"المسفاة".. منطقة سكنية يتهددها قرار بتحوي

    • "المسفاة".. منطقة سكنية يتهددها قرار بتحوي

      • أهالي المسفاه: يطالبون بوضع ضوابط بيئية للمنشآت الصناعية القائمة في المنطقة، حفاظا على صحتهم وصحة ابنائهم من الملوثات

      مسقط- الزبير السدراني، انتصار الشبلية

      ناشد قاطنو منطقة المسفاة بولاية بوشر، الجهات المعنية بالنظر العاجل في إيجاد حل لمشكلة ملوثات الأتربة والغبار التي تترامى على منازلهم ومركباتهم من المنشآت الصناعية في المنطقة فتتسبب في إزعاجهم صحياً ونفسياً واجتماعياً. (الشبيبة) التقت بأهالي المنطقة واستمعت لشكواهم، التي لم تجد أذناً صاغية رغم تكرار ترددهم على الجهات التي يرونها مسؤولة عن إيجاد حل لهم. واستمعت لاقتراحاتهم التي تمثلت أبرزها في استبدال مساكنهم وأراضيهم بما يتناسب معهم، أو توقف الأنشطة الصناعية في المنطقة.

      قرب المصنع

      أحمد بن هلال الرحبي من سكان منطقة المسفاة أبدى استياءه من امتداد أضرار مخلفات مصنع اسمنت عمان الى مساحات كبيرة نحو المنازل، حيث يبعد أقرب منزل عن المصنع مسافة تقدر بـــ2 كيلو متر. وأضاف قوله: الحديث عن مصنع اسمنت عمان ومضاره حديث يطول، فمخلفات واضرار المصنع لا تضر أهالي المنطقة وما حولها فحسب، وإنما تتعداهم لتصل الى مسافات أطول حسب توجه الرياح، وأكبر الأضرار منها الأتربة والهزات التي تحدث جراء أعمال التفجير وما تخلفه من تصدع لجدران المنازل، وهذه أضرار تعانيها المنازل القربية من المصنع.

      مناشدات للجهات

      وفي سؤالنا له حول ما إذا كان قد لجأ هو أو أي من الأهالي إلى جهات بعينها لإيجاد حل لما يعانونه قال أحمد الرحبي: تواصلنا مع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ومجلس الشورى ووزارة الصحة وكذلك وزارة التجارة والصناعة حيث تم اشعارهم بهذا الأمر وبيّنا لهم أننا في حاجة ماسة لتركيب فلترات للمصنع وإلزامه بالعمل ضمن ضوابط ومعايير بيئية صحيحة، ولكن كانت هناك تصريحات من بعض المسؤولين بعدم وجود ضرر ناتج من المصنع، وهذا للأسف يخالف الواقع الذي نعايشه نحن كسكان للمنطقة، وسبق وأن ناشدنا الجهات المسؤولة بإلزام المصنع بمعايير معينة نبتغي منها تحقيق السلامة لنا ولأطفالنا، ولكن لا جدوى من ذلك.

      مطلوب التزام

      ويواصل أحمد الرحبي: المشكلة تكمن في عدم وجود التزام حقيقي من قبل إدارة المصنع للقيام بالمحافظة على أنظمة الأمن والسلامة والالتزام بالمعايير العالمية التي تكفل الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان ، فمخلفات المصنع والغبار الذي ينتجه من المؤكد يصيب بأمراض مثل الربو والحساسية وغيرها، ومن المعلوم أن صحة الإنسان وسلامته -فوق كل اعتبار- ولكن لا نجد آذاناً صاغية لهذا الأمر وما زلنا نأمل من الجهات المعنية أن تعيد النظر في هذا الأمر، والتعامل معه بشكل جدي.

      حظر البيع والبناء

      ويوضح أحمد الرواحي مطالباته لنا وهي تمثل مطالبات جميع الأهالي كما اتفقوا عليها حيث قال: نطالب الجهات المعنية أن تقوم بتعويض السكان الأصليين من أهلنا الذين كانوا يقطنون في مكان المصنع حيث لم يتم تعويضهم إلا بمبالغ رمزية في العام 1978م؛ وذلك لعدم وجود ملكيات خاصة لهم. والمنطقة الآن تحت حظر البيع والشراء والبناء منذ 5 سنوات، وذلك بسبب وجود دراسة لتحويل منطقة المسفاة لأرض صناعية. وهذا التحويل لم يتم حتى الآن. عليه نطالب بإيضاح من الجهات القائمة على تحويل المنطقة حول مصير الأهالي القاطنين فيها.

      مساكن المصنع

      يقول مرهون بن سالم الرحبي: لو بدأنا بالحديث عن المشكلة منذ بدايتها فيمكن القول أنه منذ أن وصلت "شركة عمان للأسمنت" إلى منطقة المسفاة قامت بإجلاء المواطنين من مواقع سكنهم واحلال الشركة مكانهم وبلا شك كان هذا مجحفاً بشأن المواطنين في تلك الفترة كونهم مواطنين بسطاء، خاصة أنهم لم يحصلوا على تعويض مجزٍ سوى مبالغ زهيدة، فقد تم نقلهم إلى مسافة 2 كم من موقع الشركة، بينما تبعد السكنات المخصصة للعاملين في الشركة مسافة 10كم تقريبا، نحن نرى أن في ذلك تهميشاً للسكان الأصليين لمنطقة المسفاة وعدم إكتراث بصحتهم وسلامتهم.

      مطالبات بالتعويض

      يحدو مرهون الرحبي الأمل أن تطال التغييرات التي طرأت على مجلس إدارة شركة إسمنت عمان طريقة التفكير والتعامل في الشركة مع معاناتهم، حيث قال: في ضوء تغيير مجلس ادارة الشركة، ورد على مسمعنا أن هناك اعترافاً ضمنياً بالضرر البيئي من الشركة ووجود خطة لعمل الضوابط واللوازم المطلوبة لذلك، إلا أن ذلك ما زال مجرد أقوال غير مؤكدة ولم تتحول إلى أفعال، علماً أن الإدارة السابقة كانت تنكر وبشدة وجود أي أضرار بيئية.

      ويواصل حديثه: نحن لدينا مطالب مشروعة تتمثل في استرجاع حقوق المواطنين الذين سلبت أراضيهم في العام 1978م، وكذلك تعويض مجزٍ للأسر القاطنة في المسفاة عن الأضرار التي لحقتنا طوال أكثر من 27 عاماً، فطوال هذه السنوات ونحن ندفع لعلاج أبنائنا في العيادات، علماً أن المنازل تحتاج لصيانة وتعديلات.

      ضرر اجتماعي

      ويضيف مرهون الرحبي بعض الخلفيات حول المنطقة وتحويلاتها بقوله: مخطط المنطقة كان جارياً لتحويلها من صناعي إلى تجاري بينما تم تحويلها للمستثمرين، والشيء الآخر أن أهالي المنطقة الأصليين لم يتم النظر في حالهم هل يتم نقلهم أم تعويضهم ولم يتم حتى استشارتهم أساسا، رغم أن المنطقة هي أساسا منطقة سكنية، وتم توزيعها بناء على ذلك، وقد تمت مصادرة أراض لمدارس ومراكز صحية وأراض لمساجد وجوامع وغيرها وتحويلها لشركات، للاستفادة منها اقصاديا، في حين إننا كنا ننتظر إنشاء مدارس، وجوامع وغيرها من أمور خدمية تخدم سكان المنطقة. كما يتطرق الى ذكر ضرر آخر يراه سكان منطقة المسفاة حيث قال: الشركات التي أنشئت أضرتنا من الناحية الاجتماعية، فوجود الشركات في أحيائنا فيها عمّال أجانب بالقرب من منازلنا أمر يسبب لنا الإزعاج، ونرجو من الجهات المعنية أن تعيد النظر وان تعالج هذه المشكلة وذلك للمصلحة العامة للمواطن الذي هو اساس التنمية البشرية على أرض هذه البلد الطيبة.

      إغلاق المداخن

      صابر بن هلال الرحبي بدأ حديثه معنا متسائلا بقوله: لا شك أن مصنع اسمنت عمان يصدر السحب الضخمة والغبار والأتربة الملوثة حاملة معها الأمراض والهلاك لساكني المنطقة وما حولها، السؤال الذي أود طرحه هنا أين دور وزارة البيئة والشؤون المناخية، ودور إدارة المصنع من هذا كله! والاسمنت من المواد السامة والمضرة، علاوة على الإشعاعات الخطيرة التي تنبعث من مخلفات المصنع.

      ويضيف قوله: لقد سبق وتقدم أهالي منطقة المسفاة شكوى إلى وزارة البيئة والشؤون المناخية في العام 2005م وعليها جاءت لجنة مكونة من عدة وزارات، وأتت بأجهزة كشف كمية الغبار المتساقط على المنطقة ومدى أضراره، ولكن وقتها تم التنسيق مع ادارة المصنع في فترة وجود هذا الجهاز بأن يغلقوا المداخن لمدة اسبوع، وكانت النتيجة أنه لا يوجد تلوث ضار يهدد سلامة الصحة. وذلك كان لفترة معينة فقط. ويطالب صابر الرحبي من الجهات المعنية بالنظر بعين الاعتبار لمسألة صيانة منازل المتضررين.

      تأثيرات نفسية

      الى جانب التأثيرات البيئية والاجتماعية التي ذكرها لنا أهالي منطقة المسفاة يشير سليمان بن سالم الرحبي الى وجود تأثير آخر يطلعنا عليه بقوله: التفجيرات التي يقوم بها المصنع بين الفينة والأخرى لأغراض صناعية أثرت بشكل سلبي على منازلنا فقد أدت الى حدوث تشققات في منازلنا، ناهيك عن إثارة الرعب في نفوس أبنائنا وهذا يؤثر عليهم سلباً من الناحية النفسية والتي تنعكس على شخصيتهم وذواتهم، كما أن الشركات في وضعها الراهن ملاصقة لمنازلنا وهناك شركات أخرى تقوم ببناء سكنات قرب بيوتنا ومعلوم أن أصحاب الشركات من الأجانب والجنسيات المختلفة وهذا مخالف لعاداتنا وتقاليدنا ويضيق علينا الحرية في الحركة والحياة بشكل طبيعي، ناهيك على التأثيرات السلبية الأخرى التي تنجم عن نزوح شركات أخرى ما إن استمر الوضع دون تنفيذ فعلي لقرار تحويل المنطقة الى منطقة صناعية والنظر في الأضاع المستقبلية لأهالي المنطقة. مشيرا الى انضمام صوته الى صوت بقية متحدثينا بالمطالبة بالتعويض المجزي ووضع حلول مرضية لأهالي المنطقة لكل هذه المضار من تصدع المنازل والأضرار الصحية الناجمة من مخلفات المصنع وتأثيرات خطوط الضغط العالي وضرره المباشر على القاطنين بالمنطقة والذي يؤثر بشكل واضح على صحة الإنسان و نفسيته. معايير دولية

      ويقول آخر طلب عدم ذكر اسمه: إن هناك شكاوى منذ تم انشاء المصنع وعندما يتم الشكوى يأتينا الرد بأن المصنع ملتزم بالمعايير البيئية الدولية، وليست هناك أي أضرار على سكان وأهالي المنطقة وبأن الشركة ملتزمة بكل ما من شأنه الحفاظ على الصحة العامة، غير أن الواقع يخالف الحقيقة، وبالتالي بدأت العشوائية في نقل المؤسسات والشركات إلى منطقة المسفاة وما ترتب عليها من توافد القوى العاملة الأجنبية حول منازلنا واختلاط الصناعي بالسكني، فأين دور الجهات المعنية من ذلك وأين التخطيط النظامي لهذا الأمر؟!

      مؤكدا أن هناك ضررا كبيرا جدا ناتج من أدخنة المصنع القربية من المنازل وهو عبارة عن التلوث الكثيف الناتج من عدم توافر الامكانيات لدى اصحابها في الحفاظ على الصحة فمن يراقب ويتأمل حجم التلوث والأضرار الخارجة من تلك المصانع يقف مذهولاً ومحتاراً عن المسؤول عن هذا كله .

      موضحاً أن المنطقة التي تنبعث منها الغازات والغبار الملوث بالاشعاعات الخطيرة من مداخن المصانع لا تتوقف يوما واحدا عن بث سمومها ويطالب بايجاد حلول عاجلة وبديلة للحد من خطورة مصادر التلوث. كما ينوه الى وجود حاجة ماسة الى التعاون بين المصانع والجهات الأخرى لمعالجة الموضوع وابقاء تأثير التلوث في الحد الأدنى او القضاء عليه ان امكن من اجل بيئة صحية .

      ويضيف: إن ما يطالبه أهالي المنطقة هو وقف الانشطة الصناعية التي تبث السموم علينا أو إلزام شركة اسمنت عمان بوضع ضوابط بيئية بمعايير دولية تحول دون التلوث، وبالتالي حفظ حياة البشر من أي ضرر صحي ينجم عنه، فهذه مطالب ضرورية ومشروعة ونرجو من الجهات المختصة النظر إليها نظرة جادة وتغليب مصلحة الإنسان وسلامته على أية مصالح أخرى.

      _____________________________________-

      ردود الجهات التي خاطبتها (الشبيبة)

      (الشبيبة) بعد ان استمعت لشكاوى أهالي المنطقة توجهت الى وزارة الاسكان التي أفاد مصدر فيها الى أن العمل لتحسين الوضع في المنطقة جار ويعمل به وفق خطط ستأخذ محلها من التنفيذ.

      وجهت (الشبيبة) رسالة الى وزارة البيئة والشؤون المناخية لتعرف مدى الضوابط والآليات التي وضعتها الوزارة للمنشأة الصناعية بمنطقة المسفاة للعمل ضمن المعايير التي تحمي صحة أهالي المنطقة ورغم مرور فترة طويلة على تسلم الجهة المعنية للرسالة والمتابعات من قبلنا إلا أن الانتظار مازال قائما بخصوص رد الجهة المعنية.

      وفي محاولات عديدة لــــ(الشبيبة) للتواصل مع إدارة مصنع إسمنت عمان بالتوجه المباشر الى موقع المصنع والتواصل المستمر هاتفيا في محاولة للوصول الى إدارة المصنع والتعرف عن قرب على وجهة نظرهم بما أدلى به الأهالي لنا، إلا أن ذلك لم يتحقق رغم مرور مدة تتجاوز الشهر.

      ======== مقتطفات

      =========

      أحمد الرحبي: هناك تصريحات من بعض المسؤولين بعدم وجود ضرر ناتج من المصنع، وهذا للأسف يخالف الواقع الذي نعايشه نحن كسكان للمنطقة، والمشكلة تكمن في عدم وجود التزام حقيقي من قبل إدارة المصنع بالمحافظة على أنظمة الأمن والسلامة والالتزام بالمعايير العالمية التي تكفل الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.

      مرهون الرحبي: أول ما وصلت "الشركة" إلى منطقة المسفاة تم نقل المواطنين إلى مسافة 2 كم من موقع الشركة، بينما تبعد السكنات المخصصة للعاملين في الشركة مسافة 10كم تقريبا.

      صابر الرحبي: لا شك أن مصنع اسمنت عمان يصدر السحب الضخمة والغبار والأتربة الملوثة حاملة معها الأمراض والهلاك لساكني المنطقة وما حولها، السؤال الذي أود طرحه هنا هو أين دور وزارة البيئة والشؤون المناخية؟.

      سليمان الرحبي: التفجيرات التي يقوم بها المصنع بين الفينة والأخرى لأغراض صناعية أثرت بشكل سلبي على منازلنا فقد أدت الى حدوث تشققات في منازلنا، ناهيك عن إثارة الرعب في نفوس أبنائنا.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions