جلسات "الزار" اتصال بـ"الأرواح" وإحياء ل

    • جلسات "الزار" اتصال بـ"الأرواح" وإحياء ل

      مسقط - مديحة عثمان

      يمارس الكثير ممن يعتنقون معتقدات أقرب ما تكون لـ"البدعية" طقوساً غريبة في الخفاء، ولعلّ أشهر تلك الطقوس وأكثرها انتشاراً في مختلف ولايات السلطنة هي "جلسات الزار" أو "المالد" كما يطلق عليه البعض.

      ورغم أن معتنقوها يسعون لإدراجها ضمن الفنون الشعبية إلا أنها تبعد عنها أميالاً لتركيزها على استحضار "الأرواح" بحضور "دجالين" ومن يدّعي معرفته بالأمور الغيبية، وسط إقبال كبير من الجنسين، تعلو خلالها أصوات الدفوف، والغناء مختلطة بدخان "اللبان" من أجل إرضاء "الشيخ" -الجن العالم كما يطلق عليه البعض- و"الولي".

      "الشبيبة" اقتربت من هذا العالم وحاولت كشف بعضاً من أسراره، مع من جمعتهم الصدفة بتلك الجلسات أو قاموا بزيارتها من باب الفضول كذلك نورد في السطور القادمة رأي سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في المسألة ونظرة علم النفس لهم:

      بداية ذكرت رابعة بنت عبدالمجيد أن جلسات "الزار" ما كانت لتستهويها أبداً، ولم تفكر قط في زيارتها إلا أنها حضرتها يوماً من باب الصدفة، وتشرح قائلة: "خرجت وأهلي في رحلة إلى أحد المناطق، وكنا نستعد لأداء فريضة صلاة العشاء، وخلالها نادى منادٍ من أهل تلك المنطقة بضرورة اجتماع أهل المنطقة أمام الجامع مباشرة بعد الصلاة، وفور انتهائنا قررنا التوجه لمشاهدة ما يحدث من باب الفضول، وقبل أن نصل سمعنا أصوات الطبول تعلو فسارعنا الخطى إلى موقع الحدث، وما إن وصلنا فوجئت أن رجال المنطقة ونسائها يرقصون على أنغام غريبة، والناس حولهم يشاهدون ما يجري دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة، وهناك شيخ يتوسطهم يحمل اللبان ويطلب من الجميع تلبية أوامر "الجن" الذين تلبسوا الراقصين والراقصات".

      وتعلّق على الحادثة قائلة: "شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي، وغادرنا المنطقة في تلك الليلة ولم نلبث فيها ساعة بعدما شاهدناه، بخاصة حين علمنا أن هذه الطقوس تتم ممارستها بصورة يومية، حقاً، هي تجربة من التجارب التي لا تنسى، فكيف بنا بعد هذا التطور الذي نشهده في الفكر والحياة أن نتمسك بأذيال تلك المعتقدات الجاهلية؟".

      أما فايزة الرئيسية فقد فوجئت حين تحوّلت احتفالية "الحناء" في عُرسها إلى مشهد مخيف ظل محفوراً في ذاكرة جميع الحضور، وتروي تفاصيل الحادثة قائلة: "بلا شك أن كل فتاة تحلم بأن تكون أيام عُرسها من أجمل ليالي العمر ولكن تألمت كثيراً حين تحولت احتفالية "الحناء" إلى حكاية مرعبة ظل الكثيرون يتداولونها، حين قام أحدهم بتغيير الأغاني، وما هي إلا لحظات حتى وقعت إحداهن صريعة على الأرض، وظن الحضور أنها ماتت أو أصيبت بصرع، ولكن نهضت ترقص بطريقة غريبة، وتتمتم بأشياء غريبة، ولحقتها مجموعة أخرى، وتحول العرس إلى جلسة زار، ولم تنته الجلسة حتى انتهت الأغنية وجاء الأهل وأخذوا الفتاة إلى المنزل، والكل في حالة هلع حتى أن بعض الحضور هربوا من المنزل ولم يعودوا إلا بعد أن اطمأنوا من رحيل معتنقي "الزار".

      ورغم أن خلفان المفرجي لم يسبق له حضور جلسات "الزار" إلا أنه يعلم يقيناً بوجود مجموعة ممن يمارسون هذه الطقوس في الولاية التي يعيش فيها، ويقول عنها: "لم يقدنِ الفضول قط لزيارة هذه الجلسات، بسبب الأمور البدعية والشركية المنتشرة فيها، حيث تعقد هذه الجلسات لاستحضار الجن بالقرع على الطبول، حتى يصبح جميع المتلبسين تحت سيطرة الجني "الشيخ" ويبدأ كل واحد بالكشف عن أسرار الآخر وقد يطلب أموراً عجيبة لإرضاء الجن".

      أما محمد البلوشي فقد قرر حضور إحدى تلك الجلسات من أجل تصحيح ما لديه من معلومات حول طبيعة تلك الجلسات والطقوس التي يمارسونها بدلاً من تصديق ما يشاع عنها، ويحكي ما حدث معه في إحدى المناطق التي زارها بالسلطنة: "عند وصولي جلست في بساط يلتف حوله ما يقارب من عشرين شخصا، بوجود "الدفوف" وهي نوع من أنواع الإيقاعات، بعدها بدأت طقوس الجلسة بالضرب على الدف والغناء "بشلات" التي تدعو الجان للحضور والتمايل يمينا ويسارا، ويحضر الأشخاص الذين يتلبسهم الجان إلى هذه الجلسات بناء على طلب الجان الذي بداخله حتى لا يزعجه -بحسب ما قال لي أحد أهالي المنطقة-، وجلسات الزار من الجلسات المحرمة طبعا، لأن هناك عبارات تذكر بإحدى اللغات وهي ما تندرج في قائمة القربان إلى الجان، ونحن كمسلمين نطلب القربان من الله، وبعد القرع بالدف يسقط بعض الأشخاص في الأرض وكأن جسمهم تعرض للشلل أو الصرع، فتراهم يتحدثون بصوت مخالف وهو صوت الجني الذي بداخلهم فيبدأ زعيم الجلسة بالحوار مع الجان وأخذ طلباته، وأنا حينها كنت أضحك بسبب طرافة المشهد".

      وما مدى تصديقه لما رآه قال: "الجن من مخلوقات الله وأنا أؤمن بأن الجن يسكن في بعض أجساد الناس ويسبب لهم الأرق أو التعب، وهناك من يملك ما يسمى "بالعلم" وهو دجال يحضر لهذه الجلسات لتقوية علمه على حد قول من قابلته وسألته في هذا الجانب". فتوى..

      سئل مفتي عام السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي عن حكم المالد أو جلسات الزار فقال: "هذا أمر أنا بنفسي لا أعرفه ولكن حسبما قيل لي بأنهم يعتقدون اعتقادات خارجة عن الحق، ويستحضرون الشياطين إلى آخره، هذه أمور لا تجوز أبداً، ولا يجوز لأحد أن يدعو غير الله تبارك وتعالى، فإن دعاء غير الله يدخل من اتخاذ غير الله تبارك وتعالى إله يُعبد، والحق سبحانه وتعالى شددّ في ذلك كثيرا ًفي كتابه فقد قال (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الرعد:16).

      ويقول سبحانه وتعالى ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (فاطر:2) ، ويقول ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر:38). ونجد أن الله سبحانه وتعالى يخاطب في كتابه الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو أشرف الخلق وأعلاهم منزلة وأعلاهم قدرا فيقول له ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ) (الأعراف: من الآية188) وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا فكيف بغيره عليه أفضل الصلاة والسلام، بل كيف يملك ميت أو يملك أحد أياً كان حياً أو ميتاً لأي أحد نفعاً ولا ضرا، أو أن يلجأ إنسان إلى مردة الجن أو الشياطين أو نحو ذلك فيطلب منهم قضاء حاجة أو دفع مضرة أو تحقيق منفعة ذلك كله ما يعد من الشركيات، والله تعالى المستعان".

      علم النفس..

      وذكر الطبيب النفسي د.علي الشيدي أن القضية لها أبعاد نفسية وتلك الحالات تندرج تحت ثلاث مسميات هي حالات هستيرية، وذهنية، وصرعية.

      وأضاف: "المريض تنتابه حالات هستيرية من الصراخ والهيجان ما يدل على دور الإيحاء، ونطق الجني على لسان المريض، وإنما القضية برمتها تتمثل في وقوع المريض تحت إيحاء المعالجين".

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions
    • صحيح ما أدرجته مديري ، هذا ما نراه كل اسبوع ، منتشر في معظم أنحاء السلطنة ، نسأل الله العفو والعافية ، تسلم