عليها
حياتنــا الابديه تنتظرنــا هنــاك بالاخــره ..
ماذا اخذنــا من متاع .. أمـ أننــا صغيرين على الموت ..!!
أو أننـا لم نكتفي من متع الدنيــا حتى نأخذ منهـا ما يضمن اخرتنــا .. ؟
نغفــل
ونغفــل
ونغفــل
إلى متــى هذه الغمــامه على اعيننــا .. ؟
نفعــل المنكرات ولا نخجـل بأن الله فوقنــا يرانــا .. !!
نغتــاب وننـافق ونسب وننم .. وننسى بأننـا محاسبين على كـل كلمه نقولهـا .. !!
اضعنــا انفسنــا بأيدينــا من اجل حيــاه فــانيه .. لن تستمــر ..
قطعنــا الرحم .. إتبعنــا الغرب بكــل شيء ..
وجدنــا لذة الحيــاه بالحرام ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلمـ :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلمـ :
( خيركم من طال عمره وحسُن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله (
لمــاذا خُلقنــا .. ؟؟؟
أخلقنــا لننتهك حرمــات الله ...
لنعصي الله باليـــوم والليله ..
لنعصي الله باليـــوم والليله ..
لنسخر كــل هبة من خالقنــا لعصيانه .. لننظر نظرة حرام .. !!
ونتكلمـ بالحرام .. !!
ونتكلمـ بالحرام .. !!
ونستخدمـ ايدينـا بالحرام .. !!
واذاننــا بالحرام ... !!
واذاننــا بالحرام ... !!
استغفــر ربك .. فوالله أنت بنعمــه لانك ما زلت تتنفس ..
غيرك إلتف بالكفن ..
وهو مــازال غارق بمعاصيه ..
وهو مــازال غارق بمعاصيه ..
أنت بنعمــه والله ... فاستغفــر ربك تُب إليــه ..
قال تعالى :
{ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}
لا تتبــع خطوات نهــايتهـا جهنم .. وبئس المصير ..
مــا زال لديك الوقت .. إستغــل ساعاتك القــادمه ..
بمحي ذنوبك .. بالبحث عن اجر لتكسبه ..
أختي الحبيبة
... هذه الخواطر مهداة إليك ... إن فكرة الموت لا تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء وتحسبينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، وترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة.
إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، ولا يكاد يصنع شيئا إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي! ... كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار ... الأمهات يحملن ويضعن .. الناس والحيوان سواء.. الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة ... الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار ... السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج ... كل شيء ينمو على هذه الأرض ويزداد!.
بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه!...
قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحا... ويندفع الناس والحيوان، والطير والأسماك، الدود والحشرات، العشب والأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء! ... والموت قابع هنالك ينهش نهشةً ويمضي ... أو يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.
الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا ومن هناك ... كل شيء إلى نماء ... نماء في العدد والنوع، نماء في الكم والكيف ... لو كان الموت يصنع شيئا لوقف مد الحياة! ... ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة..!.
من قوة الله الحي .. تنبثق الحياة وتنداح!!.
..
أختي الحبيبة
... هذه الخواطر مهداة إليك ... إن فكرة الموت لا تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء وتحسبينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، وترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة.
إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، ولا يكاد يصنع شيئا إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي! ... كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار ... الأمهات يحملن ويضعن .. الناس والحيوان سواء.. الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة ... الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار ... السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج ... كل شيء ينمو على هذه الأرض ويزداد!.
بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ... والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه!...
قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحا... ويندفع الناس والحيوان، والطير والأسماك، الدود والحشرات، العشب والأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء! ... والموت قابع هنالك ينهش نهشةً ويمضي ... أو يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.
الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا ومن هناك ... كل شيء إلى نماء ... نماء في العدد والنوع، نماء في الكم والكيف ... لو كان الموت يصنع شيئا لوقف مد الحياة! ... ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة..!.
من قوة الله الحي .. تنبثق الحياة وتنداح!!.
..
أخـــيــــتي....
فإن آخر ساعة في حياة الإنسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها. فمن كان مقيماً على طاعة الله عز وجل بدا ذلك عليه في آخر حياته ذكراً وتسبيحاً وتهليلاً وعبادة وشهادة.
فهلموا ننظر كيف كانت ساعة الاحتضار على سلفنا الصالح الذين عاشوا على طاعة الله وماتوا على ذكر الله، يأملون في فضل الله ويرجون رحمة الله، مع ما كانوا عليه من الخير والصلاح.
لما رأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله من الكرب الشديد الذي يتغشاه عند الموت قالت: واكرب أبتاه، فقال لها : ((ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم)).
وهذا عبد الله بن جحش عندما خرج لمعركة أحد دعا الله عز وجل قائلاً: (يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده فأقاتله فيك، ويقاتلني، ثم يأخذني ويجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غداً، قلت يا عبد الله من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول صدقت.
وبعد المعركة رآه بعض الصحابة مجدوع الأنف والأذن كما دعا.
فإن آخر ساعة في حياة الإنسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها. فمن كان مقيماً على طاعة الله عز وجل بدا ذلك عليه في آخر حياته ذكراً وتسبيحاً وتهليلاً وعبادة وشهادة.
فهلموا ننظر كيف كانت ساعة الاحتضار على سلفنا الصالح الذين عاشوا على طاعة الله وماتوا على ذكر الله، يأملون في فضل الله ويرجون رحمة الله، مع ما كانوا عليه من الخير والصلاح.
لما رأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله من الكرب الشديد الذي يتغشاه عند الموت قالت: واكرب أبتاه، فقال لها : ((ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم)).
وهذا عبد الله بن جحش عندما خرج لمعركة أحد دعا الله عز وجل قائلاً: (يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده فأقاتله فيك، ويقاتلني، ثم يأخذني ويجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غداً، قلت يا عبد الله من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول صدقت.
وبعد المعركة رآه بعض الصحابة مجدوع الأنف والأذن كما دعا.
<LI title=منتدى>
وطعن جبار بن سًلمي الكلبي عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، فنفذت الطعنة فيه، فصاح عامر قائلا: فزت ورب الكعبة.
وكان بلال بن رباح يردد حين حضرته الوفاة وشعر بسكرات الموت قائلا: ((غداً نلقى الأحبة: محمداً وصحبه، فتبكي امرأته قائلة: وابلالاه واحزناه فيقول : وافرحاه.
وعندما خطب رسول الله في أصحابه حاثاً لهم على الاستشهاد في سبيل الله في معركة بدر قال : ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)).
فسمع عمير بن الحُمام هذا الفضل العظيم وقال: والله يا رسول الله إني أرجو أن أكون من أهلها. فقال ((فإنك من أهلها)).
فأخرج عمير ثمرات من جعبته ليأكلها ويتقوى بها، فما كادت تصل إلى فمه حتى رماها وقال: إنها لحياة طويلة إن أنا حييت حتى آكل تمراتي، فقاتل المشركين حتى قتل.
وعندما حضرت الوفاة معاذ بن جبل قال: مرحباً بالموت زائر مغيب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حِلَقَ الذكر.
ولما احتضر عمر بن عبد العزيز قال لمن حوله: أخرجوا عني فلا يبق أحد. فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قال: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعافية للمتقين ، ثم قُبض رحمه الله.
ولما حضرت آدم بن إياس الوفاة ختم ما تبقى عليه من سور القرآن وهو مسجّى، فلما انتهى قال: اللهم ارفق بي في هذا المصرع، اللهم كنت أؤملك لهذا اليوم وأرجوك. ثم قال: لا إله إلا الله وقضى.
ولما حضرت الوفاة أبا الوفاء بن عقيل بكى أهله، فقال لهم: لي خمسون سنة أعبده، فدعوني أتهنّى لمقابلته.
قال أنس بن مالك : ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن.
أول يوم يجيئك البشير من الله، إما برضاه وإما بسخطه.
واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك أخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك.
وأول ليلة: ليلة تبيت فيها بالقبر.
والليلة الثانية: ليلةٌ صبيحتُها يوم القيامة.
وقال المزني دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، ولسوء عملي ملاقيا. وعلى الله تعالى وارداً، فلا أدري: روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها. ثم بكى.
ولما احتضر عامر بن عبد الله بكى وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون.
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت، من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت.
ثم يقول: أيها الناس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم.
يا من الموت موعده، والقبر بيته والثرى فراشه، والدود أنيسه. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف يكون حاله.
وكثير من السلف الصالح مات وهو على طاعة داوم عليها فترة حياته.
فهذا أبو الحسن النساج لما حضره الموت غشي عليه عند صلاة المغرب، ثم أفاق ودعا بماء فتوضأ للصلاة ثم صلى ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد ومات.
وهذا ابن أبي مريم الغساني، لم يفطر مع أنه كان في النزع الأخير وظل صائماً فقال له من حوله: لو جرعت جرعة ماء، فقال بيده: لا، فلما دخل المغرب قال: أذّن، قالوا: نعم، فقطروا في فمه قطرة ماء، ثم مات.
ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى فقيل له: ما يبكيك.
فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.
وهذا أبو حكيم الخبري كان جالساً ينسخ الكتب كعادته.
فوقع القلم من يده وقال: إن كان هذا موتاً، فوالله إنه موت طيب، فمات.
وعن الفضل بن دكين قال: مات مجاهد بن جبر وهو ساجد.
وكان بلال بن رباح يردد حين حضرته الوفاة وشعر بسكرات الموت قائلا: ((غداً نلقى الأحبة: محمداً وصحبه، فتبكي امرأته قائلة: وابلالاه واحزناه فيقول : وافرحاه.
وعندما خطب رسول الله في أصحابه حاثاً لهم على الاستشهاد في سبيل الله في معركة بدر قال : ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)).
فسمع عمير بن الحُمام هذا الفضل العظيم وقال: والله يا رسول الله إني أرجو أن أكون من أهلها. فقال ((فإنك من أهلها)).
فأخرج عمير ثمرات من جعبته ليأكلها ويتقوى بها، فما كادت تصل إلى فمه حتى رماها وقال: إنها لحياة طويلة إن أنا حييت حتى آكل تمراتي، فقاتل المشركين حتى قتل.
وعندما حضرت الوفاة معاذ بن جبل قال: مرحباً بالموت زائر مغيب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حِلَقَ الذكر.
ولما احتضر عمر بن عبد العزيز قال لمن حوله: أخرجوا عني فلا يبق أحد. فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قال: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعافية للمتقين ، ثم قُبض رحمه الله.
ولما حضرت آدم بن إياس الوفاة ختم ما تبقى عليه من سور القرآن وهو مسجّى، فلما انتهى قال: اللهم ارفق بي في هذا المصرع، اللهم كنت أؤملك لهذا اليوم وأرجوك. ثم قال: لا إله إلا الله وقضى.
ولما حضرت الوفاة أبا الوفاء بن عقيل بكى أهله، فقال لهم: لي خمسون سنة أعبده، فدعوني أتهنّى لمقابلته.
قال أنس بن مالك : ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن.
أول يوم يجيئك البشير من الله، إما برضاه وإما بسخطه.
واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك أخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك.
وأول ليلة: ليلة تبيت فيها بالقبر.
والليلة الثانية: ليلةٌ صبيحتُها يوم القيامة.
وقال المزني دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، ولسوء عملي ملاقيا. وعلى الله تعالى وارداً، فلا أدري: روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها. ثم بكى.
ولما احتضر عامر بن عبد الله بكى وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون.
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت، من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت.
ثم يقول: أيها الناس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم.
يا من الموت موعده، والقبر بيته والثرى فراشه، والدود أنيسه. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف يكون حاله.
وكثير من السلف الصالح مات وهو على طاعة داوم عليها فترة حياته.
فهذا أبو الحسن النساج لما حضره الموت غشي عليه عند صلاة المغرب، ثم أفاق ودعا بماء فتوضأ للصلاة ثم صلى ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد ومات.
وهذا ابن أبي مريم الغساني، لم يفطر مع أنه كان في النزع الأخير وظل صائماً فقال له من حوله: لو جرعت جرعة ماء، فقال بيده: لا، فلما دخل المغرب قال: أذّن، قالوا: نعم، فقطروا في فمه قطرة ماء، ثم مات.
ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى فقيل له: ما يبكيك.
فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.
وهذا أبو حكيم الخبري كان جالساً ينسخ الكتب كعادته.
فوقع القلم من يده وقال: إن كان هذا موتاً، فوالله إنه موت طيب، فمات.
وعن الفضل بن دكين قال: مات مجاهد بن جبر وهو ساجد.
شكرا لقرائتك الموضوع ارجو ان تستفيد منه