أرجوك.. عُد انساناً؟؟؟

    • أرجوك.. عُد انساناً؟؟؟




      ما نراه في بلادنا الغالية يومياً يندى له الجبين وتدمع له العين وتتمزق لأجله الأفئدة. أرى أبناء شعبي يُهجّرون من بيوتهم ويخلونها هرباً بحياتهم وحيوات من يحبون، يتجاوزون الحدود تاركين خلفهم بيوتهم وأغراضهم، هداياهم وأشيائهم الصغيرة، خربشاتهم على جدران منازلهم التي تخلّد ذكراهم وتثبت، ولو لطفل يحبو، أن هذه البيت كان يوماً ما لهم.
      أرى اليوم أبناء شعبي العظيم يهربون من جيشهم، الذي سمي باسم وطنهم، جيشهم الذي يظنون في أحلامهم أنه جيش يبنى يومياً ليحميهم من العدو، يظنون أن ميزانية الدولة تذهب بجزئها الأعظم لدعم هذا الجيش الذي في حال هجوم العدو الصهوني علينا سوف يهب عن بكرة أبيه للدفاع عن كل ذرة تراب في هذه البلاد.أرى الغريب، محتلّ الأمس، صديق اليوم يعطف على أبناء شعبي ويزورهم حيث يلجأون، فيقدمون له الورود ويقبلونه شكراً وامتناناً بعد أن طردوا من بلادهم، أرضهم التي عاشوا فيها مئات السنين، ووصفوا بأنهم ارهابيون وسلفيون ومخربون، وصفوا بأقذع الصفات وصمتوا، لم يحملوا السلاح رداً، ولم ينقادوا نحو الجنون، ارتضوا أن يضربهم أخوهم لا أن يضربوه، ارتضوا أن يُرموا خارج بلادهم، ويسمّوا في نشرات الأخبار “لاجئين” بدلاً من أن يقال عنهم أنهم مشتركون في حرب أهلية.بعد كل ذلك، أرى من هب ودبّ “يشفّط” بالسيارات الفارهة جيئة وذهاباً في شوارع دمشق، يصرخ باسم “أبو حافظ”، ويجعر بـ”الله محيي الجيش”. على ماذا تحيّونه؟ هل فعلاً تصدقون أكذوبة الارهابيين المسلحين السلفيين؟ هل أنتم فعلاً بهذه السذاجة لتعتقدوا أن نظاماً بهذه الصرامة الأمنية، يمكن لمسلحين بأسلحة متطورة أن يعيثوا فساداً في هذه البلد، تطبيقاً لبنود المؤامرة الدولية لتركيع سوريا؟ ويرتكبون مجازر جماعية بحق قوى الأمن أيضاً!:في الحقيقة نحن هنا أمام احتمالين
      - إما أن المطبلين والمزمرين للنظام هم في الحقيقة أناس سذّج وبالعامية “مريّـلين”، يصدقون أكاذيب قناة الدنيا التي يقدر أي طفل، ذكاؤه بالمعدل الطبيعي، أن يفضحها بكل سهولة.
      - الاحتمال الآخر، وهو الأقرب للواقع برأيي، هو أن المطبلين والمزمرين للنظام اليوم يعرفون القصة كاملةً، يعرفون أن هناك تظاهرات تنتشر يوماً بعد يوم في أرجاء وطننا وتحاول بسلميتها التي تفوق تصور غاندي أن تسقط نظاماً عاث بالبلد الأخضر كل فساد طوال 41 سنة. تعرف أن الجيش ذهب ليقمع الاحتجاجات بعد أن عجزت قوى الأمن عن قمعها، تعرف هذه الفئة أن من هُجّروا من بيوتهم، ويشبهون إلى حد كبير في حزن وجوههم حزن أخوتنا الفلسطينيين الذين هُجروا ويهجرون كل يوم من قراهم الصغيرة. ولكن، ما يشغل بالي ويحرق قلبي ودمي وأعصابي، ما الذي حصل حتى تغاضى هؤلاء الناس عن معاناة اخوتهم في الوطن، وارتضوا الوقوف في صف النظام المجرم؟ما الذي حصل حتى انحدر الإنسان إلى رتبة أقل من رتب الحيوان، فحتى القطة، وفاءً لصاحبها تموء حزناً إذا مات أو أصابه مكروه. ما الذي حصل حتى أرى أخي في المواطنة يزغرد لمقتل أخيه؟ أهو رتبة في الجيش؟ أم سيارة استلمها والده من النظام؟ أهو استثمار يخاف عليه من أن ينضرب في حال سقط النظام؟ ما الذي جعلك يا أخي ترمي بالرز والورود جيشاً تحول ولاؤه عبر أربعين عاماً من الوطن إلى الأسرة الحاكمة، يقتل ويسفك ويهجم بالدبابات والطيران على الأطفال والناس الأبرياء؟قل لي ماذا تريد؟ هل تريد المال والسلطة؟ خذ كلّ شيء، خذ مالي وبعض ما أملكه من سلطة على نفسي وعلى أختي الصغيرة، خذ الجاه والنفوذ والسيارات والطيارات، فقط أرجوك، أرجوك.. عد انساناً، وقل ولو كلمة طيبة واحدة، لطفل صغير ينام اليوم في خيمة، يبكي وقد نسي لعبته المفضلة في منزله الذي تركه خلفه مُكرهاً، وتجوبه الأشباح في هذه اللحظة.

      من الثوار الأحرار/أنت غير...........

      ليس ذنبي أن العقول الصغيره أمآم فهمي..!
      وليس ذنبهم / أن فهمي صعب .. !
      كل مآادركه أن لي قنآعآت لا تقبل القسمه‘ على 2