ما لعينٍ إن لم يفض ماؤها عذرُ

    • ما لعينٍ إن لم يفض ماؤها عذرُ






      لم تكن تحت عباءة وقلنسوة دين، ولم تكن تحت راية علم أحمر، ولم تكن لواء اشقاق أو طائفة أو ملّة…
      كانت تحت لواء الغضب لما يحدث، تحت راية وقف تساقط الجثث وإراقة الدماء. كانت تحت لواء :دعوني اعبر” “دعوني أتكلم”، دعوني أشعر بمأساة الفقد، دعوني أقدس دماء الشهداء الذين يسقطون.
      وجاء الحصاد الأمني. الغول الذي يغتال.
      عيونه متعطشة لرؤية الدماء السورية، تسيل على تراب إحدى أقدم مدن العالم…
      حماة، التي اختزنت في ذاكرتها التاريخية الدماء والخراب، القتل والتهجير والترحيل، الثكالى بأثوابهن السود أسراباً، يعبرن من بقايا بيت إلى بقايا بيت إلى بقايا مدفن، يمتطين أولادهن وحزمة ثياب…يختنقن بدموعهن وآهاتهن..لعل الآهة آنذاك احتجاج وانتفاض وثورة…
      يدكم الآثمة التي تطال خيرة شبابنا وفتياتنا، تدع الأمهات يرتجفن في جوف الليل على نبأ قد صار (موضة) على شاشات التلفزة السورية..”شيع بنشيد الوداع والشهيد”.
      تحصدون الأرواح والعقول والقلوب، تقتلون الأحلام بغدٍ أفضل..وتطبق الأجفان على دمعةٍ محترقة، وتخفق الأفئدة بالحسرات..ماثمن دماء أبطالنا؟… صورةٌ وخبر عاجل..
      مندسون، جماعات إرهابية، سلفيون، مجرمون خرجوا من السجون، احترتم بالوصف، حتى أن قاموس اللغة العربية مصاب بدهشةٍ لاختراعاتكم، التي باتت موقع تندرٍ ودعابة يتناولها الجميع..
      ألا تبحثون عن مفردات أخرى ؟ لعلها تقنع الأطفال السوريين أن مايجري ليس من تدبيركم “الذكي” .
      أقول لشعبي الأبي (ياء النسبة ليست حكراً لأحد)، لأابناء سوريا الحبيبة، لنخزة الشباب وحكمة الشيوخ، وحس الأمهات، أقول لهم …
      نيرون مات، لم تمت روما بعينيها تقاتل
      وحبوب سنبلةٍ تجف ستملأ الوادي سنابل


      يا سنابل سوريا الشقراء المنتصبة، لا تحنوا هاماتكم..ولتتحول الصرخة إلى موقف..إلى نشيد..إلى شهيد..ولنكتف بقولنا لمن يتحزم بحزام الخوف..مالعينٍ إن لم تفض ماؤها عذرُ.


      بقلم .. نيسابا..
      المندس/أنت غير...
      ليس ذنبي أن العقول الصغيره أمآم فهمي..!
      وليس ذنبهم / أن فهمي صعب .. !
      كل مآادركه أن لي قنآعآت لا تقبل القسمه‘ على 2