عمّان (الأردن) – محمود بن سعيد العوفي

شهدت الملكية الأردنية العديد من الإنجازات في مختلف الجوانب الرامية إلى مواصلة مسيرة التحديث والتطوير تعزيز مكانة الشركة وزيادة حصتها العالمية من خلال البحث عن أسواق جديدة تستهدف زيادة الإيرادات والحد من الآثار السلبية لارتفاع أسعار المحروقات، وتحرص على الاستمرار في التصدّي للمنافسة من خلال مواصلة تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين وتحديث الأسطول وإتمام إجراءات السفر في مختلف المراحل وقد تمكنت الشركة من تحقيق نمو مضطرد في الأداء العام سنة بعد أخرى والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة بالرغم من التحديات والصعوبات البالغة التي تواجهها صناعة النقل الجوي الإقليمي والعالمي جرّاء ارتفاع أسعار المحروقات وتزايد وتيرة المنافسة، وفي هذا الإطار التقى الوفد الإعلامي العماني ضمن زيارته إلى المملكة الأردنية الهاشمية المدير التنفيذي للإعلام بالملكية الأردنية باسل كيلاني الذي كشف عن أمور كثيرة في الحوار التالي.

محطة جديدة بصلالة

أكد المدير التنفيذي للإعلام بالملكية الأردنية باسل كيلاني خلال لقائه بالوفد الإعلامي العماني بأن الملكية الأردنية تعتزم إنشاء محطة جديدة بصلالة وسوف تقوم بإجراء دراسة مستفيضة عن حركة الجالية الأردنية، والسياحة من صلالة إلى الأردن وفي الوقت نفسه قال ربما تكون نتيجة الدراسة أن إقامة هذه المحطة غير مجد، حيث إن الملكية تقوم بدراسة جدوى سوق كل مدينة ثانية في الدول العربية المحيطة من أجل تشغيل محطة فيها.

وأشاد كيلاني بالطيران العماني وحرصه الدائم على تقديم أفضل الخدمات للمسافرين وعلى الجهود المبذولة من قبل العاملين فيه من خلال اقتناء أحدث الطائرات، مشيراً إلى أن الطيران العماني لا يزال لديه مجال أكبر للتطور في المستقبل.

وقال إن الملكية الأردنية تقوم بأربع رحلات بين عمّان ومسقط في الأسبوع وقد حققت الشركة زيادة في عدد المسافرين في العام 2010 بنسبة 18 بالمائة مقارنة بالعام 2009 وفي كل عام يتزايد عدد المسافرين من مسقط إلى عمّان وبالعكس بمعدل من 15 إلى 20 بالمائة.

وأوضح أن الملكية الأردنية تأثرت من جراء الأحداث الحاصلة في المنطقة بنسبة 10 بالمائة بسبب تلك الأوضاع والتي أدت إلى انكماش في حركة السفر للأردن حيث تم في أول أربعة أشهر من العام الجاري إلغاء ما لا يقل عن 500 رحلة مؤكداً إن السائح يتطلع إلى منطقة أكثر هدوء وأكثر أمانا. متمنياً أن تنقشع هذه السحابة بسرعة وتستقر الأمور.

قطاع السياحة

وعن قطاع السياحة بالأردن قال المدير التنفيذي للإعلام بالملكية الأردنية باسل كيلاني إن قطاع السياحة الأردني يعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني لكنني أعتبره حتى هذه اللحظة لم يأخذ الاهتمام الذي من المفترض أن يعمل به كما هو الحال في مصر مثلا أو تايلاند وغيرها من الدول، مضيفاً إن الأوضاع الاقتصادية للدولة هي التي تتحكم بالسوق ولا شك إن قطاع السياحة بحاجة إلى ترويج ولكن بالمقابل سيكلف مبالغ باهظة من خلال إجراء إعلانات في مختلف الصحف والفضائيات، مؤكداً إن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية مهتمة بالسياحة بشكل متصاعد من أجل تحقيق الأهداف المرسومة لذلك. مضيفاً إن قطاع النقل البري بشكل عام في الأردن مملوك للدولة، وبالنسبة لشركات الطيران كلها قطاع خاص ويبلغ عددها 10 شركات، منها شركتان منتظمتان وهي الملكية الأردنية، والصقر الملكي.

مساهمة عامة

وأشار باسل كيلاني إلى أن الملكية الأردنية شركة مساهمة عامة، وأسهمها مدرجة في سوق عمّان المالي اعتباراً من 17/12/2007 وتملك الحكومة الأردنية 26 % منها وباقي الأسهم مملوكة لمستثمرين أردنيين وعرب ونسبة قليلة من الأجانب حيث يبلغ رأس مالها 84.3 مليون دينار أردني، وفي الوقت الحالي ثمة دراسة جارية لزيادة رأسمال الشركة.

تأسيس وتطوير

ويتابع كيلاني حديثه للوفد قائلاً: تأسست الملكية الأردنية في العام 1963 كمؤسسة عامة حكومية تملكها الدولة بالكامل، وكان هدفها في تلك الفترة أن تكون حاملة للعلم الأردني، ويبلغ عمرها الآن 48 عاماً، وخلال مسيرتها حصلت تحولات كبيرة بدءا من الحروب التي جرت بالمنطقة سنة 1967 وقد تم تدمير أسطولها بالكامل في السبعينيات، إلا إنها جددت أسطولها من طائرات "بوينج وتراي ستار" آنذاك، وفي الثمانينيات أدخلت الملكية الأردنية الطائرات الحديثة النفاثة الإيرباص 310 و 320 و340 وفي الوقت الحاضر تشغّل الملكية الأردنية 32 طائرة مقسمة إلى ثلاث فئات الفئة الأولى التي تخدم المسافات البعيدة من طراز إيرباص 340 وهي طائرات أخضعت لعملية تحديث شامل وتطير إلى أمريكا الشمالية وكندا، أما الفئة الثانية الطائرات 310 من طويلة إلى متوسطة تخدم شبه القارة الهندية وكولمبو، والطائرات متوسطة المدى التي هي من طراز إيرباص 320 وعددها 13 طائرة تخدم منطقة الخليج العربي والدول العربية، مشيراً إلى أن طائرات الملكية الأردنية حديثة الصنع بمعدل عمرها الذي لا يتجاوز الخمس سنوات تعتبر من أفضل معدلات أعمار الطائرات على مستوى العالم تقريبا بالنسبة للطائرات المتوسطة والقصيرة، أما الطائرات التي تخدم المسافات البعيدة فهي أقدم قليلاً لكنها في طور التحديث.

طائرات حديثة

وأكد بأن الملكية الأردنية تعاقدت مع إحدى شركات تصنيع الطائرات لإدخال 11 طائرة من طراز بوينج 787 وكان من المفترض أن تدخل في العام 2010 لكن كان التأخير من قبل الشركة المصنّعة، وسوف يتم إدخالها في العام 2014، وستكون بديلة للطائرات المخصصة للمسافات بعيدة المدى، وسوف تتيح فرصة للملكية لافتتاح خطوط بعيدة المدى أكبر من ذي قبل، وثمة دراسات تجريها الشركة لإدخال خطوط جديدة من بينها الصين واستراليا وغيرها من الدول.

59 وجهة عالمية

وأشار كيلاني في حديثه إلى أن الملكية الأردنية تسيّر رحلات نحو 59 وجهة عالمية موزعة في أربع قارات، وكلها تقريباً رحلات مباشرة.

وعن الرحلات غير المباشرة أوضح المدير التنفيذي للإعلام بأن الملكية الأردنية أنضمت لعضوية تحالف "ونورد العالمي" في العام 2007 وقد مكّنها هذا التحالف من أن تخدم مسافريها لسبعمائة وخمسين وجهة غير الـ 59 وجهة المباشرة، وقد انضمت 12 شركة طيران في حلف "ونورد العالمي"، وبالتالي فإن الشركات توصل المسافرين إلى نقاط معينة وبعدها أعضاء التحالف الآخرين يكملون إلى المناطق التي لا تصل طائراتنا إليها.



سياسة الملكية وأضاف في سياق حديثه: إن سياسة الملكية الأردنية في التوسع تعد سياسة رشيدة لأنها ليست قائمة على التوسع السريع وإنما تدريجياً، أي في كل عام تضيف محطة أو محطتين، مشيراً إلى أنه في العام الفائت تم إدخال محطتين هما: كولمبو ومكة المكرمة، وفي العام المقبل تعتزم الملكية الأردنية إنشاء ثلاث محطات وهي طهران، وجوهانسبورغ، وأنقرة، وتقوم الشركة بعمل دراسات دائمة ومستمرة، على أسس تجارية بحتة أي مقياس الربح والخسارة لأنها كشركة مطلوب منها أن تحقق للمساهمين أرباحا سنوية، وبالتالي العامل التجاري هو الذي يحكم عمليات التوسع وإدخال طائرات وعمليات إدارة الموارد البشرية وتحديث الأنظمة وما إلى ذلك.

أحدث الأنظمة الالكترونية

وقال كيلاني إن الملكية تطبق أحدث الأنظمة الالكترونية في مجال النقل الجوي المطبقة في العالم مثل التذاكر الالكترونية والحجز عن طرق الانترنت وشراء التذاكر، وإصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة من خلال موقع الملكية الأردنية في الشبكة العالمية "الانترنت" بدون مراجعة المكاتب، وتساعد المسافرين بعدم الذهاب إلى المطار قبل ساعتين من إقلاع الطائرة، وإن الملكية تواكب التطور العالمي في مجال تحديث خدمات النقل الجوي في كل المناحي.

أفضل شركة طيران

مشيراً إلى أن الملكية الأردنية حصلت العام الفائت على جائزة أفضل شركة طيران عام من حيث الخدمات ودقة مواعيد الإقلاع والهبوط، من إحدى أفضل المجلات في مجال الطيران وهي مجلة "أريبيان بزنس".

وأضاف قائلاً: إن الملكية في العام 2010 نقلت 3 ملايين و100 ألف مسافر ومعدل امتلاء الطائرات وصل إلى 72 بالمائة تقريباً وهي نسبة تعتبر جيدة، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية وقبل أن تحصل الأحداث في المنطقة العام الفائت وأوائل هذا العام فقد حققت الملكية ربحا بلغ نحو 14 مليون دولار، وتعتمد الشركة كثيراً على حركة الترانزيت باعتبارعمّان بين الخليج العربي بشكل عام وبين أوروبا ولديها حركة نشطة إلى أوروبا وأمريكا.

حركة السفر

وأوضح كيلاني للوفد الإعلامي العماني أن أكبر حركة سفر بالنسبة للملكية الأردنية كأرقام هي من الخليج العربي ثم تليها أوروبا وأمريكا الشمالية وبعدها الشرق الأقصى وشبة القارة الهندية، وتعتبر منطقة الخليج العربي أكثر حركة نشطة في الصيف وتقوم الشركة يومياً بثلاث رحلات إلى أربع رحلات إلى دبي ورحلتين إلى ثلاث إلى أبوظبي، وثلاث رحلات إلى أربع رحلات إلى جدة، وفي أوقات العمرة تصل إلى عشر رحلات.

الرؤية الجديدة

وأشار إلى أن رؤية الملكية الأردنية الجديدة التي وضعتها خلال خمس سنوات بأن تكون شركة الطيران المفضلة لنقل المسافرين بين الأردن والعالم لذلك وسعت كثيرا من شبكتها في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، هي أكثر شركة طيران عربية تخدم أكبر عدد من النقاط في منطقة الشرق الأوسط ولديها في سوريا محطتان دمشق وحلب، وفي مصر ثلاث محطات القاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ، أما في العراق فلديها أربع محطات أربيل والسليمانية وبغداد والبصرة، وفي السعودية جدة والظهران والرياض، بالاضافة مسقط وأبوظبي والعين ودبي والدوحة وغيرها من المحطات ويتراوح عدد النقاط بين 25 إلى 26 نقطة.

منافسة وخدمة

وأوضح كيلاني أن الملكية الأردنية من الشركات التي تنافس في مجال الخدمة وليس الأسعار، ولكن تكمن منافستها في الأسعار ضمن حدود معقولة تضمن للشركة معدلا من الربح وليس بطريقة عشوائية وإنها ليست مثل الشركات منخفضة الكلفة حيث لا تقدم خدمات أثناء الرحلات الجوية وأي خدمة يريدها المسافر يشتريها، لكن تلك الشركات لم تؤثر بشكل أساسي على الشركات التي تقدم خدمات كبيرة وكاملة مثل الطيران العماني والاتحاد والملكية الأردنية وطيران السعودية وغيرها من شركات الطيران. مؤكداً في ذات الوقت إن الشركات العربية لا تقل نسبة النمو فيها عن 20 بالمائة بالرغم من زيادة عدد الشركات، حيث يوجد في الأردن حوالي عشر شركات طيران غير الملكية الأردنية.

مميزات الموظفين

وأكد باسل كيلاني إن الملكية الأردنية لم تشهد أية اعتصامات من قبل موظفيها ويبلغ عددهم 4700 موظف وتعد الملكية حلما لكل خريج يعمل فيها وحتى فئة العمال لأنها توفر امتيازات كبيرة لموظفيها، ورواتبها مغرية جداً مقارنة بالسوق الأردني وتعطي راتبين في كل نهاية سنة وتذاكر سفر مجانية لكل الموظفين وعائلاتهم وتأمينا صحيا مدى الحياة حتى بعد التقاعد ولديها صندوق ادخار وتساهم فيه، ويمنح الموظف لشراء منزل وامتيازات كثيرة لا حصر لها. ولدينا نقابة تطالب بحقوق الموظفين ولدى الموظفين ولاء جيد للشركة. موضحاً ان العاملين في الملكية الأردنية في الوظائف الأرضية أردنيون مائة بالمائة، أما في مجال الخدمات الجوية فعدد المضيفين والمضيفات 900 شخص من مختلف الجنسيات للحاجة إلى اللغات نظراً للمسافرين، وإن جميع المديرين بمختلف المدن في العالم أردنيون والمديرين الماليين كذلك، لكن الذين يعملون في المحطات محليون من تلك الدولة حسب القوانين العالمية.

الطيارون بالملكية

وعن الطيارين قال كيلاني كلهم أردنيون ويبلغ عددهم 365 طيارا بإستثناء 13 طيارا قادة الطائرات (كابتن) مؤكداً إن السوق الأردني يوجد به فائض من الطيارين الخريجين ولكن ثمة نقص بقادة الطيارات، وكانوا في العام الفائت 25 طيارا (كابتن) وتم تقليصهم إلى 13 طيارا لأنه عندما يترفع الموظفون الأردنيون يتم الاستغناء عن الأجانب.

* بالأرقام:

*13 طائرة من طراز إيرباص 320 تخدم منطقة الخليج العربي والدول العربية .

* 500 رحلة تم إلغاؤها خلال العام الجاري بسبب الأحداث الحاصلة بالمنطقة .

* 1963 تاريخ تأسيس الملكية الأردنية كمؤسسة عامة آنذاك.

أكثر...