مزار الشريف - برلين - ش - وكالات

روج وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير للإصلاحات الجديدة في الجيش الألماني خلال زيارته المفاجئة لأفغانستان يوم أمس الجمعة. وقال دي ميزير أمس في مزار الشريف عقب لقاء مع الجنود الألمان: "أطلب منكم المشاركة في الأمر، ليس لأنكم مضطرون لذلك ولكن لأنكم ترغبون في ذلك".

وأضاف الوزير الألماني: "الأمر المهم في الإصلاحات بالجيش هو التغيير الإيجابي للعقليات وطرق التفكير". وكان دي ميزير كشف عن خططه لإصلاح الجيش الألماني منتصف مايو الماضي. ووفقا للخطة، سيتم تقليص عدد الجنود الألمان من 220 ألف جندي إلى حوالي 175 الى 185 ألف جندي. ويتم في الوقت نفسه رفع عدد الجنود المستعدين للقيام بمهام خارجية من سبعة آلاف إلى عشرة آلاف جندي. وكان دي ميزير وصل إلى أفغانستان صباح أمس في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، هي الثانية التي يقوم بها للبلاد منذ توليه منصبه في مارس الماضي. وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من سلسلة من الهجمات غير المسبوقة التي استهدفت القوات الألمانية في أفغانستان.

وتعرضت القوات الألمانية لثلاث هجمات خلال تسعة أيام في الفترة من نهاية مايو وحتى مطلع يونيو الماضي أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة 12 آخرين. وكان دي ميزير استبعد خلال مراسم تأبين الضحايا، حدوث تغيير في الاستراتيجية الألمانية تجاه أفغانستان، وقال: "لا يمكن السماح بأن تكون الكلمة الأخيرة للإرهابيين".

تخلى دي ميزير خلال هذه الزيارة عن مرافقة مندوبي وسائل الإعلام له على عكس ما حدث في الزيارة الأولى وقال: "أتيت اليوم إلى هنا دون رفقة ودون إعلام لأرى صورة للوضع دون زينة". يذكر أن وزير الدفاع السابق كارل تيودور تسوجوتنبرج كان يواجه تهمة استغلال زياراته لأفغانستان كنوع من الدعايا الإعلامية. وأثار جوتنبرج موجة من الغضب نهاية ديسمبر الماضي عندما اصطحب معه زوجته ومذيعا شهيرا خلال زيارة لأفغانستان، لكن زيارات الوزير السابق كان لها أصداء جيدة لدى الجنود.

إلى ذلك؛ أعلنت الخارجية الألمانية مجددا تخصيص مليون يورو لإعانة اللاجئين الأفغان في إيران. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس إن القرار يرجع إلى أن الظروف المعيشية لهؤلاء اللاجئين الذين تبلغ أعدادهم أكثر من مليون شخص "لا تزال حرجة".

وأضاف الوزير الألماني إنه من الواضح أن "المصير الصعب لهؤلاء اللاجئين سيتحسن بشكل دائم في حال نجاح استقرار أفغانستان". وبذلك تقدم الخارجية الألمانية دعما بقيمة مليون يورو للاجئين الأفغان في إيران للعام الثالث. سيعيش العديد من هؤلاء اللاجئين في إيران منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما حيث تشير بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أنهم يشكلون واحدا من أكبر التجمعات العالقة في العالم، كما أنهم أصحاب أطول فترة لجوء في العالم.

وعلى صعيد آخر؛ زار الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي ألمانيا أمس في الذكرى العشرين لتوقيع المعاهدة الثنائية لحسن الجوار بين البلدين.

وذكرت مصادر في العاصمة الألمانية برلين أن الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي سيلقي كلمة احتفالية بجامعة هومبولت بالعاصمة الألمانية يتناول فيها العلاقات بين البلدين ومسألة الوحدة الأوروبية.

وكانت المعاهدة قد وقعت بعد انتهاء الحرب الباردة في السابع عشر من يونيو عام 1991. ونصت المعاهدة على عدم المساس بالحدود القائمة بين البلدين. كما تعهدت كل من ألمانيا وبولندا بعدم حل النزاعات بينهما إلا بالطرق السلمية. وتقرر المعاهدة أيضا حقوق الأقلية الألمانية التي تعيش في بولندا، كما تضمن لبولندا دعم ألمانيا لها في مساعيها للانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي، والأمر تحقق بالفعل في عام 2004.

أكثر...