ويكند آخر .. - جديد فشكول

    • ويكند آخر .. - جديد فشكول

      يحدث الكثير خلال هذه الأيام، بحيث أني بتُ عاجزاً عن تذكر التفاصيل، هناك الكثيرمن الأمورالتي قد تحملك على الكتابة، ركوب الطائرات على سبيل المثال دائماً ما يحملني على قول شيء ما، سواء أحببت الأمر أم كرهته، وهذا ما كان خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، حيث تطلب مني الأمر أن أكون على متن إحدى هذه الطائرات تجاه دبي، الرحلة قصيرة جداً بطبيعة الحال، ولكنها طويلة كفاية لأن تجعل وحش الرعب الذي يسكنني من هذه الطائرات أن يقوم من غفوته ويملأني هلعاً.


      لم أجد الوقت الكافي لأتصل بصاحب غرفة الظلام الذي أصبح متخصصاً في الطب النفسي والسلوكي، لأسأله عن اقتراحات قد تجعلني أبدو بحال أفضل على الأقل، ليس لدي مشكلة عندما أتخذ مقعداً بعيداً عن النافذة، ولكن دائماً ما يظن مسئولي الحجز وتسجيله أنهم يعطوني الأفضليه عندما يمنحوني مقعداً على النافذة.


      حسناً الآن أنا أدخل الطائرة متلمساً مقعدي منها وبالطبع المقعد المحجوز مسبقاً على النافذة كالعادة، فرحتُ عندما رأيت فتاة أسيوية تحتل مقعدي المحجوز فأخيراً لن أرى الأرض أو قدر بعدي وقربي منها!

      أنا سعيد كون أن الجالس بجنبي فتاة شابة لها ملامح جميلة أسيوية ربما اندونسية، رغم أن الأسيويات ليست نوعي المفضل بالتأكيد، ولكني كنتُ سعيداً على الأقل هي فتاة وعمرها يقل عن الخمسين عاماً، هي المرة الأولى التي وجدتني محظوظاً إلى هذه الدرجة، نعم .. هناك أشياء بسيطة جداً قد تجعلني أشعر بالسعادة !!

      مضت الرحلة بهدوء وسكينة لم أعشه أبداً من قبل، وأستطيع القول أني كنتُ مستمتعاً لأول مرة على الإطلاق بالطيران، كنت أفكر طوال الرحلة القصيرة الطويلة عن ما يمكن أن يسوء، الله سلم، ولله الحمد حمداً كثيراً أن كل شيء مضى بتمام الهدوء والسكينة، حتى الهبوط كان ناعماً .. ياخي والله الطيار كان راعيها !

      الحظُ بالنسبة لي صديقٌ أكرهه كثيراً، فأنا لا اثق به ولا أطيق لقياه، ولا أطيق أن أجعل أموري رهناً لمزاجيته، فتراني أحاول قدر الأمكان أن أمنع تدخله في أموري الشخصية، ولكنه بالتأكيد يجد الكثير من المنافذ لأن يعبث بحياتي، تأكدت أن مستر "الحظ" هذه المره يتملق لي ويحاول الإعتذار عن ماضٍ مزري.

      بعدما نزلنا من الطائرة وكنت على أحد السلالم المتحركة، إذا بصوت إنثوي عذب كاد خاتمي الفضي أن يذوب من جور موسيقاه يأتي من خلفي، التفتُّ مذهولاً وأنا على يقين أنها لا تحدثني أنا ولكن ياللهول إنها تعنيني أنا، سيدة عربية غاية في الجمال تضفي عليها العبائة سحراً مضى بي بعيداً، تسألني عن المكان الذي بإمكانها أن تستصدر منه تأشيرة إقامة، بالتأكيد أن قواي العقلية ساعتها غير مؤهلة إطلاقاً، بل أنها ربما دخلت في موجة صدمة نفسية غير مبالغ فيها، أشرتُ للسيدة الجميلة أي طريق تتبع وأنا ذاهل لحسنها الفتان وأتسأئل عن موقف مستر "الحظ" من الأمر كله، بالنسبة لي موقف كهذا يكفل لي سعادة بالغة حتى يوم الغد !!

      موظفي الجوازات والإقامة الذين لا يردون السلام، ويرتدون العقال والشماغ، أنهوا المعاملة كالمعتاد بكل برود ممكن، ثم إلى التفتيش الأخير، لأُسأل لأول مرة عن ما إذا كنت أحمل في الشنطة "بيزات" أو "كتب"، ثم أدخل المدينة المزيفة، في كل شيء، العمران، والبشر ..

      في اليوم التالي، منذ الصباح الباكر، فوجئت بإتصال كنت "أتوقعه" من مسئولي المباشر، وكان جدالاً حاداً ثارت على إثره كل نعرات الجاهلية في دمي، حتى آخر ثانية منه، لأنهي المكالمة على مضض وليبدأ إبليس يوسس بطريقة ذكية هذه المرة، وبأن لكل شيء مرة أولى، ويعطييييييييييييييييييييييك !!!!!!!!







      حسناً، لم يحدث شيء، إبليس لم يجد الشخص المناسب هذه المره، وضعت قنينة الخمر في مكانها .. بنهاية ذلك اليوم، كان كل ما بدأته به، قد آل إلى زوال بحمد الله.

      رحلة العودة، كانت مليئة بالرعب على متن طائرة جديدة للطيران العماني، وقبل أن تتساءلوا عن سبب هذه الفوبيا، لكم أن تعرفوا أن أول رحلة طيران قمتُ بها، كانت على متن خط طيران صيني رخيص جداً، كانت مغامرة بكل معنى الكلمة، من ذلك اليوم، وأنا تسكنني هذه الفوبيا بشكل ربما بات يدعوني أن أذهب إلى صاحب غرفة الظلام لأشكو إليه بعض ما أعاني عل وعسى يكون على يديه حل ما، ما زاد الطين بلة في رحلة العودة أن مكيف الطائرة بدأ يرشني ببعض الرذاذ اللزج المخيف، ليزيدني عقدة أخرى !!


      إلى فشكلة أخرى .. أعذب التحايا !




      المصدر : فشكول


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions