تحقيق – حميد البلوشي

يظل تسجيل اللاعبين قضية سنوية تتكرر باستمرار في طريقة التفاوض مع اللاعب لموسم جديد، وهذه القضية دائما تطل برأسها مع نهاية كل موسم وبدء موسم جديد، بل إنها قضية تكاد أن تكون مفتوحة ومازالت بعيدة عن السيطرة لدى البعض، وربما عدم متابعة اللوائح والوعي بها يكلف الأندية الكثير بدءا من المفاوضات ومن ثم الاتفاق حتى التسجيل المبدئي في مقار الأندية، الأمر الذي يصبح بين يوم وآخر غير معتمد في سجلات الاتحاد الذي يحاول تسجيل اللاعب وضمان حقوقه والنادي معاً .

لقد شهد الموسم الماضي العديد من القضايا التي تحمل في سجلاتها أنباء عن قيام بعض اللاعبين بالتوقيع مع نادٍ ثم التوقيع مع نادٍ آخر للغرض نفسه، وعانت أندية الطليعة وصور والنهضة وصحار وغيرها من الأندية الكثير من هذا الوضع، وربما متابعة اللوائح والتمحيص فيها يمر مرور الكرام على البعض .

على سبيل المثال لا الحصر، فقد أعطت اللائحة الجديدة للاتحاد الحق للأندية في التفاوض مع اللاعبين بعد نهاية الموسم مباشرة وتسجيلهم في السجلات بالاتحاد قبل بدء التسجيل الفعلي ونهاية فترة التسجيلات الأولى، ولكن أغلب الأندية ربما أنها لم تنتبه لهذا الموضوع، كما أن بعض هذه الأندية لم تستفد من الدرس السابق. وفي نفس الوقت يجب على اللاعب معرفة حقوقه كاملة قبل الزج بنفسه في متاهات لا تحمد عقباها ودراسة العروض جيداً قبل المضي قدما في التوقيع على الاستمارة، وهذا ما سيجعل الأمور في نصابها الصحيح ويحق الحق لأصحابه. "الشبيبة" التقت بعض الرياضيين في السلطنة لمناقشة هذا الموضوع .

* تحذير للأندية

يؤكد سالم العلوي رئيس نادي الطليعة بقوله : أرى أنه يجب على الاتحاد أن يصدر تحذيرا للأندية بخصوص المغالاة في التعاقدات، مؤكداً بأن المغالاة لها تأثير سلبي على الأندية واللاعبين، وسيكون مردودها سلبيا على أداء اللاعب، خاصة أن العقود لموسم واحد، ولابد من وضع آلية يحدد فيها السقف الأعلى لمقدمات العقود وأيضا الرواتب مع ميثاق شرف للأندية للالتزام به، وهذا لمصلحة كرة القدم في السلطنة، ولابد أن تكون فوق المصلحة الضيقة الخاصة بكل نادٍ.

كما أرى أنه لابد أن يكون هناك تخطيط استراتيجي وخارطة طريق واضحة المعالم بدل التخبط الفردي والسعي وراء تحقيق أهداف تخدم النادي وتضر بالآخرين، وهذا لاشك ينعكس سلباً على عموم الرياضة. وأما ما يتعلق بتسجيل لاعب في ناديين، فهذه ثقافة يجب أن تمحى من قاموسنا إذا كنا نتعامل بشفافية ومهنية ، ونفكر بعقيلة التطوير والوصول للاحتراف، وما حدث بين ناديي صور والمصنعة الموسم الماضي وقع ضحية فيها اللاعب الذي عوقب من قبل الاتحاد، وأنأشد رؤساء الأندية أن يجعلوا المصلحة العامة فوق كل اعتبار، مقترحا عقد اجتماع لا يتخلف عن حضوره أي شخص ويسبقه تحضير جيد لطرح كل المرئيات .

وتساءل العلوي، لماذا تكون اجتماعاتنا مكتملة عندما تدعو لها الوزارة أو الاتحاد؟! وأين الأندية من حضور الاجتماعات التي تعقد من أجل الصالح العام، فحضورها خجول.

وأضاف: إننا تحملنا رئاسة هذه الأندية ويجب علينا التضحية لخدمة أنديتنا والسهر عليها .

وقال العلوي: هناك أندية تتفاوض مع لاعبين لا يحق لهم الانتقال في الأصل لوجودهم تحت توقيع النادي، وأيضا هناك أندية تتفاوض مع لاعبين ما زالت عقودهم سارية دون اتباع القنوات الصحيحة، وهذا اعتبره ليس تنافساً شريفا وأصبح التنافس لمن يملك المال الأكثر .

* شريعة المتعاقدين

ويرى وليد بن زاهر الكيومي مدير الفريق الكروي بنادي السويق الحاصل على دوري عمان موبايل بأن التعاقد مع أي لاعب هو شريعة المتعاقدين، وكل شخص يجب أن يلتزم الالتزام الشخصي من منبع جبلنا عليه نحن العمانيين ويحثنا عليه ديننا الإسلامي وأن يلتزم بالقوانين والمبادئ قبل كل شيء.

وأضاف: أنا مع أن يقوم الاتحاد بضرورة تسجيل اللاعب في مقر الاتحاد؛ لأنه يحمي من أشياء كثيرة، وقال بأن الأندية في بعض الأحيان تقوم بالتعاقد المبدئي مع اللاعب في فترة الإجازات وبعد الاتفاق، ولكن هناك أوقاتا تكون فيها مباني الاتحاد خاوية؛ بسبب الإجازات أو خلافه.

وأشار الكيومي إلى أن التعاقد المبدئي يفيد النادي أكثر من اللاعب، موضحا بأن اللاعب يأتي تعاقده مع أي نادٍ من أجل تحسين الصورة والظهور بمستوى أفضل، كما أن على الاتحاد أيضا أن يحمي الأندية في ظل التعاقدات المبدئية التي تحمل توقيع اللاعب وبصمته وموقع على أكثر من نسخة وأن يكون أيضا العقد جائزا مبدئيا .

وحول سؤالنا له عن تفسيرة للأندية التي تقوم بالتعاقد مع لاعبين وقد سبق لهم التوقيع مع نادٍ آخر أوضح بأنه ليس من الجائز أن تقوم هذه الأندية بهذه الأمر وهي ترى بأن اللاعب وقع عقداً مبدئيا مع نادٍ آخر باعتبار أن الأندية متعاونة فيما بينها، وهذا الموضوع ربما سيؤدي لخلافات مستقبلية، ومن هذا المنطلق يجب على الاتحاد سن قوانين تتواكب مع طبيعة المرحلة التي نعيشها وما تستوجبه من تغييرات سواء على اللاعبين أو الأندية وفق الضوابط الدولية حتى لا تتطور مستقبلاً وتزداد بشكل مبالغ فيه .

* مسؤولية إدارية

وأوضح عمر عيديد وكيل لاعبين بالسلطنة بأن العاتق الأكبر والمسؤولية تقع على الإداري الذي قام بالتوقيع مع اللاعب، وربما هذا الأمر يعود إلى عدم متابعة الأندية لتسجيل اللاعب وفق الطرق والأطر القانونية المتبعة، وهذا يضع اللاعب في شق طريقه للبحث عن عرض أفضل والمساومة وهذا يضع الأندية في موقف صعب؛ فالنادي وضع اهتمامه بهذا اللاعب وصرف النظر عن لاعبين آخرين.

وأكد عيديد والذي يمتلك مفاوضات مع لاعب منتخبنا قاسم سعيد بأنه يتمنى أن تظهر الأندية بصورة جيدة هذا الموسم لمواكبة احتياجاتها بشكل صحيح وعدم الاستعجال في التعاقدات غير المفيدة، ويجب أن تكون رؤيتها للاعب عن قرب دون الاعتماد على السيرة الذاتية وأشرطة الفيديو فقط، متمنيا جلب لاعبين على مستوى جيد بحيث تستفيد منهم الأندية وفق مبالغ معقولة .

* الموقف الرسمي

وضعت "الشبيبة" بعض الموضوعات على طاولة أحمد الحبسي رئيس لجنة المسابقات وعضو الاتحاد العماني لكرة القدم الذي أكد بأن العقود التي تعتمد لتسجيل اللاعبين يجب أن تكون معتمدة وموقعة في الاتحاد أو موقعة في مكاتب الاتحاد في المناطق والمحافظات، وهذا شرط موجود ومعروف في لائحة شؤون اللاعبين، وإذا اتضح بأن اللاعب مسجل وموقع في الاتحاد ووقع فيما بعد مع نادٍ آخر، فهذا الأمر يعد مخالفة، ولكن نحن نعتد بالعقود التي توقع في الاتحاد وغير ذلك لا نأخذ به .

وحول سؤالنا عن تسجيل اللاعب في أروقة النادي وأمام الإدارة واستلامه مبلغا مقدما، أكد الحبسي: نحن لا نسجل مثل هذه الحالات ونشترط حضور اللاعب، وإذا وقع اللاعب مع وكيل لاعب فإننا أيضا لا نعتد بذلك أيضا ويجب تسجيل اللاعب في الاتحاد فقط وبحضوره شخصيا، والغرض من هذه الإجراءات حماية اللاعبين من أية إشكالية وحماية الأندية والوكلاء .

وأيضا يجب الانتباه لنقطة مهمة وهي بأن لائحة شؤون اللاعبين الجديدة تجيز للنادي التعاقد في أي وقت وليس التسجيل من نهاية الموسم الرياضي حتى نهاية فترة التسجيلات الأولى، ولكن أغلب الأندية لا تنتبه لذلك، وهذا موجود في نفس اللائحة، وبعض الأندية تسجل اللاعب عندما يفتح التسجيل، كما أن بعض الأندية ما زالت متوقفة عن التسجيل مع العلم أن أي عقد يوقع الآن النظام يسمح بذلك وعلى الأندية التوقيع مع اللاعب في مكاتب الاتحاد في المحافظات والمناطق أو التوقيع في الاتحاد .

وأضاف : كانت الأندية تقوم بمفاوضات طبيعية ونحن فتحنا المجال للأندية للتفاوض وتسجيل اللاعب.

وعن تصرف الاتحاد في مثل هذه المواقف التي يقوم بها اللاعب في التوقيع مع ناديين، أكد الحبسي: إننا نرجع إلى اللائحة التي تنظم هذه الأشياء، كما أريد أن أوجه اللاعبين إلى ضرورة معرفة حقوقهم وواجباتهم قبل التوقيع .

أكثر...